كيف أصبح البطيخ رمزاً للنضال الفلسطيني؟

13 يوليو 2021
البطيخ في غزة (محمد عابد/Getty)
+ الخط -

يتعرض العلم الفلسطيني للمصادرة ومعاقبة رافعيه بموجب قوانين الاحتلال الإسرائيلي، لذا تحول البطيخ إلى واحدة من أيقونات النضال الفلسطيني.

في الأسابيع الأخيرة، انتعش البطيخ على وسائل التواصل الاجتماعي، كجزء من جهود التحايل على الرقابة على المحتوى الفلسطيني الذي يمارسه عمالقة الإنترنت، كما نقلت صحيفة "واشنطن بوست". ويعكس استخدام البطيخ كأيقونة التضامن العابر للحدود السياسية والجغرافيا التقليدية بين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والشتات.

ونقلت الصحيفة عن الفنان الفلسطيني المقيم في رام الله بالضفة الغربية، خالد حوراني، الذي ظهرت أعماله ضمن صور البطيخ المنتشرة على الإنترنت، أن الفن "يمكن أن يكون في بعض الأحيان سياسياً أكثر من السياسة نفسها".

وتعود رمزية البطيخ إلى التكتيكات التنظيمية الفلسطينية قبل الانتفاضة الأولى، أي الفترة التي سبقت اتفاقيات أوسلو عام 1993، خصوصاً عندما كان الاحتلال يمنع رسم البطيخ، لكون ألوانه هي ألوان العلم الفلسطيني الممنوعة. لكنه عاد في الفترة الحالية بروح جديدة. 

وقال حوراني إن الفنانين الفلسطينيين استخدموا البطيخ "كرمز للعلم الفلسطيني وللتحايل على الحظر". على الإنترنت، يستمر هذا التقليد، إذ يحاول الفلسطينيون، الذين لا يثقون بمنصات التواصل الاجتماعي ويخشون المراقبة الإسرائيلية عبر الإنترنت، تجنب الخوارزميات التي تتهم بمحاربة محتواهم.

وحُذف الملايين من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة للفلسطينيين من قبل "فيسبوك" و"تويتر" خلال العدوان الأخير، فيما قُيِّدَت حسابات ومنشورات وكلمات بعينها. وترفض "إنستغرام" و"فيسبوك" ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى الاتهامات بأنها تعمدت حظر المحتوى الفلسطيني أو المؤيد للفلسطينيين أو فرض رقابة عليه أو نزع الأولوية له. 

لكن الناشطين في مجال الحقوق الرقمية يرفضون هذه التفسيرات، ويقولون إنها اتجاه طويل الأمد تصاعد أخيراً مع توجه الفلسطينيين إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحشد لسلسلة من الأحداث التي توحد بنحو متزايد الفلسطينيين في الداخل والضفة الغربية وقطاع غزة والشتات.

ويجد الفلسطينيون طرقاً إبداعية لتخطي الرقابة، مثل حذف علامات الترقيم، أو تغيير الأحرف في الكلمات، أو خلط البيانات السياسية بالصور الشخصية، للتغلب على الخوارزمية واللعب بها لمنع حذف المشاركات أو مراقبتها أو الإبلاغ عنها.

المساهمون