محاكمة فرنسي بتهمة قتل عجوز تسعينية بقطعة حلوى

10 مايو 2022
المادلين حلوى تقليدية على شكل صدفة مطبوخة بالبيض (Getty)
+ الخط -

يَمثُل رجل إطفاء سابق في باريس يبلغ الثالثة والستين، بين الأربعاء والجمعة، أمام محكمة في مدينة تور وسط فرنسا، تتولى محاكمته بتهمة قتل امرأة تسعينية كان يملك منزلها بموجب نظام الأقساط مدى الحياة، ويُعتقد أنه استخدم لقتلها "سلاح" إطعامها حلوى المادلين، مسبباً اختناقها.

عُثر على إيفيت بي (92 عاماً) في 13 مايو/أيار 2019 ميتة في سريرها، في دار لرعاية المسنين كانت تقيم فيها ضمن وحدة مخصصة للمصابين بمرض ألزهايمر، وكان في فمها قطعة من حلوى المادلين. وكان المتهم قد زارها قبل موتها بدقائق، وأحضر معه علبة حلويات من ماركة مشهورة. وأثار إقفاله باب الغرفة بالمفتاح شكوك طاقم التمريض الذي كان حاضراً في الدار يومها.

والمادلين حلوى تقليدية على شكل صدفة مطبوخة بالبيض، وغالباً ما تُغمس في مشروب ساخن. خلّدها الكاتب الفرنسي مارسيل بروست في إحدى رواياته.

وأدلى ألان جاي، المسجون منذ مايو 2019، بإفادته بعد نحو 10 أيام من وفاة إيفيت، ودأب على إنكار الجريمة التي يتهمه بها القضاء.

وكتب في مايو 2021، في رسالة وجهها إلى صحيفة لا نوفيل ريبوبليك المناطقية: "لست خائفاً من المثول أمام محكمة الجنايات، ولكن من أن أموت قبل أن أتمكن من إثبات براءتي".

وقال وكيل الدفاع عن ألان، المحامي عابد بنجدور، إن الرجل الستيني يعيش "كابوساً". ورأى أن المحققين لم يتمكنوا من إثبات ارتكابه الجريمة. ولاحظ، في تصريح لوكالة فرانس برس، أن التحقيق لم يحدد في القرار الظني "الظروف أو الطريقة" التي يمكن أن يكون المتهم قد "خنق بها المرأة بواسطة حلوى المادلين".

مع أن تشريح الجثة أشار إلى وجود اختناق بجسم غريب ذي طبيعة غذائية، لم تتح خبرة الطب الشرعي تأكيد حصول تدخل طرف ثالث في وفاة المرأة التسعينية.

ولم يكن الوضع الصحي للمرأة يسمح لها بأن تأكل بنفسها، إذ لم تكن تستطيع إلا أن تأكل الطعام المقطّع إلى قطع صغيرة جداً. وأكد المتهم، خلال استجوابه، أنه لم يضع حلوى المادلين في فم الضحية التي كانت لا تزال على قيد الحياة لدى مغادرته، وفق ما قال.

غير أن عناصر أخرى أثارت شكوك المحققين. فرواية المتهم للوقائع كانت تتغير أحياناً، وكانت تربطه بالمرأة التسعينية شؤون مالية.

رجل الإطفاء السابق كان يملك منزلاً للضحية بموجب نظام الأقساط مدى الحياة منذ عام 1995. وهذا الشكل من الشراء، المصحوب عموماً بمقابل شهري يدفعه الشاري للمالك حتى وفاته، لم يكن يسمح له بإعادة بيع المسكن إذا كانت المالكة على قيد الحياة.

ولوحظ أن الرجل الستيني كان على تواصل في تلك المرحلة مع وكالات عقارية بهدف بيع هذا المنزل وشراء عقار في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، كثّف الرجل قبل وفاة إيفيت وتيرة زياراته لدار رعاية كبار السن، مع أن العلاقة بينه وبين الضحية لم تكن وثيقة إلى هذا الحد.

وستكون على مقاعد المدعين بالحق الشخصي خلال المحاكمة حفيدة زوج سابق لإيفيت التي لم ترزق أي أولاد شخصياً.

ويواجه ألان جاي، في حال إدانته، عقوبة السجن مدى الحياة.

(فرانس برس)

دلالات
المساهمون