يمثّل خلّ التفاح علاجاً منزلياً شهيراً، استخدمه الناس منذ القدم كمادة حافظة، إضافة إلى استخداماته في الطب، نظراً إلى ما يحمله من فوائد صحية. كما أنه من أكثر أنواع الخلّ استخداماً من الأشخاص الذين يتبعون حميات صحية. هل يساعد خلّ التفاح فعلاً في إنقاص الوزن؟ وما هي فوائده الصحية؟
الوزن والسكر
تحتوي كلّ ملعقة كبيرة من الخلّ على نحو ثلاث سعرات حرارية، وهي نسبة منخفضة جداً. وتُظهر دراسات عدة أنّ الخلّ يمكن أن يزيد من الشعور بالامتلاء، وبالتالي يساعد على تناول سعرات حرارية أقل، مما يؤدي إلى فقدان الوزن. فوفقاً لإحدى الدراسات أدى تناول الخلّ مع وجبة غنية بالكربوهيدرات إلى زيادة الشعور بالامتلاء، ما ساعد في تناول المشاركين 200-275 سعراً حرارياً أقل طوال اليوم. وأظهرت دراسة استمرت لمدة ثلاثة أشهر، وأجريت على 175 شخصاً يعانون من السمنة، أنّ تناول خلّ التفاح يومياً أدى إلى تقليل دهون البطن وفقدان الوزن؛ فتناول ملعقة كبيرة أدى إلى خسارة 1.2 كغ، وتناول ملعقتين كبيرتين أدى إلى خسارة 1.7 كغ.
ولخلّ التفاح فوائد صحية أخرى، إذ يساعد في خفض مستويات السكر في الدم ومقاومة مرض السكري. كما يساعد خلّ التفاح في علاج مرض السكري من النوع 2، فقد وجدت دراسة أجريت على مرضى السكري أنّ تناول ملعقتين كبيرتين من خلّ التفاح قبل النوم قلل من نسبة السكر في الدم بنسبة 4% في صباح اليوم التالي. كما يساعد الخلّ الأشخاص الأصحاء في الوقاية من مرض السكري من خلال الحفاظ على مستويات السكر الطبيعية في الدم.
وتشير دراسة إلى أنّ الخلّ قد يحسن حساسية الأنسولين بنسبة 19-34% عند تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات، ويخفض بشكل ملحوظ نسبة السكر في الدم بنسبة 31.4% بعد تناول 50 غراماً من الخبز الأبيض.
صحة الجلد
كما يمثل خلّ التفاح علاجاً شائعاً لأمراض الجلد، مثل الجفاف والأكزيما. ونظراً إلى خصائصه المضادة للميكروبات، يمكن لخلّ التفاح أن يساعد في منع الالتهابات الجلدية المرتبطة بالأكزيما وأمراض الجلد الأخرى. ويمكن أن يساعد استخدام خلّ التفاح المخفف الموضعي في علاج حبّ الشباب عند وضعه على الجلد، وفي إعادة توازن درجة الحموضة الطبيعية للبشرة وتحسين حاجز الجلد الواقي. وعموماً ينصح باستشارة الطبيب قبل تجربة علاجات الخلّ خاصةً على الجلد التالف.
غني بالمغذيات
يحتوي خلّ التفاح على 5-6 % من حمض الأسيتيك أو الخلّيك، وهو المركب النشط الرئيسي والمسؤول عن الرائحة والنكهة الحامضة القوية والفوائد الصحية. كما يحتوي خلّ التفاح العضوي غير المصفّى أيضاً على مادة تسمى "الأم" وتتكون من خيوط من البروتينات والإنزيمات والبكتيريا الصديقة، وبعض الأحماض الأمينية ومضادات الأكسدة، وكمية قليلة من البوتاسيوم. في حين يحتوي الخلّ على كميات ضئيلة جداً من الفيتامينات أو المعادن.
الجرعة وكيفية استخدامها
أفضل طريقة لإدخال خلّ التفاح في النظام الغذائي إضافته إلى الأطعمة، مثل السلطة والمايونيز منزلي الصنع. كما يمكن تخفيفه في الماء وتناوله كمشروب باستخدام القشة، إذ تتراوح الجرعات الشائعة من ملعقة صغيرة إلى اثنتين (5-10 مل) إلى ملعقة كبيرة أو اثنتين (15-30 مل) يومياً مضافة إلى كوب كبير من الماء. وينصح باستخدام خلّ التفاح العضوي غير المصفّى الذي يحتوي على "الأم". ومن الأفضل البدء بجرعات صغيرة، وتجنب تناول كميات كبيرة، إذ يمكن أن تسبب الجرعات الكبيرة من الخلّ آثاراً جانبية ضارة، بما في ذلك تآكل مينا الأسنان وفقدان المعادن وتسوس الأسنان والتفاعلات الدوائية المحتملة. لذلك يوصى باستشارة الطبيب قبل استهلاك خلّ التفاح في حال استخدام بعض الأدوية، مثل أدوية تنظيم سكر الدم.