مهرجان SXSW: لن يموّله الجيش الأميركي بعد الآن

11 يوليو 2024
أعلنت مي سيمونز انسحابها من الدورة المقبلة (جو ديل توفو)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تطور مهرجان SXSW**: بدأ كمهرجان موسيقي في 1987 وتوسع ليشمل الفنون الرقمية والتكنولوجيا، مما جعله وجهة رئيسية للاطلاع على التطورات التكنولوجية.

- **استبعاد الجيش الأميركي**: قرر المنظمون استبعاد الجيش الأميركي والشركات العسكرية من الرعاية بعد انسحابات في نسخة 2024، نظراً لاعتماد المهرجان على إيرادات الحفلات الموسيقية.

- **ردود الفعل والانسحابات**: انسحب أكثر من 80 موسيقياً، أبرزهم إيلا ويليامز، احتجاجاً على رعاية الجيش الأميركي، مما دفع إدارة المهرجان لاحترام قرارات الفنانين وقطع العلاقات العسكرية.

مهرجان SXSW هو إحدى أبرز التظاهرات الفنية في الولايات المتحدة الأميركية، إذ يشمل أنواعاً متعددة من الفنون، بدءاً من الموسيقى وحتى الفنون الرقمية، كما يجمع في أنشطته بين الفن والتكنولوجيا. انطلقت النسخة الأولى من هذا المهرجان في عام 1987 كتظاهرة للموسيقى، لكنه توسع لاحقاً ليشمل أطيافاً مختلفة من الفنون. كان هدف المهرجان منذ انطلاقه هو اللحاق بركب التكنولوجيا المتسارع، لهذا حرص منظموه على استكشاف الجديد في عالم التقنيات الصوتية والمرئية، ليتحول المهرجان مع الوقت إلى وجهة رئيسية لكل من يريد الاطلاع على الجديد في عالم التكنولوجيا. إلى جانب كل هذه الميزات، فالحفلات الغنائية التي ينظمها مهرجان SXSW تكتسب اهتماماً كبيراً في وسائل الإعلام، نظراً إلى الحضور الجماهيري الهائل الذي تحظى به.
في سياق استعداد إدارة SXSW للنسخة القادمة التي ستقام العام المُقبل، فوجئ المتابعون ببيان مقتضب على صفحة المهرجان، أعلن فيه المنظمون استبعاد المؤسسات التابعة للجيش الأميركي، أو التي لها علاقة بالصناعات العسكرية أو الدفاعية من قائمة رعاة التظاهرة في دورتها المقبلة.

تأتي هذه الخطوة في أعقاب الانسحابات التي شهدتها نسخة عام 2024 من مهرجان SXSW بسبب وجود الجيش الأميركي في قائمة الرعاة الرئيسيين. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أعلنت العشرات من الفرق عن نيتها عدم المُشاركة في النسخة المُقبلة. وقد أثارت هذه المواقف بلا شك مخاوف المنظمين، خاصة أن الجانب الأكبر من إيرادات المهرجان يأتي من عوائد الحفلات التي تحييها هذه الفرق الموسيقية.
جاء في البيان الذي نُشر أخيراً على موقع المهرجان أنه "بعد دراسة متأنية ومراجعة قائمة الرعاة، سيُستبعد الجيش الأميركي والشركات التي تعمل في مجال تصنيع الأسلحة من رعاية المهرجان في نسخته المقبلة، والتي من المقرر أن تنطلق في مارس (آذار) 2025". ولم يذكر البيان الأسباب التي دعت منظمي المهرجان إلى اتخاذ هذه الخطوة المفاجئة. بدوره، أعرب مسؤول العلاقات العامة في الجيش الأميركي، الكولونيل جيمي دوبسون، عن أسفه لهذا القرار، وصرّح بأن الجيش "سيواصل البحث عن فرص أخرى للقاء مبتكري وقادة التكنولوجيا، واستكشاف أفكار ورؤى جديدة، وإنشاء شراكات ديناميكية مع فعاليات مختلفة".
على الرغم من طابعه الموسيقي، فإن مهرجان SXSW قد تحول خلال السنوات الأخيرة إلى أكبر تجمع لشركات التكنولوجيا في ولاية تكساس الأميركية. انتبهت شركات تصنيع الأسلحة التابعة للجيش الأميركي لهذا الأمر، وحافظت على حضور منتظم لها في أنشطة التظاهرة. تعاملت هذه الشركات مع المهرجان باعتباره فرصة لتبادل الخبرات مع مطوري التكنولوجيا الجدد، فضلاً عن إيصال رسالة مفادها أن الجيش يُشجع الابتكار.
في النسخة الأخيرة من مهرجان SXSW كان للجيش الأميركي حضور بارز في أنشطته، وقد شارك ممثلوه في العديد من الجلسات الحوارية واللقاءات ومعارض الابتكارات التكنولوجية الجديدة. هذا الحضور الكثيف للجيش الأميركي أثار حفيظة العديد من الموسيقيين الداعمين للقضية الفلسطينية، الذين انتقدوا المساندة العسكرية غير المحدودة التي تقدمها الحكومة الأميركية لدولة الاحتلال الإسرائيلي. وتعبيراً عن اعتراضهم على مشاركة الجيش في أنشطة المهرجان، ألغى أكثر من 80 موسيقياً حفلاتهم، وهو ما وضع إدارة SXSW في ورطة، خاصة أن هذه الانسحابات قد شملت كذلك أفراداً من أعضاء اللجنة المنظمة للتظاهرة.

يُذكر أن معظم الفرق المُشاركة في SXSW هي فرق موسيقية صغيرة تضم فنانين مستقلين. وقد أعلن أغلبهم عن مواقفهم الداعمة لفلسطين عبر صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. كانت المغنية إيلا ويليامز من بين أوائل المنسحبين من المشاركة، وبرّرت انسحابها صراحةً في منشور في حسابها على "إنستغرام"، مشيرةً إلى أنه "احتجاج على علاقات المهرجان بالمؤسسة العسكرية، ودعماً للشعب الفلسطيني". تقول ويليامز: "لا ينبغي لمهرجان الموسيقى أن يشمل أولئك الذين يدعمون الإبادة الجماعية. هم يزودون إسرائيل بالأسلحة التي ندفع ثمنها من ضرائبنا، وأنا أرفض المشاركة في المهرجان كي لا أكون متواطئة في هذه الجريمة". من الفنانين الآخرين الذين سارعوا بالانسحاب من عروض SXSW، وأعلنوا مبكراً نيتهم عدم المُشاركة في الدورة المقبلة منه، تأتي المغنية مي سيمونز المعروفة باسم Squirrel Flower، وكذلك المغنية يايا باي وأعضاء فرقة بانك سكول.
يُشار إلى أن حاكم ولاية تكساس، غريغ آبوت، رد على هذه الانسحابات حينها موجهاً حديثه إلى الفرق المنسحبة بقوله: "إذا لم يعجبكم الأمر فلا تعودوا مرة أخرى". تسببت هذه التصريحات التي نشرها آبوت في صفحته على منصة إكس في عاصفة من الهجوم والتعليقات الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

انتقد العديد من المتابعين أيضاً صمت إدارة المهرجان عن هذه التصريحات التي وصفوها بالمُسيئة، ما دفع إدارة SXSW إلى الرد على تصريحات آبوت. في منشور لهم على صفحة التظاهرة، أعرب المنظمون عن احترامهم لقرارات الفنانين بالانسحاب وتقديرهم لخياراتهم وحقهم في التعبير، هذا قبل أن يُعلنوا لاحقاً قطع علاقتهم تماماً بالشركات التابعة للجيش الأميركي.

المساهمون