ملّاك التحف شماليّ سورية يتخلون عنها بسبب الفقر

إدلب

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
14 مارس 2024
3123
+ الخط -
اظهر الملخص
- الحالة المعيشية الصعبة في سورية تدفع الأفراد لبيع التحف والمقتنيات النادرة التي تحمل قيمة اجتماعية وعائلية كبيرة، مما يحولها من إرث عائلي إلى سلع تجارية.
- إسماعيل الحمصي وأحمد الأصفر، مهجران من معرة النعمان، يشهدان على تغير النظرة تجاه القطع التراثية من كنوز يتم الاحتفاظ بها إلى أصول يتم بيعها لتلبية الحاجات المادية، حتى لو كان ذلك يعني بيعها خارج البلاد.
- الضائقة المالية تجبر السوريين على التخلي عن قطع ذات قيمة معنوية وتاريخية عالية، مثل بندقية صيد تاريخية تعود للجد، مما يعكس حجم التحديات التي يواجهها السوريون في الحفاظ على تراثهم الثقافي والعائلي.

دفعت الحالة المعيشية المتردية وسوء الأوضاع في سورية أصحاب التحف والمقتنيات النادرة إلى بيعها، رغم ما تحمله من معانٍ اجتماعية ومعنوية وعائلية بالنسبة إليهم.

إسماعيل الحمصي، مهجر من مدينة معرة النعمان، وهو صاحب محل شرقيات ومختص بالمسابح النادرة في مدينة الدانا، قال لـ"العربي الجديد" إن "الشرقيات التراثية كانت تورث في سورية من الأب للأبناء فقط، ويحتفظ الأبناء بهذه القطع التراثية التي وصلت إليهم من أجدادهم، ولكنها الآن تحولت إلى سلعة تجارية بسبب ضيق الحال وظروف التهجير".

وأضاف الحمصي: "كنت سابقاً مجرد هاوٍ للقطع التراثية الشرقية، ولكن الآن أصبحت تاجراً بعد تهجيرنا من مدينة معرة النعمان. أعرف الكثير من الرجال الذين كانوا يتفاخرون باقتناء قطع تراثية نادرة، ولكنهم الآن باعوا جميع ما يملكون. الكثير من القطع أيضاً تُباع خارج الحدود السورية، وبعضها يعود إلى موطنها الأصلي كمسابح الكريب المسكي الألماني التي تُباع لأشخاص في ألمانيا".

وتابع: "يُعرَض عليّ الكثير من القطع التراثية، وبعضها لا أستطيع شراءه لارتفاع ثمنه، وهذه القطع تساعد صاحبها مادياً لفترة من الزمن".

أما أحمد الأصفر، المهجَّر أيضاً من مدينة معرة النعمان، فقد قال لـ"العربي الجديد": "أنا هاوٍ للباس العربي والمسابح والخواتم وغيرها من القطع التراثية. ما زلت لليوم أتتبع أخبار القطع النادرة؛ هل ما زال أصحابها يحتفظون بها أم باعوها؟ وهل ما زالت في البلد أم لا؟ فالكثير من أصحاب هذه القطع اضطروا إلى بيعها للأسف الشديد. سابقاً كان العار يلاحق من يبيع قطعة تراثية ورثها عن والده أو جده، ولكن اليوم أصبح أمراً طبيعياً بسبب ضيق الحال وانتشار الفقر. عند نزوحي من مدينتي اضطررتُ أنا إلى بيع العديد من القطع التراثية، لكنني حاولت بيعها لأشخاص من مدينتي، كمسبحتي التشيكية التي بعتها لصديقي كي أستطيع رؤيتها عندما نجتمع".

وتحدث عامر الأحمد، المقيم في إدلب، لـ"العربي الجديد"، عن تخليه عن كثير من التحف، إحداها بندقية صيد تاريخية، بسبب الحاجة المادية. وقال: "رغم أثرها واهتمامي الكبير بها، لكونها تعود لجدي، إلا أني تخليت عنها. نزحت عدة مرات وأخذتها معي في رحلة النزوح إلى إدلب، وأخيراً بعتها مقابل مبلغ لا يساوي قيمتها بسبب الحاجة".

دلالات

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
المساهمون