معرض تشكيلي في غزة: "متجذرون في أرض الزيتون"

16 اغسطس 2021
يضم المعرض أعمال خمسين فناناً وفنانة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

صَوّر الفنان الفلسطيني محمد الشريف تفاصيل مدينة القدس عبر لوحتي "حارسة الأقصى" و "يا قدس يا حبيبتي"، وقد أظهرتا عبر الألوان الترابية الداكِنة، تفاصيل البلدة القديمة، بقبابها وجدرانها العتيقة وثوب نسائها التراثي القديم.

وكانت لوحتا الشريف مصفوفتين إلى جانب لوحات أخرى لخمسين فناناً وفنانة من مختلف مناطق قطاع غزة، في المعرض الفني الشبابي الذي نظمته مؤسسة رواسي فلسطين للثقافة والفنون والإعلام، اليوم الاثنين، ضمن فعاليات يوم الشباب العالمي، تحت عنوان "متجذرون في أرض الزيتون"، وورشة "مساحات فنية شبابية".

ويحتوي المعرض الذي يستمر ليومين، على مجموعة من الأعمال الفنية المتنوعة التي تحاكي قضايا أساسية في المجتمع، مثل المرأة وحقوق ذوي الإعاقة وحقوق الشباب في الحياة والسفر، إلى جانب تسليط الضوء على قضايا النساء المهمشات، علاوة على القضايا الوطنية المتنوعة، وفي مقدمتها القدس وحق العودة.

وشمل المعرض مزيجاً من الرسومات التي عكست ملامح القضية الفلسطينية من منظور شبابي، حيث جسدت دور النساء الفلسطينيات وآمالهن وآلامهن، فيما صورت مدينة القدس، وخريطة فلسطين، وواقع الشباب والأطفال، واتجه البعض إلى رسم الطبيعة بمختلف مكوناتها.

وضمت اللوحات نساء فلسطينيات يرتدين الثوب التراثي القديم، وإلى جانبهن مُسِن يعزف على آلة الناي، في رحاب مدينة القدس، ويجاوره زهر الحنون وأشجار الرُمان، فيما ركزت العديد من اللوحات على واقع مدينة القدس، ومدى جمال حاراتها وأزقتها وجدرانها التي اكتست باللون البني الغامق، الذي يرمز للعراقة والقِدَم.

واحتوت زوايا المعرض كذلك على العديد من اللوحات التي تصور الطبيعة، من خلال رسم الجبال، والبحر، والزهور بمختلف ألوانها، كذلك لحظات هطول المطر والثلج الذي يكسو الجدران والطرقات، علاوة على تصوير بعض الحيوانات والطيور، ومنها الأحصنة، والأسود، والنمور، والأسماك والطاووس.

معرض فني بغزة: "متجذرون في أرض الزيتون"- العربي الجديد

 واختار الفنان جهاد الشرافي الحديث عن حق العودة، عبر رسم طير فوق مدينة القدس، يحمل مفتاح العودة، الذي يرمز إلى اللاجئين الفلسطينيين، الذين هُجِّروا من أراضيهم عنوة عام 1948 على أيدي العصابات الصهيونية.

وقال الفنان الفلسطيني نضال سعد إن الفن وسيلة هامة في عكس مختلف القضايا الوطنية والمجتمعية، وإيصال الرسائل للعالم أجمع.

أما الفنانة براءة الخطيب فقد اتجهت في رسوماتها إلى المرأة المقدسية، عبر تصوير سيدة تطرز إلى جانب نافذة تطل على المسجد الأقصى، ولوحة أخرى لامرأة فلسطينية حالِمة، تنظر إلى المستقبل، وعلى كتفها طير أبيض، في إشارة إلى حلمها بتحقيق السلام، في أرض السلام.

وشارك الفنان مهند السايس في ثلاث لوحات مختلفة المواضيع، وفق شرحه لـ "العربي الجديد"، حيث ناقشت اللوحة الأولى الأرض وأحقية الفلسطينيين فيها، أما الثانية فقد صورت الجلسات العربية التراثية، وما يكسوها من أثاث تراثي، وصورت اللوحة الثالثة قضية الزواج المبكر للفتيات وأثره السلبي على حياتهن.

وكانت قبة الصخرة بطلة لوحة الفنانة زينة الشرفا، وإلى جانبها أغصان الزيتون وحمام السلام، في رغبة منها لتجسيد الواقع في القدس إلى جانب رغبة الشعب الفلسطيني في تحقيق السلام.

معرض فني بغزة: "متجذرون في أرض الزيتون"- العربي الجديد

وأوضحت لـ "العربي الجديد" أن الفن التشكيلي قادر على إيصال رسائل الشعوب إلى جانب تصوير مشاعر الفنان في واقعه اليومي، فيما شغل بال الفنانة وفاء أبو جلمبو التركيز في لوحاتها على الصمود رغم القيود، والجرأة والشجاعة والقوة، وقد عبرت عن ذلك عبر تصوير يد قوية تمسك بمفتاح العودة الذي يرمز لعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم المحتلة.

من جانبه، أوضح مدير مؤسسة "رواسي"، الفنان التشكيلي فايز الحسني، أن المعرض يأتي تتويجاً لورشة ثقافية سابقة نظمتها المؤسسة، تحت عنوان "مساحات فنية شبابية"، تناقش معالجة الواقع الثقافي والفني بعد معركة "سيف القدس، فيما يُحاكي المعرض مساحات الحرية الشخصية والتعبير الذاتي لكل الفنانين المشاركين، ويعبر عن أفكارهم واهتماماتهم.

ويمزج المعرض بين فنانين من جيل الانتفاضة الأولى، يمتلكون تجربة واسعة، وإلى جانبهم جيل التسعينيات، وفق وصف الحسني، وقد شاركوا بأعمالهم الفنية بمختلف الأساليب والأدوات، مثل أسلوب الفن التجريدي، والتشكيلي وألوان الفحم والزيت والحرق على الخشب والمنقوشات والنحت.

المساهمون