أصدرت نيابة أمن الدولة العليا المصرية، السبت، قراراً يقضي بإخلاء سبيل الصحافي بموقع "مصر 360" أحمد محمد خليفة، المحبوس احتياطياً على ذمة القضية رقم 65 لسنة 2021، منذ أن ألقي القبض عليه في 6 يناير/ كانون الثاني 2021 بناءً على قرار صادر من النيابة العامة بضبطه وإحضاره، وذلك على خلفية نشاطه الصحافي، وتم نقله إلى قسم الفيوم تمهيداً لتنفيذ قرار إخلاء سبيله.
وكانت النيابة قد وجهت إليه اتهامات بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية" و"نشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي".
وظهر خليفة، يوم 6 يناير/ كانون الثاني 2021، في نيابة أمن الدولة بعد أيام من استدعائه من قبل جهاز الأمن الوطني لسؤاله عن بعض تقارير صحافية كتبها لصالح موقع "مصر 360" الإخباري الخاص.
ظل خليفة مختفياً طوال هذه المدة حتى ظهوره في النيابة، حتى أعلن محامون حقوقيون ظهوره في نيابة أمن الدولة.
وكان خليفة يعمل محرراً عمالياً لصالح موقع "مصر 360" الإخباري الخاص، الذي صدر قبل فترة في نسخة تجريبية، وحسب ما نشره الموقع نفسه، فقد اختفى الصحافي، منذ استدعائه من قبل جهاز الأمن الوطني بمحافظة الفيوم في 6 يناير/ كانون الثاني 2021.
وقال أصدقاء مقربون من خليفة إنّ قوة أمنية توجّهت إلى منزله بقرية التلاث، التابعة لمركز الفيوم للقبض عليه، لكنه لم يكن موجوداً، ثم هاتفوه في حضوره أسرته لإبلاغه بأنه من المطلوبين، وحينها أبلغوه بحتمية حضوره إلى مقر الأمن الوطني بالفيوم أو عودتهم إليه من جديد، ليقرر الذهاب بمحض إرادته إلى المقر الأمني، لكنه لم يعد منذ تاريخه.
وبحسب أسرته، ذهب محامٍ إلى مقر الأمن الوطني بمحافظة الفيوم للاستفسار عن موقفه القانوني، لكنهم أنكروا وجوده أو إدراجه على ذمة قضية معينة.
وتضم السجون المصرية عشرات الصحافيين المصريين، بينهم نقابيون مثل عامر عبد المنعم "صحيفة الشعب"، وهشام فؤاد "صحيفة العربي"، وحسام مؤنس "صحيفة الكرامة"، ومصطفى الخطيب "صحيفة الحرية والعدالة"، ومحسن راضي "مجلة المختار"، وبدر محمد بدر "صحيفة آفاق عربية"، وأحمد سبيع "صحيفة آفاق عربية"، وأحمد شاكر "روز اليوسف"، ومحمد سعيد "الحرية والعدالة"، وهاني جريشة "اليوم السابع"، وسيد شحتة "اليوم السابع".
ويوجد في السجون كذلك العشرات غيرهم من غير أعضاء في النقابة لكنهم ممارسون للصحافة منذ سنوات، وأبرزهم إسراء عبد الفتاح، ومعتز ودنان، وأحمد أبوزيد الطنوبي، وهشام عبد العزيز الصحافي بقناة "الجزيرة"، وإسماعيل الإسكندراني، وأشرف حمدي رسام الكاريكاتير، وحمدي الزعيم، ودعاء خليفة، وعلياء عواد، ومصطفى الخطيب، وغيرهم العشرات البالغ عددهم إجمالاً 76 صحافياً نقابياً وغير نقابي، بحسب آخر حصر صادر عن "المرصد العربي لحرية الإعلام" (منظمة مجتمع مدني مصرية)، في أول فبراير/ شباط الماضي.
يشار إلى أنّ مصر نجحت في الحفاظ على تدني مرتبتها المتأخرة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة حسب تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" لعام 2021، حيث حافظت مصر على تراجعها في المركز 166، الذي يقيم الوضع الإعلامي في 180 بلداً، انطلاقاً من منهجية تُقيم مدى تعددية وسائل الإعلام واستقلاليتها وبيئة عمل الصحافيين ومستويات الرقابة الذاتية، فضلاً عما يحيط بعملية إنتاج الأخبار من آليات داعمة مثل الإطار القانوني ومستوى الشفافية وجودة البنية التحتية.