لندن تحتضن معرض "من فلسطين مع الحب"

03 فبراير 2024
من تظاهرة تضامنية في لندن (غَي سمولمان/ Getty)
+ الخط -

تشهد العاصمة البريطانية معرضاً مهماً تقيمه مؤسسة المتحف الفلسطيني، تحت عنوان "من فلسطين مع الحب". يتصدر المعرض المقرر افتتاحه في الرابع من فبراير/شباط الحالي فيلم وثائقي تحت اسم "بنك الأهداف"، إلى جانب عدد من الأعمال المتنوعة التي تعود إلى فنانيين فلسطينيين.

يقام المعرض في غاليري P21 الذي يهتم بصفة خاصة بمنطقة الشرق الأوسط وما تقدمه من فنون. وسيتاح للزوار استكشاف مجموعة واسعة من الأعمال الفنية، بما في ذلك اللوحات والمنحوتات والتركيبات والتطريز وعروض الوسائط المتعددة، التي تعود إلى 19 فناناً فلسطينياً من المقيمين في فلسطين وخارجها.

يضم المعرض لوحة "مسيرة النساء" للفنان محمد الحاج المقيم في غزة، ولوحة "كفى" لنمير قاسم المقيم في القدس، كما تشترك الفنانة الفلسطينية المقيمة في الولايات المتحدة سامية حلبي التي أُلغي معرضها الاستعادي في متحف إسكنازي للفنون في جامعة إنديانا الشهر الماضي، من خلال لوحتها Venetian Red. يشمل المعرض أيضاً لوحة بالأكريليك على القماش للفنانة صبحية حسن المقيمة في الجليل، وتصور قرية لفتا القريبة من القدس، والتي هجّر الاحتلال الإسرائيلي سكّانها عام 1948.

ومن بين الأعمال المعروضة، رسم على النسيج لسميرة بدران المقيمة في إسبانيا، بعنوان "حصار"، وثلاث رسومات لأطفال غزة للفنانة جنان عبده المقيمة في حيفا. هناك كذلك لوحة لنبيل عناني وتركيب لإبراهيم العزة باسم "كل ما تبقى"، يقدم من خلاله تصوراً جديداً للكوفية الفلسطينية التقليدية، إذ تحل الأسلاك الشائكة محل شباك الصيد.

ومن بين الفنانين المشاركين أيضاً: كريم أبو شقرة، وسلمان أبو ستة، وغسان أبو لبن، وإبراهيم العزة، ومحمد الحي، وحنان عوض، جاكلين بيجاني، وسناء فرح بشارة، وسوزان بشناق، ولوكس إتيرنا، ونادية ارشيد جلبرت، ورولا حلواني، وسمر الحسيني، ومحمد خليل، ورانيا مطر، وتقي سباتين.

أما الفيلم الوثائقي "بنك الأهداف" الذي يتصدر قائمة المعرض؛ فيعود للصحافي الفلسطيني الشهيد رشدي السراج، الذي استهدفته قوات الاحتلال بقصف في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي. يوثق الفيلم القصير تدمير إسرائيل البنية التحتية لغزة أثناء عدوانها على القطاع في مايو/أيار 2021.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

ترصد كاميرا السراج استهداف أحد الأبراج السكنية، بعدما يتلقى مالك برج الجلاء اتصالاً من ضابط مخابرات إسرائيلي ينذره أن عليه أن يخلي المبنى في خلال ساعة؛ لأنه سيقصف. يحاول المالك التفاوض مع الضابط الإسرائيلي من أجل منح الفرصة للعائلات حتى ينقلوا ما يقدرون عليه من ممتلكاتهم وحتى يُخرج مراسلو قناة الجزيرة وووكالة أسوشييتد برس الذين تقع مكاتبهم في البرج، معداتهم وكاميراتهم، لكن طيران المحتل لا يلتفت لطلبات المالك، ويقصف المبنى قبل مضي المدة المحددة.

يتضمن الفيلم كذلك شهادات لعدد من الأهالي والصحافيين عن حوادث القصف المتكررة، سواء للبيوت أو الأبراج السكنية التي تضم مكاتب الصحافة في استهداف متعمد. ويقدم العمل التوثيقي أيضاً مشاهد مستخرجة من كاميرا طفلة أثناء محاولتها الهرب من القصف الصهيوني، لتكتشف أن أختها الكبرى قد استشهدت أثناء هروبها.

وفي تصريح صحافي، يتحدث مدير الجهة المنظمة "المتحف الفلسطيني"، فيصل صالح، عن المكالمة الأخيرة التي أجراها مع المصور رشدي السراج: "كنت أتحدث معه قبل أيام قليلة من رحيله، طلبت منه نسخة من الفيلم مع ترجمة باللغة الإنكليزية، فأخبرني أنه من الخطر جداً الذهاب إلى الاستوديو الخاص به. وبعد بضعة أيام، قصف منزله، ليقضي شهيداً في بيته، مثل معظم الصحافيين الفلسطينيين الـ122 الذين قتلوا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول".

يأتي المعرض بعد فترة صعبة لمؤسسة المتحف الفلسطيني، إثر رفض طلباته لإقامة المعرض من كل من: بينالي البندقية المعماري وذلك لعام 2023، وبينالي الفنون بإيطاليا لعام 2024، وهما قراران أكد صالح أنهما اتخذا لأسباب سياسية: "في أوروبا الآن يغتنمون كل فرصة لإرضاء إسرائيل".

المتحف الفلسطيني في الولايات المتحدة هو مؤسسة أنشأها رجل الأعمال الفلسطيني الأميركي فيصل صالح، وافتتح أبوابه في 22 إبريل/نيسان 2018. وبعد أربع سنوات، لا يزال المتحف الفلسطيني الوحيد في الأميركتين الذي تضم صالات عرضه -وتبلغ مساحتها 6500 قدم مربع- أكثر من 200 عمل لأكثر من خمسين فناناً، إضافة إلى قطع التطريز والعباءات الفلسطينية التقليدية والجداريات والكتب والتحف. خلافاً لذلك، يستضيف المتحف بصفة دورية الحفلات الموسيقية وعروض الأفلام والمسرحيات والمحاضرات والندوات، وتستضيف المؤسسة حالياً فعاليات افتراضية بصورة أسبوعية، ومهرجاناً سينمائياً أسبوعيًا يحضره جمهور كبير ينتشر في أكثر من 50 دولة.

المساهمون