ممثلو سورية... كيف ضاعت البوصلة؟

28 فبراير 2022
شارك مكسيم خليل في بطولة مسلسل "أولاد آدم" (تويتر)
+ الخط -

يمر الممثلو السوريون بحالة ضياع ملفتة. والواضح أن ثمة ما يعيق تقدم هؤلاء، في ظل الغربة عن الوطن، وغياب الجامع الأساسي لعودة الدراما السورية إلى عزّها.

خلال عامين فقط، شارك الممثل السوري، قصي خولي، في أربعة مسلسلات، تفاوتت نسبة نجاحها. قفز خولي في "لا حكم عليه"، إخراج فيليب أسمر، إلى واجهة المسلسلات الخاصة بالمنصّات. وكذلك فعل بعد قضاء حوالي عام ونصف العام في تصوير مسلسل "عشرين عشرين". لكن استعجال بطل "الولادة من الخاصرة" أوقعه في شرك الاستعجال والطلب على مسلسلين قصيرين، هما: "بارانويا" (إخراج أسامة عبيد الناصر، وشاركته ريتا حايك). غير أنّ المسلسل ظل أسيراً لمتابعي منصة "شاهد" السعودية، وكذلك الأمر بالنسبة لمسلسل "الوسم" الذي يعرض حاليًا على المنصة ذاتها.

وعلى الرغم من الحملة الدعائية التي حظي بها "الوسم" في بيروت، إلاّ أنه لم يسجل تقدمًا يضاف إلى أعمال خولي السابقة. ويبدو أن الممثل أصبح يعمل على "الكم" دون أن يدرك أن ذلك يضعف من نجاحه، في الوقت الذي أعلن عن بدء تصوير مسلسل رمضاني يجمع مجدداً خولي واللبنانية فاليري أبو شقر بعنوان "من..إلى" من كتابة بلال شحادات وإخراج مجدي سميري.

ودعا المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق إلى حفل تكريم خاص يقام في الثالث من آذار/مارس المقبل للممثل السوري تيم حسن. سنوات طويلة غاب فيها حسن عن دمشق، ليؤسس لشهرة عربية واسعة. لم يكتف بطل "زمن العار" بحضوره في القاهرة، ونجاحه الكبير في أبرز المسلسلات مثل "الملك فاروق" عام 2007 للمخرج الراحل حاتم علي، بل وسع نشاطه وكان من أوائل الممثلين العرب الذين أسسوا ما يُعرف بالدراما العربية المشتركة، بعدما تحول إلى نجم شباك بعد الجزء الأوّل من مسلسل "الهيبة" ولمدة خمس سنوات. فيما تفاوت نجاح حسن في أعمال تزامن عرضها مع "الهيبة" ومنها "العميد" لباسم السلكا، "أنا" لسامر البرقاوي. وعلى عكس زميله قصي خولي، يغيب حسن للسنة الثالثة عن موسم رمضان، بعدما كان نجاحه مربوطاً بموسم الدراما الرمضاني لأكثر من ثمان سنوات.

ولم يسلم مكسيم خليل من حال الضياع التي يعانيها معظم ممثلي سورية هذه الفترة، رغم الأعمال التي قدمها أخيرًا. خرج خليل من خط المنافسة مع زملائه، ولم يحرز أي تقدم باستثناء دوره في مسلسل "أولاد آدم" إخراج الليث حجو. ثم أضاع البوصلة في موافقته على لعب دور المحامي في "8 أيام" لمجدي سميري (8 حلقات)، وهو اليوم يقدم دوراً عاديًا في "رقصة مطر"(12 حلقة) من إخراج جو بوعيد.

محاولات تبدو هي الأخرى تائهة بين تهافت شركات الإنتاج على التوقيع مع "نجوم" سورية في الدراما، وبين تسرّع هؤلاء في القبول بالعرض، وكأنهم مبعدون بالكامل عن الدراما السورية المحلية، أو هم خائفون من القيام بالعودة مجدداً إلى الخط الدرامي السوري، إزاء خروج مجموعة لا بأس بها من الشبان الخريجين الجدد إلى الضوء ومشاركتهم في أكثر الأعمال السورية المصورة، وهذا ما يطرح أسئلة كثيرة توجه لممثلي سورية ومنها ما الذي يبعدهم عن الدراما "الأم"، وهل للطابع السياسي علاقة بهذا الغياب؟
 

المساهمون