مقر المنتجين العرب في بيروت والتماهي مع السلطة

01 سبتمبر 2022
يحدث هذا كله بينما يعاني لبنان أزمة اقتصادية كبيرة (حسين بيضون)
+ الخط -

في بيان صحافي وزعته شركة "سيدرز آرت بروداكشن" (الصبّاح)، وبرعاية من جامعة الدول العربية، افتُتح أخيراً مقر بيروت لاتحاد المنتجين العرب، بإشراف رئيس اتحاد المنتجين العرب إبراهيم أبو ذكري.
هكذا، أعلن في بيروت عن قيام اتحاد المنتجين العرب. وبعبارة أخرى، مقر منتجي الدراما العربية، بحضورهم في بيروت، وقيامهم بجولة للمسؤولين السياسيين في لبنان.
رسمياً، بحسب البيان، افتتح المقرّ لإلقاء الضوء على هذه الصناعة العربية المُهمة، واعتبار شراكة الدول العربية مع بعضها بعضاً تكاملية وليس تنافسية. 
بعيداً عن الدبلوماسية والبروتوكولات في مثل هذه المناسبات تطرح فكرة إقامة وتأسيس مقر للإنتاج العربي مزيداً من التساؤلات حول عمل هذا المقر، وكيفية إدارته من بيروت، ومن هي اللجنة أو هيئة المجلس المكلفة بهذا العمل، في ظل منافسة حادة على الأسبقية في الإنتاج الدرامي العربي. منافسة تبتعد عن بعض المعايير الخاصة بهذا الإنتاج، وتدخل أحياناً نفق المصالح الخاصة بين المنتجين أنفسهم، والممثلين، ولا تصل إلى صناع الدراما الحقيقيين من كتّاب ومخرجين.
يؤكد المنتج صادق الصبّاح أن القطاع الخاص هو من ساهم في مساندة القطاع الإعلامي في السنوات الأخيرة، وعزز استمرار شركة الصبّاح في لبنان، رغم كل الظروف الصعبة، ليحظى في ما بعد بدعم الدولة اللبنانية التي أدركت أهمية هذا القطاع الذي يحمل رسالة ترفيهية وفنية هادفة. 
لا يمكن أن يُعرف أين دعمت الدولة اللبنانية القطاع الإنتاجي. كل ما في الأمر أنه أحياناً كانت تُسهل علميات إخراج التصاريح الخاصة بأماكن التصوير. لكن كل ما يترتب على صناعة أو إنتاج مسلسل درامي عربي، أو ما يعرف بالدراما المشتركة، هو من جهود شركات الإنتاج نفسها التي تتماهى أحياناً مع السلطة. قبل شهرين، مثلاً،  كُرم المنتج صادق الصباح من قبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وقُلّد وساماً رفيعاً في عز الأزمة المالية والاقتصادية التي يمر بها لبنان.
كل ذلك يعني أن اتحاد المنتجين العرب يتماهى مع السلطات السياسية التي دخلت على خط الدراما العربية في السنوات الأخيرة، وفرضت شروطها لتلميع صورتها في القاهرة ودمشق. ويبدو أن المنتجين يحاولون استمالة السلطات بطريقة أو بأخرى، كنوع أقرب إلى التوأمة، وهو أمر لا يعني إلا أن شركات الإنتاج ستتحول لاحقاً إلى شركات تنفيذ لمطالب السلطات وربما تلميع الصور، كما هو حاصل في مصر، خصوصاً أن السعي يكمن في توجه المنتجين إلى الرؤساء والمسؤولين السياسيين بالدرجة الأولى قبل أي شيء آخر، بهدف كسب الرضا. وبهذا، نتساءل: ما هو الهدف من تقديم الاتحاد في فعاليته الأخيرة من بيروت درعاً تكريمياً لقائد الجيش اللبناني، جوزاف عون؟ وما علاقة الجيش بإنشاء المقر في لبنان؟

كل ذلك يضعنا أمام مزيد من الأسئلة، لا يمكن الإجابة عنها، تتعلق بمصلحة إنشاء المقر في لبنان على غرار باقي الدول العربية، التي قال البيان إنه الرابع في بلد عربي. هل يدخل لبنان في عصر تنفيذ مطالب السلطة السياسية في الدراما؟

المساهمون