مخرج ألماني من أصول تركية بعد ترشحه لـ"أوسكار": الإعلام يتجاهلني لأسباب عنصرية

04 مارس 2024
كُتب اسمه بشكل خاطئ أكثر من مرة (ريبيكا ساب/Getty)
+ الخط -

اعتاد المخرج إلكر تشاتاك أن يواجه الرفض كمهاجر ولكنه؛ كأي طفل لعائلة من المهاجرين في ألمانيا، فقد رفض والداه أن يستخدم هذه الحوادث العنصرية لاعتبار نفسه "ضحية". 

إلكر تشاتاك، مخرج ألماني من أصول تركية، والمرشح لجائزة أوسكار عن فيلمه "غرفة المعلم"، وجد نفسه وحيدًا حينما تجاهله الإعلام الألماني رغم ترشحه للجائزة، كونه من أصول مهاجرة. 

يذكر تشاتاك أنه كره اعتبار نفسه ضحية للعنصرية، ولطالما حاول أن يصبح جزءًا من المجتمع الألماني الذي ولد فيه، ونأى بنفسه عن كل حديث يتطرق للعنصرية في ألمانيا تجاه المهاجرين، ولكن عندما ترشح لجائزة أوسكار تغير كل شيء. 

التجربة فتحت عينيه على حقيقة التغطية أحادية الجانب في الإعلام الألماني، إذ نادرًا ما تم ذكره في التقارير التي تتحدث عن أوسكار، فيما تم وصف مرشحين آخرين بـ"الألمانيين" في أكثر من مناسبة، وتم تجاهل اسمه على الإطلاق في بعض التقارير، أو كُتب اسمه بشكل خاطئ أكثر من مرة، كما فعلت وكالة الأنباء الألمانية DPA. 

ويترشح لجائزة أوسكار لجائزة أفضل ممثلة الألمانية ساندرا هولسر عن دورها في الفيلم الفرنسي "تشريح السقوط"، والمخرج الألماني فيم فيندرز عن فيلمه "أيام مثالية" ويمثل اليابان، وليس ألمانيا. ما يجعل المخرج تشاتاك الممثل الوحيد لألمانيا في أكبر حفل توزيع جوائز لصناعة الأفلام في العالم. ومع ذلك تم ذكر زميليه في التقارير الصادرة عن الإعلام الألماني والعناوين الرئيسية وتم تجاهله.

واستخدمت بعض وسائل الإعلام الألمانية عنوان "الألمانيان في حفل توزيع أوسكار"، في إشارة إلى هولسر وفيندرز فقط، بتجاهل واضح لتشاتاك، كذلك ذكرت تقارير إعلامية أخرى فيلمه في العنوان دون ذكر اسمه، خلافًا لزملائه، مثل: "ساندرا هولسر، فيم فيندرز، غرفة المعلم: موهبة ألمانية تثير الإعجاب في ترشيحات أوسكار". 

دفع هذا التوجه تشاتاك إلى أن يكتب رسالة واضحة للعامة والإعلام الألماني في مقال له عبر موقع زايت أونلاين، في 27 فبراير/ شباط 2024، عبر فيها عن شعوره بالإقصاء، وانتقد فيها التغطية غير العادلة والتجاهل الذي واجهه كونه من أصول مهاجرة. 

وأدت هذه الرسالة بعد أيام إلى تغير في لهجة الصحف الألمانية، فيما عدلت بعضها عناوينها لتدرج اسمه، وبدلًا من استخدام "الثنائي الألماني في أوسكار"، في إشارة لهولسر وفيندرز، تغيرت العناوين لتصبح "الثلاثي الألماني".

وتواصل كل من هولسر وفيندرز مع المخرج تشاتاك وأعلنا تضامنهما، كما كشف في لقاء مع صحيفة شتيرن الألمانية، التي اعترفت أيضًا أنها كتبت اسمه عدة مرات بشكل خاطئ. 

ويعترف المخرج، في رسالته، بأن العنصرية لها جوانب عديدة، رغم أنه رفض الاعتراف مسبقًا بذلك، واعتقد دومًا أنه طالما قد عمل وقدم كل ما لديه، فسوف يحصل على التقدير الذي يرغب به. 

وفي الأيام التي تلت ترشيحه لجائزة أوسكار، قال المخرج إنه اكتشف أنه "الآخر" بجانب الألمان "الحقيقيين"، سواء فعل الصحافيون الألمان ذلك بوعي أو بغير وعي، فإن الجهل هو شكل من أشكال الإقصاء والعنصرية. 

وأضاف: "أنا أكتب هنا ليس فقط بصفتي إيلكر تشاتاك، ولكن أيضًا كصوت لجميع أولئك الذين يواجهون تحديات مماثلة. لفترة طويلة اعتقدت أنه يمكنني استكشاف هذه المواضيع في أفلامي دون أن أضطر إلى قول أي شيء عنها. لقد كنت مخطئًا". 

المساهمون