اكتسب الشوفان اهتماماً كبيراً كغذاء صحي ينصح بتناوله وإدراجه ضمن النظام الغذائي. إذ يعتبر من الحبوب الكاملة الغنية بالبروتين، ومصدراً جيداً للألياف (خصوصاً بيتا غلوكان)، كذلك فإنه غني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة المفيدة للصحة العامة، إضافة إلى فوائد صحية أخرى.
خفض مستويات الكوليسترول
أكدت دراسات طبية وجامعية عدة أن الشوفان يمكن أن يخفض مستويات الكوليسترول، خصوصاً الكوليسترول الضار (LDL)، وهو عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض القلب التي تعتبر السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم.
وتُعزى قدرة الشوفان على خفض الكوليسترول أساساً إلى محتواه من ألياف بيتا غلوكان، الذي يبطئ من امتصاص الدهون والكوليسترول من طريق زيادة لزوجة الطعام المتناول. فبمجرد دخوله إلى الأمعاء، ترتبط ألياف بيتا غلوكان بالأحماض الصفراوية الغنية بالكوليسترول التي ينتجها الكبد للمساعدة على الهضم، ثم يحملها إلى أسفل الجهاز الهضمي، وفي النهاية خارج الجسم، ما يؤدي إلى انخفاض مستويات الكوليسترول. وأظهرت الأدلة أن تناول الأطعمة التي تحتوي على 3 غرامات على الأقل من بيتا غلوكان يومياً قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
يمنع مرض السكري من النوع 2
أصبح مرض السكري من النوع 2 أكثر شيوعاً في السنوات الأخيرة. وأظهرت الدراسات أن الألياف القابلة للذوبان في الشوفان (بيتا غلوكان) تساهم في التحكم في نسبة السكر في الدم وتحسين حساسية الأنسولين بعد تناول الوجبات الغنية بالكربوهيدرات. وقد أدت إضافة دقيق الشوفان لمدة 4 أسابيع إلى النظام الغذائي للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 ومقاومة الإنسولين إلى انخفاض بنسبة 40 في المائة في جرعة الإنسولين اللازمة لتثبيت مستويات السكر في الدم.
ومن الجدير بالذكر أن فعالية الشوفان في خفض نسبة السكر في الدم تكون أعلى عند طحنه قبل طهوه، مقارنة بالشوفان الكامل المسلوق.
يعزز الشعور بالشبع
في دراسة صنفت تأثير 38 نوعاً من الأطعمة الشائعة بالشعور بالشبع، احتل دقيق الشوفان المرتبة الثالثة بشكل عام والأول بين الأطعمة التي يجري تناولها على الإفطار. ويحسن الشوفان من الشعور بالشبع ومن توازن الطاقة لأنه يساعد على تقليل الشهية وعدم تناول الطعام لفترة طويلة لحين الشعور بالجوع للوجبة التالية. والسبب في ذلك، أنه غني بالألياف القابلة للذوبان في الماء، مثل بيتا غلوكان، التي تزيد من الامتلاء من طريق تأخير إفراغ المعدة وتعزيز إفراز هرمونات الامتلاء. بالإضافة إلى ذلك، الشوفان منخفض السعرات الحرارية وغني بالعناصر الغذائية الصحية الأخرى، ما يجعله إضافة ممتازة إلى نظام غذائي فعال لفقدان الوزن.
خالٍ من الغلوتين
لا يحتوي الشوفان على الغلوتين، والنظام الغذائي الخالي من الغلوتين هو الحل الوحيد للأفراد الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية، وكذلك للعديد من الأفراد الذين يعانون من حساسية الغلوتين. وتشير الدراسات إلى أن الكميات المعتدلة أو الكبيرة من الشوفان النقي يمكن أن يتحملها معظم الأشخاص المصابين بمرض الاضطرابات الهضمية. كذلك ثبت أن الشوفان يعزز من القيمة الغذائية للأنظمة الغذائية الخالية من الغلوتين، ما يزيد من تناول المعادن والألياف. ومع ذلك، قد يكون الشوفان ملوثاً بالقمح، لأنه غالباً ما يُعالَج ويُصنَّع في ذات الآلات، لذلك من المهم للأشخاص الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية أن يتناولوا فقط الشوفان الذي ثبت أنه خالٍ من الغلوتين.
فوائد صحية أخرى
وجدت الدراسات أن هناك ارتباطاً بين إطعام الشوفان للأطفال الصغار الذين تقلّ أعمارهم عن ستة أشهر وانخفاض خطر الإصابة بالربو في مرحلة الطفولة.
وعند كبار السن، يؤدي تناول ألياف نخالة الشوفان إلى تحسّن صحة الجهاز الهضمي وتقليل الإمساك والحاجة إلى استخدام المسهلات. وتشير بعض الدراسات إلى أن الشوفان قد يعزز جهاز المناعة ويعزز قدرة الجسم على محاربة البكتيريا، والفيروسات، والفطريات، والطفيليات.