موسكو تهدد بالرد على منع بث قناة "آر تي" في ألمانيا

03 فبراير 2022
وصف الكرملين القرار بأنه "انتهاك لحرية التعبير" (ليونيل بونافنتور/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت ألمانيا، الأربعاء، أنها حظرت على أراضيها بث محطة "آر تي" (روسيا اليوم) التلفزيونية الروسية التي يعتبر منتقدوها أنها ناطقة باسم الكرملين، فيما هددت روسيا بـ"إجراءات رد" تطاول وسائل إعلام ألمانية.

وشددت الهيئة الناظمة لوسائل الإعلام في ألمانيا (زاك) على أن بث القناة الروسية بالألمانية الذي بدأ في 16 ديسمبر/كانون الأول "يجب أن يتوقف"، لأنها لم تتقدم بأي طلب "للحصول على الترخيص الضروري بموجب قانون وسائل الإعلام".

ووصف الكرملين القرار، اليوم الخميس، بأنه "انتهاك لحرية التعبير". وردت وزارة الخارجية الروسية في بيان الأربعاء، اعتبرت فيه أن "هذا القرار لا يترك لنا خياراً آخر سوى اتخاذ إجراءات رد حيال وسائل إعلام ألمانية معتمدة في روسيا".

وتعهدت اتخاذ إجراءات بحق "وسطاء إنترنت حذفوا بطريقة اعتباطية وغير مبررة حسابات القناة على منصاتهم"، في إشارة إلى موقع "يوتيوب" الأميركي الذي علق حساب القناة الألماني منذ اليوم الأول لإطلاقه.

ورأت روسيا كذلك أن القرار الألماني "أتى لاعتبارات سياسية" في وقت بلغ التوتر أوجه بين موسكو والدول الغربية بشأن أوكرانيا.

وعلقت رئيسة "آر تي"، مارغريتا سيمونيان، على القرار الألماني بقولها إنه "هراء"، مضيفة أن القناة "لن تتوقف عن البث" في ألمانيا.

وكانت "آر تي ألمانيا" قد حاولت، عبر شركتها القابضة، أن تتسجل في لوكسمبورغ، لكنها لم تفلح، فاستخدمت ترخيصاً تملكه في صربيا، في إجراء لا تعترف به هيئة "زاك" الألمانية.

وسبق أن أوقف بث القناة عبر الأقمار الاصطناعية في 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بطلب من ألمانيا. واعتبرت القناة أن القرار الألماني "غير قانوني". وبعد هذا القرار، كانت برامج القناة متوافرة فقط عبر موقعها الإلكتروني وتطبيق للهواتف المحمولة.

وأعلنت "آر تي"، عبر موقعها الإلكتروني، اللجوء إلى القضاء لمواجهة القرار الألماني الجديد "الذي اتخذ لاعتبارات محض سياسية". وقال رئيس نقابة الصحافيين الروس فلاديمير سولوفييف، في تصريح أوردته وكالة "تاسّ" الروسية للانباء، إن ألمانيا "تفعل كل شيء لحظر وجهة نظر بديلة".

انطلق نشاط "آر تي" التي تمولها الدولة الروسية تحت اسم "روسيا اليوم" عام 2005، وتطور عبر محطات بثّ ومواقع إلكترونية بلغات عدة، ولا سيما الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والعربية.

وأتى قرار الحظر في ألمانيا على خلفية توترات شديدة بين روسيا والدول الأوروبية بشأن أوكرانيا، إذ يشتبه الغربيون في أن موسكو تريد غزو هذا البلد.

ويعتبر منتقدو القناة أنها تشكل أداة دعاية للكرملين في العالم، وأثارت جدلاً في دول عدة من بينها الولايات المتحدة، فيما منعتها دول أخرى مثل ليتوانيا ولاتفيا.

وتتخذ الشركة في موسكو مقراً لها، وتحمل رخصة صربية للبث عبر الكابل والأقمار الاصطناعية، ما يخولها البث في ألمانيا بموجب القانون الأوروبي، على ما تؤكد. إلا أن هيئة "زاك" تعتبر أن الرخصة الصربية غير كافية، لأن ما يبثه الفرع الألماني للقناة تنتجه شركة مقرها في برلين ويستهدف "جمهوراً ألمانياً".

(فرانس برس)

المساهمون