مجلس الشيوخ الأميركي يستجوب مدير الشركة المطورة لـ"تشات جي بي تي"

16 مايو 2023
أيّد مدير "أوبن إيه آي" تقنين الذكاء الاصطناعي (وين ماكنامي/Getty)
+ الخط -

واجه الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، سام ألتمان، اليوم الثلاثاء، أسئلة حول الذكاء الاصطناعي، في جلسة استماع عقدت في مجلس الشيوخ الأميركي.

طورت "أوبن إيه آي" نظام المحادثة الآلي المستند إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي "تشات جي بي تي" ChatGPT الذي يمكنه كتابة المقالات والنصوص والقصائد وأكواد البرمجة بطريقة تشبه الإنسان.

ويبحث السياسيون عن إجابات حول أي تهديدات محتملة يشكلها الذكاء الاصطناعي، وما إذا كان ينبغي أن تنظمها القوانين التشريعية من قبل الحكومات.

مخاوف بالجملة

مع بدء الجلسة، شغّل سيناتور تسجيلاً لما بدا وكأنه صوته. إلا أنه لم يكن كذلك. بل مزيج مستنسخ لصوت أنشأه GPT-4.

وأشار إلى مخاطر ذلك مثل "استنساخ صوت شخص ما ليقول إنه يدعم فلاديمير بوتين"، ونشر المعلومات المضللة، وتقويض الثقة في السياسيين، وزيادة الاحتيال، وانتحال الهوية.

وقال البروفيسور غاري ماركوس، خلال الجلسة، إن نماذج الذكاء الاصطناعي "مثل الثيران في متجر صيني"، ولا يمكن ضمان سلامة الناس.

وأضف أن بيان مهمة "أوبن إيه آي" الأولي قال إنهم ملتزمون بإفادة البشرية، و"لدينا فُرَص غير مسبوقة"، لكننا أيضاً نواجه "عاصفة كاملة"، مذكراً بأنه "تصرفنا ببطء شديد مع وسائل التواصل الاجتماعي"، والخيارات التي ستُتّخذ الآن "سيكون لها آثار دائمة".

وكان خبراء عدة، بمن فيهم جيفري هينتون الأب الروحي للذكاء الاصطناعي، قد أثاروا مخاوف بشأن هذه التكنولوجيا سريعة التطور.

وقال هينتون لصحيفة نيويورك تايمز إنّ التقدم المحرز في هذا المجال يحمل في طياته "مخاطر عميقة على المجتمع والإنسانية".

أبرز ردود مدير "أوبن إيه آي"

خلال الجلسة تلقى مدير "أوبن إيه آي"، سام ألتمان، سؤالاً حول تطبيق قانون يسمح بمساءلة شركات وسائل التواصل الاجتماعي عن المشكلات على منصاتها، وكيف يمكن أن ينطبق ذلك على الذكاء الاصطناعي.

وكان رد ألتمان: "لا أعرف الإجابة عن ذلك حتى الآن"، لكنه عبّر عن رغبة في التعاون مع الحكومة لحلها. وأضاف أن "إطار المسؤولية" حول استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أمر مهم.

وعما إذا كان يجب على الأميركيين القلق من أن نماذج الذكاء الاصطناعي يمكن أن تتنبأ بالرأي العام، وأن تستنبط سلوكيات الناخبين، والتأثير في الناخبين المترددين، أقرّ مدير "أوبن إيه آي" بأنه "متوتر" بشأن هذه القضية. 

لكنه اقترح أن تتبنى الشركات طواعية، أو أن يجري تنظيمها لتبني "إرشادات حول ما هو متوقع من حيث الإفصاح من شركة تقدم نموذجاً".

وعند سؤاله عن أكبر كابوس له فيما يتعلق بتطورات الذكاء الاصطناعي، قال ألتمان إنه "يتوقع أن يكون هناك تأثير كبير على الوظائف، ولكن من الصعب التنبؤ كيف سيكون هذا التأثير بالضبط".

وبالإضافة إلى التركيز على التهديدات، حاول الشهود التركيز على الخير الذي يمكن أن يأتي من التقدم التكنولوجي الذي يعرفه الذكاء الاصطناعي.

وعبّر ألتمان عن تفاؤله بأن نمو التكنولوجيا يعني تحسن جودة الحياة، وتنبأ بقدرة الذكاء الاصطناعي على إيجاد علاج للسرطان. 

كيف يمكن تقنين الذكاء الاصطناعي؟

شهدت الجلسة تدخلات كثيرة دارت حول فكرة التقنين وكيف يمكن تنفيذه.

وقال خبير الذكاء الاصطناعي، غاري ماركوس، إنه يعتقد أن أفضل طريقة للتنظيم هي إنشاء وكالة حكومية جديدة تماماً. وأوضح أن "وجهة نظري هي أننا ربما نحتاج إلى منظمة على مستوى وزاري داخل الولايات المتحدة لمعالجة هذا الأمر".

لكن رئيسة الخصوصية والثقة في شركة آي بي إم، كريستينا مونتغمري، عارضت ذلك. وقالت: "لدينا سلطات تنظيمية قائمة، وقد أوضحت أن لديها القدرة على تنظيم مجالاتها الخاصة".

ورد السيناتور الديمقراطي، كريس كونز، بأن هذه المنظمات لم تُموَّل بشكل كافٍ للقيام بذلك.

من جانبه اتخذ مدير "أوبن إيه آي" موقفاً وُصف بغير العادي، بالموافقة على أن التنظيم مطلوب، ودعا أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي إلى تقنين الذكاء الاصطناعي. وقال: "نعتقد أن التدخل التنظيمي من قبل الحكومات سيكون حاسماً، للتخفيف من مخاطر نماذج الذكاء الاصطناعي متزايدة القوة".

المساهمون