مأزق الدراما المعربة في إسطنبول يتوسّع

18 اغسطس 2024
الممثلة اللبنانية ريتا حايك، البندقية 2017 (باسكال لو سيغريتان/ Getty)
+ الخط -

انسحبت الممثلة اللبنانية ريتا حايك من بطولة مسلسل "إيزيل" الذي بدأ تصويره في تركيا أخيراً، وهو النسخة المُعربة من المسلسل الشهير الذي حقق أعلى نسبة مشاهدة (إنتاج 2009 و2010). لعب دور البطولة في النسخة التركية الممثل التركي كنان إميرزالي أوغلو، الذي جسّد شخصية إيزيل بيرقدار المنتقم من أصدقائه الذين خانوه.

توسيع خارطة الدراما المعربة

قبل أشهر طرحت المنتجة سارة دبوس، فكرة إنتاج المسلسل بالعربية على مجموعة MBC التي وافقت ضمن خطة الشبكة السعودية في توسيع أعمال الدراما المعربة وعرضها على منصاتها، وأعطت الضوء الأخضر لدبوس وشركائها حمادة جمال الدين، وديما الصفدي، وبإشراف من لينا متى وطارق إبراهيم للبدء بتنفيذ العمل. اختير الممثل السوري باسل خياط للبطولة ومعه الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور للبطولة النسائية، وفعلاً وافق خياط على الدور، بينما تعثّرت المفاوضات مع عبد النور، وانتهت بعدم توقيع العقد.
كذلك رُشّح للمشاركة في المسلسل الممثل السوري مكسيم خليل، ليكون واحداً من أصدقاء "إيزيل"، وبالفعل انتشر الخبر في الإعلام العربي، لكن المفاوضات تعثرت أيضاً مع خليل الذي فضّل الانسحاب، فاستعيض عنه بالممثل سامر المصري، وزميله أحمد الأحمد.
لكن بعد الاستقرار على أسماء الممثلين، برزت معضلة البطولة النسائية، إثر تعثّر المفاوضات مع عبد النور. رُشّحت على الفور زميلتها ريتا حايك التي وضعت شروطًا قاسية ومنها لقاء المخرج أولاً، والتفاهم التام بينهما، وفعلاً حصل اللقاء في إسطنبول ووقعت حايك على الاتفاق، وبدأت قبل أسبوع عملية التصوير، لتفاجأ حايك في اليوم الأول بمخرجة أخرى غير المخرج الذي اتفقت على العمل معه من البداية. كذلك بدت أجواء العمل، بحسب ما قالت مصادر مشاركة في المسلسل لـ"العربي الجديد" غير مريحة إطلاقاً، لتقرر حايك الانسحاب والعودة من إسطنبول إلى بيروت، رغم تداعيات هذا القرار عليها وعلى سير تصوير المسلسل.

مشاكل سابقة

هذه ليست المرة الأولى التي تقع فيها الجهة المنتجة في مثل هذه المشكلات خصوصاً في إطار الدراما المعربة من التركية،  فما حصل في مسلسل "الثمن" بطولة رزان جمّال وباسل خياط، كان مماثلاً، خصوصاً لجهة الأجواء "غير المريحة" التي يشتكي منها الممثلون اللبنانيون تحديداً، والوقت الطويل للإقامة في تركيا، فضلاً عن التباعد بين الممثلين اللبنانيين والمخرجين الأتراك وتغليب "الترجمة" على المواقف المفترض أن تُنفذ بدقة وتفاهم أمين بين المخرج والممثل. وهو ما أوقع مسلسل "الثمن" في أزمة امتدت حتى نهاية التصوير وسبّب حجز مجموعة من الممثلين اللبنانيين والمشاركين لوقت أطول في الفنادق وأماكن الإقامة التركية.

أما الآن فيبدو المشهد معقداً مجدداً، إذ وقعت الجهة المنتجة في مجموعة MBC في مأزق وبدأ الصراع لاختيار شخصية جديدة تعوض انسحاب ريتا حايك من "إيزيل" بعد بدء عملية الصوير، وحضور كل الممثلين وفريق العمل إلى إسطنبول. كل ما سبق سينعكس تلقائياً خسارة مالية كبيرة بسبب التأخير في العودة إلى التصوير مجدداً، ودفع تكاليف إقامة ممثلين في وقت يتوقف فيه العمل. من جهتها تلتزم الممثلة اللبنانية ريتا حايك الصمت التام، وترفض أي رد يتعلق بقضية انسحابها، وتكتفي بالقول "ما صار نصيب، وقد اخترت العودة لأكون إلى جانب طفلي".

المساهمون