قبل أن يعبر كريستوفر كولومبوس المحيط الأطلسي بزمن طويل، كانت هناك ثماني بنايات بأُطُر خشبية ومكسوة بالعشب مشيدة على حافة مستنقع وجدول ماء في الطرف الشمالي من جزيرة نيوفاوندلاند الكندية، وهو ما يعد دليلاً على أن الفايكينغ هم من وصلوا إلى العالم الجديد أولاً.
لكن من غير الواضح حتى الآن على وجه التحديد متى سافر الفايكينغ لتأسيس مستوطنة لانس أو ميدو.
وقال علماء، أمس الأربعاء، إنّ نوعاً جديداً من تقنيات التأريخ يعتمد على الرجوع إلى عاصفة شمسية هبّت منذ زمن بعيد كنقطة مرجعية كشف أنّ المستوطنة كانت مأهولة بالسكان عام 1021 بعد الميلاد، أي منذ ألف عام بالضبط وقبل 471 عاماً من الرحلة الأولى لكولومبوس. واستُخدِمَت هذه التقنية للتعرف إلى تاريخ ثلاث قطع من الخشب كانت قد قطعت للاستخدام في المستوطنة، وكلها تشير إلى ذات العام.
Actus Mer/Sea News: Painstaking race against time to uncover Viking ship's secrets - @AFP via @physorg_com https://t.co/LYKI5bCqWa pic.twitter.com/1HwOQPHWu7
— Jerome OLLIER (@JeromeOLLIER) November 13, 2020
وتمثل رحلة الفايكينغ العديد من العلامات الفارقة للبشرية. فالمستوطنة تقدم أول دليل معروف على نجاح رحلة عبور للمحيط الأطلسي. كذلك فإنها تُعَدّ المكان الذي نجح فيه البشر أخيراً في الدوران حول العالم بشكل كامل، بعد آلاف السنين من وصولهم إلى أميركا الشمالية عبر جسر بري كان يربط سيبيريا بألاسكا يوماً ما.
وقال مايكل دي، عالم الجيولوجيا في جامعة جرونينجن في هولندا، الذي قاد الدراسة المنشورة في دورية (نيتشر): "مديح كثير يجب أن يُكال لهؤلاء الأوروبيين الشماليين، لكونهم أول مجتمع بشري يعبر المحيط الأطلسي".
وكان الفايكينغ، أو شعوب الدول الإسكندنافية، يعملون بحارةً في الدول المعروفة الآن باسم النرويج والسويد والدنمارك، وكثيراً ما غامروا بالإبحار عبر القارة الأوروبية، يستعمرون مناطق أحياناً، ويقايضون البضائع أو يغيرون على القرى في أحيان أخرى. وكانوا يمتلكون مهارات استثنائية في بناء القوارب والملاحة، وأنشأوا مستوطنات في أيسلندا وغرينلاند.
وقال دي: "أعتقد أنّ من الإنصاف وصف الرحلة بأنها رحلة استكشافية، وأيضاً رحلة للبحث عن مصادر جديدة للمواد الخام".
وأضاف: "يعتقد العديد من علماء الآثار أن الدافع الرئيسي وراء سعيهم وراء هذه الأراضي الجديدة كان الكشف عن مصادر جديدة للأخشاب، على وجه الخصوص. ويُعتقد عموماً أنهم غادروا غرينلاند، حيث تندر للغاية الأخشاب المناسبة للبناء".
(رويترز)