مجتمع صناع المحتوى... حاضنة لصحافيي غزة

06 يونيو 2023
دورات عملية مختصة تساعد المتدرِّب على الالتحاق بسوق العمل (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

تحقق حلم الفلسطينية إلينا اليازجي، المتمثل في إيجاد حاضنة شبابية لصناع المحتوى، ترعى مواهبهم وطاقاتهم الإعلامية، عبر آليات وبرامج تدريبية مُكثفة مع مُدرّبين وخبراء واستشاريين، تُساعدهم في صقل مهاراتهم، وتطويرها.
ووجدت اليازجي ما كانت تبحث عنه في "مجتمع صناع المحتوى"، حيث يعمل عدد من المُختصين في الجانب الإعلامي، على تنفيذ أنشطة تطوير وتنمية قدرات الشباب في مجال صناعة المحتوى، بهدف خلق بيئة إعلامية تعليمية متكاملة، لهم، وتوفير الأدوات والإمكانيات اللازمة لإنتاج مُختلف أنواع المحتوى الرقمي.
ويقدم "المجتمع" ويشارك فيه أكثر من 100 مُستفيد، من مُختلف مُحافظات قِطاع غزة، اللقاءات التثقيفية، والتدريبية في مجال الإعلام الرقمي، بدون مقابل مادي، في مَسعى لصقل، وتطوير القدرات والمؤهلات، وصولاً لتطوير إنتاجات رقمية ذات محتوى مؤثر ومتفاعل، ويجري تبني إنتاجه من خلال أدوات المركز، المُنبثق عن شركة Palm Media.
وتقول اليازجي، إن البرنامج "يؤهّلنا لتقديم المحتوى الإبداعي، عبر مجموعة من اللقاءات مع مدرّبين وخبراء واستشاريين، كما يوفّر بيئة الإنتاج الكاملة من أدوات ومعدّات، لإنتاج برامج السوشال ميديا المتنوعة، مثل برامج الستاند أب، والبرامج الرقمية، والبودكاست".
وتوضح اليازجي، وهي طالبة إعلام واتصال جماهيري باللغة الإنكليزية، لـ "العربي الجديد" أنها التحقت بمركز صناع المحتوى عام 2022، وقد مرت بعدد من المراحل، التي تضمنت المقابلات، والفرز، ومن ثم التقسيم إلى مجموعات، تمهيداً للبدء بتلقي التدريبات التي امتدت على مدار ثلاثة أشهر.
وتبين اليازجي، أن "المجتمع" يتضمن تقديم دورات تدريبية متخصصة، وهي دورات عملية مختصة في مجالات الإعلام الرقمي، تُؤّهل المنتسب إليها لامتلاك المعرفة، والخبرة اللازمة للانطلاق إلى سوق العمل في أحد تخصصات الإعلام الرقمي، إلى جانب تقديم الاستشارات، والحملات الترويجية، من خلال فريق متخصص ذي خبرة في إعداد المحتوى وتصميمه، ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويجري اختيار الفريق المُستفيد من مزايا "المجتمع"، ضمن معايير محددة، وتقسيمه على خمسة تخصصات، وهي التصوير، والمونتاج، وكتابة المحتوى، والتعليق الصوتي، وتقديم البرامج، للاستفادة من برنامج تأهيل صناع المحتوى، ضمن برنامج تدريبي مكثّف، لتنمية مهارات الشباب في مجالات الإعلام الرقمي كافّة.
وبدا انسجام الفلسطيني محمد أبو عاصي، واضحاً خلال تلقيه تدريباً مُختصاً في تقديم البرامج على مواقع التواصل الاجتماعي، وعن تجربته يوضح أنه التحق بمركز صناع المحتوى مُنذ عامين، وقد تلقى خلالها الدورات الخاصة بالتقديم البرامجي، والتي تضمنت التدريب على إعداد البرامج.
وما يُميز "المجتمع" هو احتضانه مُختلف التخصصات، والمسارات ذات العلاقة بصناعة المحتوى، وفق المعايير والأسس العلمية والمهنية الصحيحة لكتابة المحتوى، وصناعة المواد المُختلفة، وفق حديث أبو عاصي لـ"العربي الجديد".
ويلفت إلى أهمية وجود بيئة حاضِنة لصناع المحتوى، وهي الفُرصة التي تضع أقدامهم على أول الطريق، وتُتيح لهم تطوير قدراتهم بما يتناسب مع مهاراتهم.
ويتطلع المُشارِك حُسام أبو شمالة، والذي التحق بالمركز مؤخراً، إلى تحقيق أهداف عدة، من خلال التفاعل مع الدورات التدريبية، ويرى أنها ستعمل على تطوير أدائه الإعلامي، إلى جانب أنها ستعمل على زيادة علاقاته في المجال.
ويُبين أبو شمالة، والذي يقوم بصناعة فيديوهات باللغة الإنجليزية لصالِح مؤسسة دولية عن الحياة في غزة، لـ"العربي الجديد" أهمية استقاء المعلومات، وتبادل الخبرات، وخوض التجارب الجديدة حول مُختلف التخصصات الإعلامية، وأثرها الإيجابي في توسعة المدارِك.
وجاءت فكرة المركز، ومجتمع صناع المحتوى، بفعل الحاجة لوجود جسم وحاضنة للأعداد الكبيرة للأشخاص المُبدعين في مُختلف المسارات، والتخصُصات الإعلامية، وذلك وفق توضيح المُدير التنفيذي لشركة Palm Media يحيى زين الدين، بهدف تطوير قدراتهم، واستغلال الطاقات والقُدرات للخروج بمواد مُميزة.

ويُشير زين الدين في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن الإعلان عن الدورة الأولى لاستقطاب صناع المحتوى، أسفر عن تسجيل قرابة 750 شخصاً، وقد جرى فرز تلك الأعداد في المرحلة الأولى لحوالي 250 شخصاً، وقد جرت فلترة العدد عبر لجان مختصة وفق معايير مُحددة، تتعلق بالقدرات والإمكانيات، إلى 100 صانع محتوى في المجالات الخمسة، وقد تعرضوا لدورات على مدار ستة شهور، تضمنت الجانبين التدريبي والنظري، لإنتاج المواد العملية المُختصة في المجالات التدريبية المطروحة.
ويلفت إلى أنّ "المجتمع" نظم العديد من الدورات العملية في مُختلف تخصصات الإعلام الرقمي، لتطوير قدرات المُنتسبين، وتجهيزهم للانخراط في سوق العمل، وقد تلا التدريبات عقد "هاكثون"، جرى فيه تقسيم الفريق إلى مجموعات، كانت تحتوي كل مجموعة على كاتب محتوى، ومقدم سوشيال ميديا، ومعلق صوتي، ومصور، وفني مونتاج، وقد أسفرت عن إنتاج عشر حلقات لبرنامج أُطلق عليه اسم "بزنس"، قام بمُختلف مراحلها الأشخاص المُستفيدون من مزايا "المجتمع".
وشَجّع نجاح التجربة الأولى، والتي اعتمدت على العصف الذهني وتبادل الخبرات، إلى الانطلاق نحو تنفيذ فكرة "المجتمع"، والتي تُتيح تقديم العديد من البرامج، عبر استهداف 100 صانع محتوى جُدُد، وبشكل مجاني، مع الاستفادة من جميع المُلاحظات التي واجهت الفريق، بهدف تطوير الأداء، وصولاً إلى الاحترافية في صناعة المحتوى بمجالاته كافة.
ويهدف "المجتمع"، وفق حديث زين الدين، إلى أن يُصبح منظومة إعلامية تعليمية متكاملة، عبر ضم أكبر عدد من صناع المحتوى من مختلف المسارات الرقمية، بهدف صُنع محتوى رقمي مُميز، وذلك من خلال صناعة برنامج بودكاست خاص بالمعلقين الصوتيين، ومُقدمي البرامج، وإنشاء محتوى رقمي فعال يتناسب مع معايير السوشيال ميديا، والتدريب على التصوير، والمونتاج، والإخراج، وكتابة المحتوى، بمختلف المسارات.

المساهمون