للمخرجة الفلسطينيَّة نجوى نجار مسيرة طويلة مع الإخراج، تحدت خلالها الظروف القاسية التي تُفرَض على الأراضي الفلسطينية لتخرج من قلب المعاناة أفلاماً يتحدَّث كلُّ مشهد فيها عما تعانيه فلسطين. التقت "العربي الجديد" نجار على هامش احتفالها بأوّل العروض لفيلمها "بين الجنة والأرض" في سينما "زاوية" المستقلّة.
* نبارك لك بدء عرض فيلمك "بين الجنة والأرض".
أشكركم، وأنا سعيدة جداً بأن العمل سيكون متاحاً للعرض على أكبر فئة من الجماهير المصرية بعدما سبق وعرض في مصر، ولكن من خلال بعض الفعاليات مثل الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائي، وكنت سعيدة جداً بردود الفعل حول العمل، والجائزة التي حصل عليها. كما أني فرحت جداً بحضور الجمهور لمشاهدته في سينما "زاوية" وإشادته به.
* ما أهم الصعوبات التي واجهتك وفريق العمل أثناء التصوير؟
صعوبات عديدة، كان أهمها أماكن التصوير نفسها، إذْ تطلب التصوير أن يكون في عدة أماكن وبلدات فلسطينية متفرقة. وكما تعلمون ظروف الأراضي الفلسطينية حالياً، فقد صورنا على مدار 24 يوماً في كل من أريحا ورام الله ورأس الناطورة والضفة وقرية إكريت في حيفا. وكان أمامنا 160 حاجزاً، إضافة إلى أن قوات الاحتلال قامت بسجن بعض الأشخاص من فريق العمل، مثل المسؤول عن الماكياج، ومساعدة الإنتاج، واثنين آخرين من القائمين على العمل. وكل ذلك رغم امتلاكنا لكل التصاريح والأوراق اللازمة لاستكمال التصوير.
* وكيف تغلبت على كل هذا، هل هو حبك للسينما؟
حبي لفلسطين أكثر من حبي للسينما، حبي للحياة رغم ما نعانيه، حبي لأن نصلح التشويه الذي نال صورتنا من الغرب في عرضه لقضيتنا. لهذا اخترت كل من شارك في العمل من فلسطين، ورفضت دخول أي جنسيات عربية، رغم حبي للجميع واحترامي وتقديري. ولكن الخصوصية التي كنت أبحث عنها في العمل لم تكن تسمح بوجود سوى الفلسطينيين فقط، لأن الفيلم يعبّر عن أحاسيسهم من داخل بيوتهم. أبطال العمل ولدوا تحت ظروف الاحتلال، ومنهم أبناء شهداء دفعوا دماءهم ثمناً لتحيا أرضنا، ولم نستعن سوى بشخصين من الأجانب، أحدهما فرنسي، والآخر آيسلندي، وذلك طبقاً لمتطلّبات القصّة.
* وما رأيك في السينما الفلسطينية؟
موجودة، بدليل وجود فيلمي حالياً في مصر. ولا بد أن تظل موجودة، فالسينما الفلسطينية هي الطريقة الوحيدة للتعبير عن القضية بشكل يصل إلى العالم كله. لذلك نحرص على التصوير من داخل أراضينا لنصل إلى المتلقي بمصداقية.
* بعيداً عن الفيلم، هل لديك مشروعات فنية جديدة؟
أستعد لتصوير فيلم "ميوزيكال" في مصر، تحديداً في مدينة الإسكندرية. وكنت قد انتهيت من كتابته منذ خمس سنوات، وتدور أحداثه عن السينما في مصر برصد بعض الشخصيات المؤثرة. ويحتوي الفيلم على فنانين من مصر وفلسطين وبعض الدول العربية الأخرى، ولم نستقر بعد على موعد للبدء في تصويره.
وفيلم "بين الجنة والأرض" مستوحى من أحداث حقيقية عن "تامر" و"سلمى"، وهما زوجان في الثلاثينيات من العمر يعيشان في الأراضي الفلسطينية. بعد خمس سنوات من الزواج يتفقان على الطلاق، وفي سبيل ذلك يواجه الزوجان كثيراً من التعقيدات، فبعد حصول "تامر" على تصريح لمدة ثلاثة أيام لعبور نقاط التفتيش الإسرائيلية والذهاب إلى مدينة الناصرة لاستكمال إجراءات الطلاق في إحدى المحاكم، يفاجأ الزوجان بسر عن والد "تامر" يقلب حياتهما، ويخوضان رحلة يستكشفان فيها نفسيهما. وكان العرض العالمي الأول في مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ41 وحاز على جائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو. وكانت المخرجة نجوى النجار قد بدأت مسيرتها الإخراجية عام 1999 بفيلم "نعيم ووديعة"، وأتبعتها بعدد من الأفلام التي حصلت على جوائز في العديد من المهرجانات، مثل "عيون الحرامية"، و"المر والرمان".