استمع إلى الملخص
- إيليان عبيد تنصح بتجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات العالية للوقاية من السيلوليت، وتشدد على أهمية الرياضة واستشارة الطبيب قبل البدء بتمارين جديدة.
- توجد ثلاثة أنواع من السيلوليت تتطلب نهجًا مختلفًا في العلاج، ويمكن التخفيف من ظهوره بالعناية بالبشرة وعلاجات فيزيائية غير جراحية، مع التأكيد على أهمية النظام الغذائي والرياضة.
السيلوليت هو تغير في مظهر سطح الجلد، بسبب تكدس الدهون مما يجعل البشرة تبدو متكتلة ومجعدة. ويعد مشكلة لدى العديد من النساء أكثر من الرجال، وليس مرتبطاً بالوزن الزائد فقط.
يمكن علاج السيلوليت وتقليل ظهوره عن طريق مجموعة من التمارين الرياضية الخاصة، وتطبيق بعض الحيل لترطيب البشرة والعلاجات الفيزيائية الأساسية لدعم مرونتها وتقليل ظهور السيلوليت، وتبقى الأهمية الكبرى للنظام الغذائي وإضافة فيتامينات معينة لها دور في العلاج.
الرياضة للوقاية من السيلوليت وعلاجه أيضاً
تشدد المدربة الرياضية، المتخصصة في التدريب أثناء الحمل وما بعد الولادة، إيليان عبيد في مقابلة خاصة مع "العربي الجديد" على أن السيلوليت حالة طبيعية يمكن أن يتعرض لها كل من الرجال والنساء، حتى الذين يمارسون الرياضة بكثافة ولديهم كتلة عضلية كبيرة.
ومع ذلك، فإن الرياضة مهمة لتفادي وحتى معالجة السيلوليت، لكن الأهم ألا يكون هذا الموضوع هاجساً يتأثر بالصور النمطية للجسم المثالي التي تُعرض على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى النظام الغذائي المتوازن الذي لا يحتوي على كمية سعرات حرارية كبيرة ليكمل دور الرياضة.
ترى عبيد أن ظهور السيلوليت يرتبط بالشخص، وعلى الرغم من أنه يظهر إثر تجمع الدهون في مناطق معينة، لكنه يكثر أو يقل بحسب نوع الجلد، وظهور السيلوليت يمكن أن يكون مؤشراً لأمراض ناتجة عن زيادة الوزن، لكنه ليس حتمياً.
كلما زادت نسبة العضلات في الجسم مقارنة مع الدهون، كلما اشتد الجلد ما يقلل تلقائياً من ظهور السيلوليت بشكل واضح أقله بصرياً. من هنا تبرز أهمية تمارين رفع الأثقال لكل من الرجال والنساء، شرط متابعة المتخصصين لمعرفة زيادة وتطوير العضلات بعيدًا عن الإصابات والحوادث وتأمين التوازن بين خسارة أو زيادة الوزن.
تشرح المدربة الرياضية لـ"العربي الجديد"، خطر التغير السريع بالوزن الذي يزيد من ظهور السيلوليت. فبعد تجارب شخصية لـها في مجال تدريب أشخاص لديهم سيلوليت، تؤكد أن اتباع نظام غذائي صحي وشرب كمية كافية من الماء وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، يساعد على تقليل ظهورها بصرياً وفعلياً بنسبة 70 إلى 80 %.
يظهر السيلوليت عند الأرداف والوركين والفخذين، من هنا تنصح بالتركيز على ممارسة التمارين الرياضية، التي تقوي العضلات في هذه المناطق. ويمكن إجراء هذه الحركات في النوادي الرياضية أو المنزل:
تمرين القرفصاء squat
تمرين رفع الأثقال أو الرفعة المميتة Deadlift
تمرين الطعن بكل أشكاله lunges and walking lunges
ويتوجب على كل شخص أن يجد الوقت الذي يناسبه لممارسة الرياضة بحسب دوام عمله ونظام حياته، حتى لو لم يكن لمدة طويلة، لأن التمارين أساسية للعمل الصحي للجسم. أما بالنسبة للوقت المثالي نسبياً لممارسة الرياضة والحصول على نتائج ملموسة، فيتراوح بين 40 و60 دقيقة في اليوم حوالي ثلاث مرات في الأسبوع، وكل ما هو إضافي له فوائد عديدة أيضاً، لكن هذا لا يعني أن ممارسة الرياضة لوقت أقل لن يحمل نتائج إيجابية للجسم ككل وللوقاية من السيلوليت تحديداً.
ومن الضروري الالتزام والانتظام في ممارسة الرياضة، التي لا تحمي من السيلوليت فقط، بل يمكن أن تعالجه، إذ إن الرياضة تساعد في علاج العديد من المشاكل النفسية والجسدية وتحسّن شكل الجسم الخارجي.
نصائح للمرأة الحامل للوقاية من السيلوليت
تتعرض المرأة الحامل إلى تغييرات سريعة في وزنها، ما يمكن أن يزيد نسبة ظهور السيلوليت، من هنا تنصحها إيليان عبيد بالابتعاد عن الأطعمة المشبعة بالدهون ذات السعرات الحرارية العالية التي قد تسبب زيادة غير متوازنة في الوزن. كما تؤكد أن الحفاظ على الوزن السليم، يحمي الحامل من ارتفاع نسبة ظهور السيلوليت، ويضمن لها ولادة صحية وآمنة للطفل.
لكن يتوجب عليها أن تستشير طبيبها إذا ما كان وضعها الصحي يسمح لها بمتابعة التمارين الرياضية.
فيتامينات يحتاجها الجسم للوقاية من السيلوليت
تشير أخصائية التغذية كاترين موسى في حوارها مع "العربي الجديد" إلى أن للعوامل الوراثية والعمر ونوع الجلد تأثيرا كبيرا على ظهور السيلوليت. حيث تفقد البشرة مرونتها مع التقدم في العمر، مما يؤثر على ازدياد نسبة ظهور السيلوليت. أما بالنسبة لاحتمال انتشارها عند النساء أكثر من الرجال، فلأن هرمون الإستروجين لدى النساء يؤدي إلى تفاقم السيلوليت لأنه يزيد من نسبة تخزين الدهون، في حين أن هرمون التستوستيرون الذكري يساعد على حرق الدهون.
تنصح موسى باعتماد نظام غذائي صحي غني بالسوائل والفواكه والخضار والتركيز على شرب الماء ما يوازي 35 مل من الماء لكل كيلوغرام من وزن الجسم، ما يساعد في التقليل من ظهور السيلوليت. كما أن عادات الأكل السيئة تزيد نسبة تجمع الدهون تحت الجلد، إلا أن تناول فيتامينات معينة يمكن أن يحسن من نوعية البشرة وبالتالي يخفف من السيلوليت.
فيما يلي أهم الفيتامينات التي تنصح بتضمينها في النظام الغذائي السليم:
فيتامين ب 5، المعروف أيضاً باسم حمض البانتوثنيك: يدعم وظيفة الحاجز الطبيعي للبشرة، يساعد في الحفاظ على نسبة الترطيب فيها ويمنع الجفاف، ما يعزز البشرة الناعمة والمرنة.
فيتامين ب6: يقلل من تكوين السوائل في الجلد، ومنها الدهون التي تعتبر المسبب الأساسي لظهور السيلوليت. لذا يفضل تناول البروتين الخالي من الدهون، ومنتجات الألبان، والحبوب الكاملة، والفواكه غير الحمضية مثل الموز.
فيتامينE: يعزز الدورة الدموية، ويعمل مضاد أكسدة قوياً يساعد في الدفاع عن الجلد ويحافظ على البشرة رطبة. يقوي هذا الفيتامين وظيفة حاجز الجلد الطبيعي، مما يقلل من فقدان الماء ويساهم في الحصول على بشرة أكثر نعومة ونضارة. ومن المأكولات التي تحتوي على فيتامين E: زيت القمح، وزيت فول الصويا، واللوز، والفول السوداني، وزبدة الفول السوداني، والكرنب، والسبانخ، واليقطين، والفلفل الأحمر.
الكالسيوم: يقلل من نسبة الدهون في الجسم. ويتوفر في منتجات الألبان، والحليب النباتي المدعم، واللوز، وفول الصويا، والأرز، السردين والسلمون.
فيتامين C: يعتبر ضروريا لإنتاج الكولاجين في الجسم، كما أنه أحد مضادات الأكسدة القوية التي تحمي من الأضرار التي تلحق بخلايا الجلد وتساهم في الشيخوخة المبكرة والأمراض الجلدية. لذا من الضروري تناول الحمضيات (البرتقال، الكيوي، الليمون، الجريب فروت)، والفلفل الحلو، والفراولة، والبروكلي، والملفوف والقرنبيط.
فيتامين د: يحافظ على سلامة ووظيفة حاجز الجلد، لتبقى البشرة رطبة. يتوفر هذا الفيتامين في الأسماك الزيتية مثل السلمون والماكريل والسردين، إضافة إلى صفار البيض واللحوم الحمراء.
أحماض أوميغا 3 الدهنية: تساعد على تنشيط الدورة الدموية وخفض ضغط الدم المرتفع ونسبة الكوليسترول، ما يؤثر على ظهور السيلوليت تحت الجلد. يمكن الحصول عليه عن طريق تناول الأسماك، والمكسرات والبذور (الكتان والشيا والجوز)، والزيوت النباتية (زيت بذور الكتان وزيت فول الصويا).
مأكولات تزيد نسبة ظهور السيلوليت
تشير كاترين موسى إلى أن النظام الغذائي السليم لا يقتصر على تناول الفيتامينات التي تشد البشرة وتحافظ على ترطيبها، وتمنع تكدس الدهون لتفادي السيلوليت، بل من المهم الابتعاد عن المأكولات التي تزيد من ظهور هذه الدهون مثل:
- السكر الذي يعد من مسببات تراكم الدهون.
- الدهون المقلية والدهون المهدرجة أو المتحولة غير الطبيعية المسؤولة عن الالتهابات والتسكر والجذور الحرة.
- الكثير من الكربوهيدرات أي ارتفاع السعرات الحرارية ما يؤدي تلقائيًا إلى تراكم الدهون تحت الجلد وبالتالي ظهور السيلوليت.
- مادتي BPA وBPS والجسيمات البلاستيكية الدقيقة، التي تؤدي إلى اختلال توازن الغدد الصماء لدى كل من الرجال والنساء، وتراكم الدهون الأنثوية على الفخذين والمؤخرة وبالتالي ظهور السيلوليت.
جدول من خبيرة التغذية كاترين موسى للوقاية من تجمع الدهون
مسموح |
ممنوع |
تناول الخضار مع كل وجبة. |
صلصة ثقيلة (مايونيز / باربكيو / تارتار ...) |
استبدال الخبز الأبيض بخبز قمحة كاملة. |
الوجبات السريعة / الأطعمة المصنعة . |
شرب من 2 إلى 3 لترات من الماء يومياً. |
الأطعمة المقلية / المعجنات. |
الجبنة البيضاء بدلاً من الجبنة الصفراء. |
شوكولاته / رقائق البطاطس. |
صلصة خفيفة (بلسميك / خردل / زيت ليمون). |
المثلجات /حلويات / كعك. |
اللحوم الخالية من الدهون بدلاً من اللحوم الدهنية. |
المشروبات الغازية / العصائر. |
مأكولات تساعد في علاج السيلوليت
تؤكد خبيرة التغذية على أهمية اعتماد نظام غذائي متوازن، وفي حال وجود السيلوليت يمكن تناول ما يلي كعلاج:
- بذور الكتان: تدعم صحة البشرة عن طريق تغيير مستويات هرمون الاستروجين وزيادة إنتاج الكولاجين. يُنصح بطحنها ليسهل هضمها.
- جوز الهند: غني بالأحماض الدهنية الصحية التي تدعم حيوية البشرة.
- الأعشاب البحرية: تحتوي على مركب يسمى فوكوكسانتين والذي يمكن أن يساعد الجسم على حرق الدهون وبالتالي قد يكون له تأثير إيجابي في علاج السيلوليت.
- الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف والخضار والمكسرات والبذور والتوت.
- الفاكهة والخضار التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل البطيخ والخيار والحمضيات.
أنواع السيلوليت
بحسب المعالجة الفيزيائية والمتخصصة في العلاجات الفيزيائية لتكسير الدهون، سناء بطيش، هناك ثلاثة أنواع من السيلوليت:
السيلوليت اللين Cellulite Graisseuse : يرتبط هذا النوع بالجلد المترهل ويكون أكثر وضوحا في وضعية الاستلقاء، غالبًا ما يظهر في مناطق الجسم التي تتراكم فيها الدهون، مثل الذراعين والمعدة والوركين والأرداف والساقين.
السيلوليت الصلب Cellulite Fibreuse: يعرف بـ"جلد قشر البرتقال". يعاني من هذا النوع كل الأشخاص حتى النحيلين، ويظهر على شكل هبوط في الفخذين والأرداف والوركين.
السيلوليت المتورم Cellulite Retention D’eau: ينتج بسبب ضعف الدورة الدموية ما يؤدي إلى احتباس السوائل. يكون هذا النوع من السيلوليت غالبا في أسفل الساقين، مما يؤدي إلى انتفاخهما، ما يسبب بعض الألم أحيانا.
نصائح العناية بالبشرة للوقاية من السيلوليت
تشرح بطيش في حديثها مع "العربي الجديد" إلى أن للعناية ببشرة الجسم دورا أساسيا في التخفيف من ظهور السيلوليت أقله بصريّا، وتشدد على ضرورة ترطيب الجلد واعتماد النصائح التالية:
التقشير: اختيار مقشر لطيف وتطبيقه بحركات دائرية مرتين في الأسبوع لتنشيط الدورة الدموية.
ترطيب الجسم: يساعد الترطيب في الحفاظ على بشرة ناعمة وحيوية ما يحمي من ظهور السيلوليت. لذلك تنصح باستخدام الكريمات التي تحتوي على مادة الريتينول لتجديد خلايا الجلد، كما يمكن تطبيق المنتجات الطبيعية مثل زيت جوز الهند، زيت اللوز وزيت الزيتون ما يساعد على شد الجلد المترهل ويقلل من محتوى السيلوليت في الجسم.
التدليك: يؤدي إلى تسريع الدورة الدموية ما يحافظ على بشرة ناعمة ومتجانسة. يفضل تطبيق الزيوت المرطبة على البشرة وتدليكها يومياً بعد الاستحمام، لا سيما عند المناطق المعرضة للسيلوليت.
علاجات فيزيائية
تعددت العلاجات التي يمكن اختيارها بعيدًا عن العمليات الجراحية، تنصح بطيش بالتقنيات الفيزيائية الآتية:
التدليك الفيزيائي بالأدوات المصصمة خصيصاً للتخلص من السيلوليت، (الأخشاب أو الهجامة المتحركة) ما يساعد على شد العضلات وتقويتها.
تقنيات حقن مواد مثل الكافيين فوسفاديكولين والكارنيتين تحت الجلد لتذويب الدهون.
اعتماد نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام والعناية ببشرة الجسم أمور مهمة لصحة الجسم ككل كما يمكن أن تخفف من السيلوليت أو حتى تعالجه. يبقى الأهم التأكد ما إذا كان السيلوليت مشكلة جمالية فحسب، فهي حالة طبيعية يواجهها النحيفون أيضاً، لكن أحياناً يشير إلى نظام غذائي غير متوازن أو خلل في عمل الهرمونات، في هذه الحالة من الأفضل استشارة الطبيب.