مؤسسة دولية تطالب بدخول الصحافيين الأجانب إلى غزة

17 ابريل 2024
المراسلة ربى العجرمي تعد تقريرها من خيمة في غزة، فبراير 2024 (عبد زقوت/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جودي جينسبيرغ تجدد دعواتها للسماح بدخول المراسلين الأجانب إلى غزة لتسليط الضوء على الوضع الإنساني الصعب تحت العدوان الإسرائيلي، مشيرة إلى الظروف القاسية والمخاطر التي يواجهها الصحافيون هناك.
- في مقال بنيويورك تايمز، تقارن بين التغطية الإعلامية للحرب في أوكرانيا وغزة، مؤكدة على أن الرقابة الإسرائيلية والمصرية تحول دون وصول الصحافة الدولية إلى غزة، مما يؤدي إلى انتشار المعلومات المضللة.
- تنتقد جينسبيرغ التناقض بين ادعاءات إسرائيل بدعم حرية الصحافة وممارساتها الفعلية التي تقيد هذه الحرية، مشيرة إلى خطر القتل والاعتقال الذي يواجهه الصحافيون في غزة وتصنيفهم كإرهابيين، وتؤكد أن وجود صحافيين دوليين سيساهم في تقديم تغطية أكثر دقة.

جدّدت الرئيسة التنفيذية للجنة حماية الصحافيين، جودي غينسبيرغ، المطالبة بدخول المراسلين الأجانب إلى غزة، وشددت على أن هذه الخطوة عنصر حاسم تعتمد عليه حياة الفلسطينيين الذين يرزحون تحت وحشية العدوان الإسرائيلي الحالي على القطاع حيث "يعمل الصحافيون في ظل ظروف مؤلمة لم يشهدها سوى عدد قليل من مراسلي الحرب الأكثر خبرة، فلا طعام ولا مأوى وسط انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية والتدمير الروتيني للمعدات والمرافق المهنية".

وفي مقال رأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز اليوم الأربعاء، ذكّرت غينسبيرغ بأنه "عندما غزت روسيا أوكرانيا عام 2022، سارعت المؤسسات الإعلامية حول العالم لإرسال مراسليها إلى الخطوط الأمامية. وقدّم الصحافيون للجمهور الدولي نظرة مباشرة للصراع. انطلقت صفارات الإنذار للغارات الجوية أثناء بث التقارير الحية على الهواء. وشعر الصحافيون بالخوف من الانفجارات القريبة. لقد أخذوا العالم إلى قلب القتال".

في المقابل، "لم تكن مثل هذه التغطية الدولية ممكنة في غزة" كتبت غينسبيرغ، وأوضحت أنه لم يُسمح للصحافيين بدخول القطاع إلا في جولات محدودة برفقة الجيش الإسرائيلي. ولفتت إلى أن "رفض السماح لوسائل الإعلام الدولية بتغطية غزة من الداخل هو مجرد عنصر واحد من نظام الرقابة الإسرائيلي الذي يشتد يومياً ويترك المكان فارغاً لتملأه الدعاية والمعلومات الخاطئة والمضللة والادعاءات والادعاءات المضادة التي يصعب للغاية التحقق منها بشكل مستقل".

إعلام وحريات
التحديثات الحية
وشددت على أن منح المراسلين الأجانب حرية الوصول إلى غزة "قد يمكننا من فهم أفضل" لما يحدث هناك، "ومن شأنه أن يسلط الضوء على مقتل ما لا يقل عن 95 صحافياً وغيرهم من العاملين في مجال الإعلام.. علماً أن هذا الصراع هو الأخطر بالنسبة للصحافيين والعاملين في مجال الإعلام منذ أن بدأنا بتوثيق هذه البيانات في 1992". وفقاً لمكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، فقد قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 140 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضافت: "إسرائيل تقول إنها دولة ديمقراطية ومعقل لحرية الصحافة في المنطقة. لكن أفعالها على النقيض. ارتفاع معدل الوفيات والاعتقالات بين الصحافيين، بما في ذلك الصحافيون في الضفة الغربية؛ والقوانين التي تسمح لحكومتها بإغلاق وسائل الإعلام الأجنبية التي تعتبرها خطراً أمنياً، والتي هدّد رئيس الوزراء صراحةً باستخدامها ضد قناة الجزيرة؛ ورفضها السماح للصحافيين الأجانب بالوصول بشكل مستقل إلى غزة، كلها تعكس قيادة تقيد عمداً حرية الصحافة. هذه سمة الديكتاتوريات، لا الدول الديمقراطية".

ونبّهت إلى أن "كثيراً ما تصنف إسرائيل الصحافيين على أنهم إرهابيون ومتعاطفون مع الإرهاب، مما يدفع المتابعين إلى التشكيك في صدقيتهم. ومن شأن وجود صحافيين من خارج غزة أن يساعد في مواجهة مثل هذه الادعاءات. ومن دونهم، سيستمر الصحافيون الفلسطينيون في تحمل المخاطر كلها والمسؤولية الكاملة في تغطية هذا الصراع".

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي، طالب صحافيون ومؤسسات إعلامية ومنظمات حقوقية دولية، بينها لجنة حماية الصحافيين ومنظمة مراسلون بلا حدود، بالسماح للصحافيين الأجانب بدخول قطاع غزة، من دون جدوى. وكانت المحكمة العليا في إسرائيل قد ردت، في يناير/كانون الثاني الماضي، أول التماس تقدّمت به وسائل إعلام عالمية للسماح لصحافييها بدخول غزة. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، كشف تحقيق لمنظمة مراسلون بلا حدود أنّ السلطات المصرية تعمّدت هي الأخرى منع دخول الصحافيين إلى غزة عبر معبر رفح. وأشارت المنظمة إلى أنّ القاهرة "تتهم وسائل الإعلام الدولية بالانحياز لإسرائيل، لكنها في الوقت نفسه تمنع الصحافيين من دخول قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي الذي يفترض أنه تحت سيطرتها".

المساهمون