مواقع التواصل الصينية تحيي ذكرى وفاة أول طبيب تحدّث عن ظهور كورونا

07 فبراير 2021
اعتقلته الشرطة بتهمة نشر الأكاذيب لأنه حذر من كورونا (مارك رالستون/فرانس برس)
+ الخط -

أحيا عشرات الآلاف من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في الصين، الذكرى الأولى لوفاة لي وينليانغ، الطبيب الذي كان أول من تحدّث عن ظهور فيروس كورونا.

وبات لي وينليانغ، وهو طبيب عيون في مستشفى بالمدينة، أحد أبرز الشخصيات في الأيام الأولى لانتشار المرض في ووهان، عندما حاول التحذير من ظهوره، لكنه واجه توبيخا من الشرطة على "نشر الشائعات". فقد تمّ اعتقال وينليانغ مع 7 أطباء آخرين تم استجوابهم. وأجبر وينليانغ، في الثالث من يناير/كانون الثاني، على التوقيع على اعتراف بأنّه "نشر ادّعاءات كاذبة على الإنترنت"، قبل أن يصاب بالفيروس في الأول من فبراير.

وأدت وفاة الشاب البالغ من العمر 34 عاما بسبب الفيروس، في السابع من فبراير/ شباط، إلى حالة من الحداد العام، وأثارت تعبيرات نادرة عن الغضب على الإنترنت، ومطالبات جريئة بإصلاحات سياسية.

وبعد عدة أيام، ذرف تشونغ نان شان، عالم الأوبئة الشهير، الدموع على لي، في مقابلة مع رويترز، واصفا إياه "ببطل الصين". لكن عندما كرم الرئيس الصيني شي جين بينغ "أبطال حرب الشعب"على الفيروس في سبتمبر/أيلول، لم يرد أي ذكر لمساهمة لي.

ومنذ ذلك الحين، تنشر الحكومة رواية رسمية تركز على تعاطيها الفعال مع الوباء، في وقت تمت فيه السيطرة إلى حد كبير على تفشي الفيروس محليا، فيما عمدت أجهزة الرقابة إلى حذف التعليقات الأشد من الإنترنت.

لكن الصفحة الشخصية للي على منصة "ويبو" الشبيهة بتويتر، لا تزال تمثل فسحة نادرة للمستخدمين للتعبير عن صدمة الأيام الأولى للوباء، بعدما فرضت السلطات إغلاقا صارما على ملايين الأشخاص في ووهان ومقاطعة هوباي.

وأحيا المعلقون ذكرى وفاته بترك آلاف الرسائل، من صور وشعارات وشموع إلى سرد مستجدات حياتهم للطبيب الراحل. وكتب أحد مستخدمي ويبو، أمس السبت، في تعليق على آخر تصريح للطبيب "دكتور لي، الطقس رائع اليوم حيث أقيم... الجميع حولي يحاولون بذل أفضل مساعيهم في الحياة. الكل بصحة جيدة، عام قمري سعيد". وجذب تصريح لي أكثر من مليون تعليق، غالبيتها بعد وفاته.

وكتب معلق آخر "ظننت أن الجميع سينساك بعد سنة. كنت مخطئا، فأنت تعيش إلى الأبد في قلوب الصينيين".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

أما مدينة ووهان نفسها، فبالكاد ظهرت فيها علنا مؤشرات حزن. وأمام مستشفى ووهان المركزي، حيث كان طبيب العيون البالغ 34 عاما قد حذر زملاءه أولا من الفيروس الجديد الغامض، غابت مظاهر التكريم من صور وباقات زهور كالتي تركها مواطنون قبل عام.

وعندما زار مراسلو "رويترز" المنطقة المحيطة بالمستشفى، أمس السبت، تبعهم رجلان يرتديان ملابس مدنية وقالا إنهما من "أمن مرآب سيارات المستشفى"، ومنع الحراس مصورا من تصوير مدخل المستشفى.

والمدينة التي رصدت فيها أولى الإصابات بالفيروس تستقبل فريقا من مفتشي منظمة الصحة العالمية في مهمة تتبع لمنشأ الوباء. والبعثة التي أرجأت الصين مهمتها الحساسة في السنة الأولى للأزمة الصحية العالمية، زارت سوق هوانان للمأكولات البحرية، حيث كان العديد من أوائل المرضى يعملون. وزار الفريق أيضا معهد ووهان لعلوم الفيروسات، والذي تتركز عليه نظريات المؤامرة بشأن منشأ الفيروس.

والحياة في ووهان، البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، عادت بشكل كبير إلى طبيعتها، فيما تعج الأسواق والمراكز التجارية بالحركة، بعد أشهر على رفع أول إغلاق مرتبط بكوفيد-19 في العالم في نيسان/إبريل.

وقال المواطن هو مينغلي، لوكالة فرانس برس "العام الماضي لم يكن هناك أي شخص أو سيارة في الشارع، باستثناء سيارات الإسعاف، وكنت أشعر بفراغ كبير داخلي". بعد عام يقول هو إنه "يشعر بالكثير من الدفء والارتياح".

(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز)

المساهمون