استمع إلى الملخص
- تزامن اختفاء الأفلام مع العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، مما أثار غضب المجتمع الحقوقي، حيث طالبت 30 منظمة بإعادة الأفلام، مشيرة إلى قمع الروايات الفلسطينية في الإعلام الغربي.
- بررت نتفليكس اختفاء الأفلام بانتهاء صلاحية تراخيصها، لكن الناشطين انتقدوا عدم تجديدها، داعين لدعم القصص الفلسطينية.
في عام 2021، اختارت منصة نتفليكس إنشاء قائمة جديدة تحمل عنوان "قصص فلسطينية"، حيث تعرض أفلاماً لبعض من أفضل صانعي الأفلام في العالم العربي. والتي وصفتها حينها بأنها "تكريم لإبداع وشغف صناعة السينما العربية حيث تواصل نتفليكس الاستثمار في قصص من العالم العربي"، لكن الآن، اختفى من القائمة 19 فيلماً على الأقل، ولم يبقَ للمشاهدين في أميركا مثلاً سوى فيلم واحد هو العمل الوثائقي "إبراهيم: مصير يجب تحديده" للينا العابد.
هذا عندما يتعلّق الأمر بأميركا، أما عند الدخول إلى "نتفليكس" من إسرائيل فسوف يلاحظ المستخدم أن قائمة "قصص فلسطينية" كلها غير موجودة أصلاً بحسب ما رصده موقع ذا إنترسبت، الذي لاحظ أن البحث عن القائمة سيقود المستخدم الإسرائيلي إلى صفحة خطأ 404 تقول إنه لا يمكن العثور عليها. نفس صفحة الخطأ سوف تظهر للمشاهدين في دول مثل كوريا الجنوبية، بينما ظل فيلم واحد أو اثنان فقط متاحاً في القائمة في دول مثل بريطانيا وأوكرانيا. كل هذا بالرغم من أن المنصة لم تذكر أي فيلم فلسطيني في مقالها حول العناوين التي ستغادر الخدمة هذا الشهر.
"قصص فلسطينية" تختفي وقت العدوان
وعندما أطلقت قائمة "قصص فلسطينية" لأول مرة، تعرضت "نتفليكس" لانتقادات من قبل منظمة إم ترتسو اليمينية الصهيونية. في ذلك الوقت ردت "نتفليكس" بأنها "تؤمن بالحرية الفنية وتستثمر باستمرار في سرد القصص الأصيلة من جميع أنحاء العالم"، وتركت الأفلام للمشاهدين. لكن هذا الاختفاء يأتي بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، الذي خلّف حتى أمس السبت 42 ألفاً و924 شهيداً و100 ألف و833 مصاباً، بالإضافة إلى آلاف المفقودين، ودمار هائل في الأبنية السكنية والبنى التحتية، ومجاعة قاتلة لا سيما في الشمال أودت بحياة أطفال ومسنين، بالإضافة إلى العدوان على لبنان، الذي خلّف حتى اليوم الأحد ألفين و653 شهيداً و12 ألفاً و360 جريحاً، في غارات جوية وغزو بري. هذا يعني أكثر وقت يحتاج فيه الصوت الفلسطيني للوصول إلى المشاهد العالمي.
هذا الحذف أثار غضب المجتمع الحقوقي الذي طالب بإعادة الأفلام فوراً. رسالة إلى "نتفليكس" من 30 منظمة متضامنة مع الفلسطينيين، بما في ذلك "الحرية إلى الأمام"، وشبكة العمل العربي الأميركي، ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، وتعاونية المسلمين لمناهضة العنصرية، والشبكة الوطنية للجاليات العربية الأميركية، وشبكة الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة، وغيرها، دعت إلى عودة الأفلام مذكرةً بأن "محو نتفليكس للأصوات الفلسطينية يأتي بعد عقود قبيحة من قمع وجهات النظر والروايات الفلسطينية من قبل شركات الأخبار ووسائل الإعلام الترفيهية الغربية".
"نتفليكس" تعمّدت ترك الأفلام الفلسطينية تختفي
رداً على الجدل قالت الشركة في بيان لها إن "قصص فلسطينية" انتهت صلاحية تراخيص الأفلام فيها. كما أوضحت المتحدثة باسم "نتفليكس"، راشيل راكوسن، عبر "ذا إنترسبت" أن الحذف مبرّره انتهاء صفقة ترخيص هذه الأفلام في أكتوبر/تشرين الأول 2024، و"لهذا السبب لن تكون هذه الأفلام متاحة على الخدمة بعد الآن". وأضافت أن "هذه ممارسة متعارف عليها في ترخيص المحتوى. ومن الأمثلة المماثلة على ذلك مسلسل فريندز الذي لم يعد متاحاً في الولايات المتحدة أو مسلسل مستر روبوت الذي لم يعد متاحاً في الدول العربية".
الرد بدوره أثار غضب الناشطين والحقوقيين. المدير التنفيذي لمنظمة "حرية إلى الأمام"، سونجيف بيري، نشر بياناً انتقد فيه السماح بانتهاء صلاحية صفقة الترخيص. وكتب: "لماذا لم تجدد نتفليكس صفقة الترخيص التي نقلت بموجبها هذه الأفلام الفلسطينية التسعة عشر؟ نتفليكس شركة تبلغ قيمتها 300 مليار دولار ويمكنها تحمّل تكاليف تجديد تراخيص الأفلام التي تهتم بها. يعيش الفلسطينيون معاناة غير عادية، وينبغي على نتفليكس أن تفعل كل ما بوسعها لمشاركة القصص الفلسطينية مع العالم. وبدلاً من ذلك، سمحت نتفليكس باختفاء كامل مكتبتها تقريباً من الأفلام الفلسطينية".