محاكمة سعد لمجرد بتهمة الاغتصاب تنطلق الاثنين في باريس

18 فبراير 2023
سيمثل أمام محكمة الجنايات مدى 5 أيام (سعد لمجرد/ فيسبوك)
+ الخط -

تنطلق محاكمة المغني المغربي سعد لمجرد، المتهم باغتصاب شابة وضربها عام 2016، الاثنين، في العاصمة الفرنسية باريس.

ويُفترض أن يَمثُل لمجرد (37 عاماً) الذي يحظى بشعبية كبيرة في المغرب ومختلف البلدان العربية أمام محكمة الجنايات مدى خمسة أيام.

وتعود الوقائع التي أبلغت عنها لورا بي. إلى أكتوبر/ تشرين الأول عام 2016، حين كانت تبلغ عشرين عاماً. تشير لورا إلى أنّها تبعت لمجرّد وصديقين له إلى إحدى السهرات، بعدما التقيا داخل ملهى ليلي. وفي نهاية الأمسية التي جرى فيها تناول كمية كبيرة من الكحول والكوكايين، رافقت لمجرد إلى الفندق الذي كان ينزل فيه، في جادة الشانزليزيه الباريسية.

داخل الغرفة، شرب لمجرد ولورا الشمبانيا، ورقصا، وتبادلا القبل. حاول لمجرد الاقتراب منها، لكنّها ابتعدت، وفق ما روته للمحققين. وقالت إنه أمسكها من شعرها، ثم استلقى فوقها واعتدى عليها جنسياً، وعجزت عن صده.

وأشارت للمحققين إلى أنّ لمجرد وجّه لكمة لها حين حاولت صدّه، ثمّ اغتصبها فيما كانت تدفعه عنها وتعضّه وتخدشه، قبل أن يضربها مرة جديدة.

وأوضحت أنّها تمكنت من الإفلات منه وأخبرته أنها ستتقدم بشكوى ضده، ليعرض عليها مبلغاً من المال وسواراً مقابل التزامها الصمت، على حد قولها، قبل أن يدفعها مرة جديدة نحو السرير ويعتدي عليها.

كان موظفو الفندق أفادوا بأنّ امرأة شابة كانت ترتدي قميصاً ممزقاً لجأت اليهم وهي "تبكي وتشعر بالرعب"، وبأنهم أوقفوا رجلاً مخموراً كان يطاردها. وأشار أحد عناصر الأمن إلى أنّ لمجرد قال حينها مع ابتسامة تنطوي على تعجرف: "لا دليل".

من جانبه، أكد لمجرد أنّ ما أقدم عليه مجرد دفاع عن النفس حين هاجمته لورا فجأة عندما كانا يتبادلان القبل. واعترض على اتهامه باغتصابها، قائلاً إنه "عاجز" عن ضرب أي امرأة. وأوضح أنه لحق بها لتجنّب أي "فضيحة"، لأنه شخصية معروفة.

أُودع لمجرد السجن إثر ذلك، قبل إطلاق سراحه في إبريل/ نيسان عام 2017، مع إرغامه على وضع سوار إلكتروني لمراقبة تحركاته. سُجن عام 2018 لفترة وجيزة، بعدما وُجهت له تهمة اغتصاب شابة أخرى في مدينة سان تروبيه الفرنسية.

نجوم وفن
التحديثات الحية

وأشار محامي لورا بي. التي تبلغ حالياً 27 عاماً، جان-مارك ديسكوبيس، إلى أنها "ستواجه" لمجرد في جلسة الاستماع "ضمن محاكمة كانت تنتظرها". أما محاميا الدفاع عن المغني المغربي، جان-مارك فيديدا وتييري إيرزوغ، فلم يرغبا في الإدلاء بأي تصريح قبل انطلاق المحاكمة.

وقال فريق الدفاع عن لمجرد إن لورا حضرت طوعاً إلى غرفة موكلهم، وإنها لم تشر بصورة واضحة إلى عدم رضاها، مؤكدين عدم وجود أي دليل على أنّه اغتصبها.

القضية أحيلت في إبريل 2019 على محكمة الجنح، بقرار من قاضي تحقيق أعاد تصنيف التهم ضمن خانة "الاعتداء الجنسي" و"العنف مع أسباب مشددة للعقوبة". لكنّ غرفة التحقيق في محكمة الاستئناف نقضت هذا الأمر القضائي مرة أولى في يناير/ كانون الثاني 2020، معتبرة أنّ ثمة "تهماً كافية لتوصيف الوقائع بأنها اغتصاب".

وفي موضع آخر في الملف القضائي نفسه، وُجهت إلى المغني تهمة الاغتصاب في إبريل 2017، على خلفية وقائع أوردتها شابة فرنسية مغربية تؤكد فيها تعرضها للاعتداء الجنسي والضرب على يده، في الدار البيضاء، عام 2015. انسحبت المدعية لاحقاً من القضية، وقرر القضاء رد الدعوى في هذا الجزء من الملف.

وبرز اسم سعد لمجرد في الولايات المتحدة في قضية اغتصاب تعود لعام 2010، إلا أنّ الملاحقات أُسقطت في حقه عقب تسوية مع الضحية لم تُعلن قيمتها.

وكان خبير نفسي فحص المغني أثناء التحقيق، ووصفه بأنه رجل تصرفاته "لا تنم عن نضوج" ولديه "غرور كبير يحدّ من قدرته على تحمّل الإحباط".

وأعادت الاتهامات بالاغتصاب الموجهة للنجم المغربي الذي تحصد أعماله عبر "يوتيوب" مئات الملايين من المشاهدات إثارة الجدل بشأن العنف الممارس ضد النساء في المغرب. إلا أنّ لمجرد لم يخسر دعم محبّيه.

وكان عاهل المغرب الملك محمد السادس قد أعلن أنه سيتكفّل بنفقات المحامين.

يواجه لمجرد عقوبة بالسجن لمدة 20 عاماً في حال إدانته.

(فرانس برس)

المساهمون