فرقة "الغيلان" من القدس، وفرقة "أوسبري في" من غزة، والفنانة ديناميين من رام الله، أحدهم سيكون على موعد للفوز بجائزة Palestine Connect (فلسطين كونكت) لعام 2023، بوصولهم إلى قائمتها القصيرة.
و"فلسطين كونكت" هي مسابقة تنظمها مؤسسات دولية ومحلية، كالمركز الثقافي الفرنسي، ومؤسسة ديليا للفنون، ومهرجان أرابيسك، ومعهد غوتة الألماني، علاوة على مؤسسة صابرين الموسيقية الفلسطينية ومقرها القدس، وجفرا للإنتاج وإذاعة أثير ومقرهما رام الله، إضافة إلى مهرجان PMX.
وأنتجت مؤسسة ديليا للفنون فيديوهات حول المتنافسين في القائمة القصيرة لمسابقة "فلسطين كونكت"، أطلقتها أخيراً عبر قناتها في "يوتيوب" ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها، وجميعهم يقدمون موسيقى وأغنيات أصيلة (original) صُنعت في فلسطين، وبطرائق وأنماط مختلفة.
والمتنافسون في المسابقة من المشاركين، وحسب قواعدها وشروطها، يمكن أن يكونوا فنانين منفردين أو فرقاً لا يزيد عدد أفرادها عن الأربعة، ويقيمون في فلسطين، ويقدّمون واحداً أو أكثر من الأنماط الموسيقية: إيندي، وبوب، وروك، وهيب هوب، وموسيقى إلكترونية.
الفائز، تبعاً للجنة تحكيم متخصصة، سيحظى بإقامة فنيّة وحفل موسيقي في مهرجان أرابيسك في مدينة مونبيلييه الفرنسية، كما كان مع الفنانة سماح مصطفى الفائزة بالمسابقة في العام الماضي، فيما يشارك جميعهم في برنامج ورش العمل المهمة لـPMX نسخة 2023.
هذا بالإضافة إلى عقد إنتاج ما بين أحد الفائزين الثلاثة ومؤسسة جفرا، فيما يحظى واحد من الفائزين بإقامة وورش تدريبية في القدس عبر القنصلية الفرنسية العامة ومؤسسة صابرين الموسيقية.
وأشارت مساعدة مدير مهرجان أرابيسك الذي يُعنى بالموسيقى العربية وتأسس عام 2005، ليزا حمّو، في حديثها لـ"العربي الجديد"، إلى أن المهرجان يشارك في "فلسطين كونكت" من خلال استضافة الفائز في إقامة فنيّة، تمهيداً لتقديم عرض خاص به، كما حدث مع الفنانة الفلسطينية سماح مصطفى من حيفا العام الماضي، وذلك في إطار المهرجان الذي يمتد لأسبوعين، في سبتمبر/ أيلول المقبل.
وأكدت حمّو أن الفائز في المسابقة سيحتك خلال المهرجان بفنانين مكرّسين وآخرين من ذوي المواهب المتميّزة من المنطقة العربية، كمصر وتونس والجزائر ولبنان بالإضافة إلى فلسطين، وغيرها. مشددة على أن "أرابيسك"، ومن خلال مشاركتها في "فلسطين كونكت"، تسعى لنقل المواهب الفلسطينية إلى الإقليم والعالم، بالتعاون مع مؤسسات موسيقية فلسطينية وأخرى عالمية.
وكان المتنافسون الثلاثة أحيوا ثلاث أمسيات موسيقية في العشرين والحادي والعشرين من يونيو/حزيران الماضي، في كل من رام الله والقدس وغزة، وتحديداً في مقرّات المركز الثقافي الفرنسي في المدن الثلاث، احتفالاً بعيد الموسيقى في فلسطين.
وشدّدت منسقة المشاريع الثقافية في المعهد الثقافي الفرنسي، كليو سميتس، في حديث لـ"العربي الجديد" على أهمية مشاركة فلسطين في إحياء فعاليات عيد الموسيقى كما في دول عدة من العالم، خاصة أن غالبية المشاركين هم من الفنانين الأفراد والفرق الفنيّة الفلسطينية التي شكّلت لهم هذه الأمسيات مساحة أوسع للانتشار.
ومن هنا أحيت حفل القدس، الذي احتضنته القنصلية الفرنسية العامة، الفنانة الفلسطينية الشابة دينا أمين، المعروفة باسم "ديناميين"، وهي من رام الله. في حين أحيت فرقة "الغيلان" الموسيقية من القدس، حفل رام الله في المركز الثقافي الألماني الفرنسي، بالاشتراك مع الفرقة الفرنسية المغربية "صِبا صوت" التي شاركت في حفل القدس أيضاً. وفي غزة أحيت حفل عيد الموسيقى من مقر المركز الثقافي الفرنسي هناك فرقة "أوسبري في"، التي تعذّر، كما كان مأمولاً، أن تحيي حفلها في الضفة الغربية، حسب سميتس.
وبدأت ديناميين كمخرجة أفلام قبل اقتحام عالم الغناء، مقدّمةً نمطاً غنائياً جديداً في فلسطين بالعربية والإنكليزية، حتى باتت معروفة في أوساط الشباب واليافعين بما تقدّم.
ولفتت الفنانة الشابة، في الفيديو الذي أنتجته وعممته مؤسسة ديليا للفنون، إلى أنها تحلم بتعميم ما تقدمه بشكل أوسع في فلسطين، بحيث تمزج ما بين أنماط موسيقية عدّة كالأفرو، والفونك، والسول، والديسكو، والتوسع باتجاه جغرافيّات أكثر رحابة في العالم.
و"الغيلان" أشقاء ثلاثة لأب من القدس وأم من الضفة الغربية، أكبرهم عازف العود كنعان الغول (31 عاماً)، يليه سنّاً معن عازف الإيقاع (30 عاماً)، ومحمد عازف القانون (28 عاماً)، ويرون في الموسيقى "جسراً للتواصل مع الذات ومع النفس"، علاوة على كونها وسيلة تفريغ، وطريقة لإرسال رسائل بعينها، والأهم أنها الأبرز للتعبير. فالألم بسبب الاحتلال شكّل حافزاً لإنتاج مقطوعات موسيقيّة أصيلة، قدّموا بعضها في حفل عيد الموسيقى في مقر المعهد الثقافي الألماني الفرنسي في مدينة رام الله، كـ"شيزوفرينيا"، و"هند"، و"جام" وغيرها.
وأكّد معن، في الفيديو الخاص بفرقته من إنتاج "ديليا"، أنه "لو لم يكن ثمّة احتلال لاختلفت طبيعة الموسيقى التي يقدمونها".
وأشار كل من راجي عازف الغيتار ومؤمن عازف الغيتار بيس، مؤسسَي "أوسبري في" في غزة، إلى أنهما كانا قد اكتشفا شغفهما بموسيقى الروك في مرحلة مبكرة من حياتهما، ليتعلقا بها باعتبارها وسيلة تعبير عن مشاعرهما، ومن ثم كامل أعضاء الفريق تجاه كل ما حولهم، من معاناة وتحديّات، وحتّى حبّهم للحياة.
وكشف راجي، في الفيديو المُنتج من "ديليا"، إلى أن V (في) في اسم "أوسبري في" يرمز إلى عدد أعضائها الخمسة.
وكانوا يحرصون في البدايات على عدم إظهار وجوههم بقدر إظهار الموسيقى والأغنيات التي يصنعونها، والتعبير عن الرسائل المروجة منها، وهي رسائل إنسانية من واقع فلسطيني محلي، وتحديداً من قطاع غزة الذي يعاني في أكثر من اتجاه، كالحصار والعدوان المتواصل وكذلك الاضطهاد، وهي أيضاً وسيلة للتواصل الإنساني مع العالم، وربّما هذا ما كان وراء التفاعل الكبير معهم في حفلهم بمقر المركز الثقافي الفرنسي بمدينة غزة، وبثّ عبر الأقمار الاصطناعية لجمهور رام الله.