ميرفا قاضي: سوء تفاهم لا أكثر

12 فبراير 2021
تستعيد إحدى أشهر أغنيات الفنان الفرنسي جاك بريل (فيسبوك)
+ الخط -

تتنوّع نشاطات الفنّانة اللبنانية ميرفا قاضي، ما بين مجالي التمثيل والغناء. تابعها الجمهور في السنوات الأخيرة في مجموعة من الأعمال الدرامية المحليّة والعربية التي أدّت فيها عدداً من الأدوار اللافتة والمتنوّعة في سِماتها ومساحتها، كما هو الحال في مسلسل "الهيبة: العودة"، الذي حلّت عليه ضيفة شرف، ومسلسل "كواليس المدينة" الذي أدّت فيه دور البطولة الأولى، إضافةً إلى مسلسل "علاقات خاصة" الذي اعتمد على البطولة المشتركة بين ممثلين من مختلف الجنسيات العربية.

أما في مجال الغناء، فهي تستعدّ حالياً لطرح عدد من الأعمال الغنائية الجديدة التي تتنوّع ما بين اللغتين العربية والفرنسية، إضافة إلى لهجات مختلفة منها الجزائرية واللبنانية، وذلك بحسب ما تكشف القاضي في هذه المقابلة الخاصة التي أجرتها معها "العربي الجديد".

لا تتسرّع ميرفا قاضي في خوض غمار تجارب تمثيلية جديدة، إن لم تجد فيها ما يتوافق مع طموحاتها المهنية وطاقتها التمثيلية. هذا ما تؤكّده الفنانة اللبنانية التي تعترف أنها اعتذرت أخيراً عن عدد من الأعمال التي عُرِضت عليها: "هناك عناصر لا يمكنني إغفالها عند النظر في أي عرض تمثيلي، فمن المهم أن يكون النص جيّداً لأنه النقطة الأساس التي ينطلق منها كل شيء آخر. كما يهمّني أن يكون الدور لافتاً وجديداً في مضامينه، فلا أشعر بأنني أكرّر نفسي من خلاله. في الحقيقة، لست انتقائية، ولكنني أحب عملي كثيراً، والتمثيل بالنسبة لي شغف تحوّل إلى مهنة، ولذلك لا أرضى أن أقدم تنازلات على حساب موهبتي وقدراتي من أجل عمل لن يضيف لي شيئاً، وهذا ما جعلني أعتذر أخيراً عن بعض العروض التي لم أجدها مناسبة لي".

لا أرضى أن أقدم تنازلات على حساب موهبتي وقدراتي

تعترف: "طبعاً، الوضع العام لا يساعد أبداً، والعالم كله يمرّ بأزمة كبيرة، ونحن في لبنان أزمتنا لا تقتصر على جائحة كورونا وحدها، وإنما تطاول مختلف مستويات العيش في هذا البلد. هذا يؤثر بشكل مباشر على القطاعات الإنتاجية التي تضررت بشكل كبير وفي مختلف المجالات".

وعن انسحابها من مسلسل "نسونجي بالحلال" الذي كان من المفترض أن تخوض من خلاله الموسم الرمضاني المقبل، توضح: "سبق أن سُئلت عن هذا الموضوع، وقلت إن سوء التفاهم قد يحصل بين الأخوة في البيت الواحد، وهذا ما حصل". تضيف: "خسرت كثيراً من جرّاء ما جرى، لأنه كان معروضاً عليّ عمل لبناني ــ سوري مشترك، وقد اعتذرت عنه بسبب تعاقدي على مسلسل (نسونجي بالحلال)".

من جهة أخرى، كانت ميرفا قاضي قد شاركت في مسلسل "حوّاء"، من كتابة ناديا الأحمر وإخراج فادي سليم وإنتاج شركة "غولدن لاين"، وهو مسلسل سوري ــ لبناني صوب في سورية، وأدّت فيه دور البطولة، إلى جانب الفنانين ميلاد يوسف وسارة أبي كنعان، ومجموعة من وجوه الدراما اللبنانية والسورية. وعن انفتاحها على السوق الدرامي المشترك، تقول: "المشاركة في المسلسلات العربية المشتركة مهمّة للممثل، وتسهم في انتشاره، كما أنها تكسبه خبرة العمل مع ممثلين من مختلف الجنسيات، وتتيح تبادل الخبرات وتطوير المهارات الفردية للممثلين. كما أن الإنتاجات العربية المشتركة تتميّز بضخامتها الإنتاجية، وبضمّها لعدد من كبار النجوم ضمن توليفة درامية غالباً ما تكون جاذبةً للجمهور العربي، وهذا بالطبع ورقة رابحة لنجاح العمل وللممثل المشارِك فيه على حدّ سواء".

الإنتاجات العربية المشتركة ورقة رابحة للممثل

وعن سبب النجاح الذي حصدته عن مشاركتها في مسلسل "علاقات خاصة"، تقول: "هناك عناصر كثيرة تلعب دوراً مهماً في إنجاح أي عمل أو إفشاله، وأبرزها النص الجيّد والمتماسك، والإخراج المنسجم مع الرؤية الدرامية للعمل ككل، بالإضافة إلى التناغم بين الممثلين. هذه العناصر كانت موجودة في مسلسل (علاقات خاصة) الذي كان عملاً متكاملاً وبإنتاج كبير، كما حضر له جيداً لشهور عدّة قبل الشروع في تصويره".

وعن الثنائية التي جمعتها بالنجم ماجد المصري، تقول: "كان هناك انسجام كبير بيننا، وقد تعلّمت منه الكثير، وهو إنسان وممثل رائع. كما أنه، على الصعيد الشخصي، ليس أنانياً، بل معطاء ويحبّ أن يساعد، وذلك بعكس بعض الممثلين الأنانيين الذين لا يهمّهم سوى أنفسهم، حتى وإن كان ذلك على حساب نجاح المشهد".

سينما ودراما
التحديثات الحية

وعن عدم تكرار تجربتها في السينما، بعدما شاركت في أعمال من نوع الكوميديا الخفيفة، مثل فيلمي "باباراتزي" و"بي بي"، تقول: "للصراحة، لا أعرف ما هي المعايير التي يستند إليها المنتجون لإسناد الأدوار للممثلين. وللحقيقة، عُرضت علي أدوار، ولكن لم أعد أريد أداء أي دور ينتقص من موهبتي؛ فالناس في النهاية يحكمون على ما يرونه، وللأسف ليست هناك أعمال جيّدة حالياً، ولذلك أفضل أن أبقى جانباً، وأعمل على أمور أخرى بانتظار أن يأتي دور أستحقه".

أفضل أن أبقى جانباً، وأعمل على أمور أخرى في انتظار أن يأتي دور أستحقه

وعما إذا كانت نظرة المنتجين لها تحصرها ضمن إطار الفتاة الجميلة وليس الممثلة المحترفة، تقول: "إن كانوا فعلاً يرونني من هذا المنظار فهم الخاسرون. وإن كانت هذه هي المعايير التي يتم على أساسها تقييم الممثلين في عالمنا العربي؛ فإن الأمر مؤسف لأنه يُبقي الصناعة الدرامية والسينمائية بعيدةً عن المعايير العالمية وخارج المنافسة معها".

أما على صعيد الغناء، فتكشف القاضي عن سلسلة أغنيات ستطرحها في الفترة المقبلة تباعاً: "حالياً أعمل على أكثر من مشروع غنائي. فقريباً أستعيد إحدى أشهر أغنيات الفنان الفرنسي جاك بريل La Chanson des vieux amants أو (أغنية العشّاق القدامى) التي سأقدّمها على طريقتي الخاصة. بعدها سأطلق أغنية خاصة عنوانها (حاجة سبيسيال)، وهي جزائرية ــ فرنسية سجّلتها في لبنان، من كلمات شريف رضا. وقد صوّرتها على طريقة الفيديو كليب مع المخرج شريف عبد النور".

الفساد متغلغل في كل ما في هذا البلد، وحتى الفن

تضيف: "الأغنية مصورة بطريقة سينمائية جميلة جداً تعكس في أجوائها الصراع بين العقل والقلب، ضمن قالب شيق وكوريغرافيا مميزة". تتابع: "لدي أيضاً أغنية جميلة جداً باللهجة اللبنانية، وهي أغنية رومانسية من كلمات وألحان طلال القنطار سأطرحها قريباً". وعن سبب عدم سعيها للعمل في الخارج، نظراً لكونها تحمل الجنسية الفرنسية، تجيب: "لا أريد أن أقول إنني أندم على الوقت الذي أضعته هنا، فالشعور بالندم على الماضي سيمنعني من التقدّم نحو المستقبل. ما يمكنني قوله هو أنني بنيت مشواري المهني في لبنان، وسعيت إلى أن أكون موجودة عربياً، ولذلك عندما كانت تسنح لي فرص للعمل في الخارج، كنت أعتذر لانني كنت منهمكة في تصوير أعمالي هنا. ولكن، للأسف، في هذا البلد اغتالوا أحلامنا جميعاً فنانين وممثلين ومواطنين. كلنا متشابهون في هذا المصير، ومصيبتا أكبر من كورونا... مصيبتنا الأساسية هي الفساد الذي للأسف لا يمكن أن يزول بين ليلة وضحاها. الفساد موجود في كل شيء، ولا يقتصر على السياسة، بل هو متغلغل في كل المجالات، ومنها الفن أيضاً".

المساهمون