"كوبايلوت" لا يستطيع رسم رمضان في غزة من دون حرب

21 مارس 2024
يعتمد روبوت "مايكروسوفت" على تكنولوجيا "أوبن إيه آي" (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- برنامج "مايكروسوفت كوبايلوت"، روبوت دردشة مطور من "مايكروسوفت"، فشل في تخيل غزة خلال رمضان بدون حرب، معتذرًا عن إنشاء الصور المطلوبة بسبب قيود محتملة.
- تجارب "العربي الجديد" مع "كوبايلوت" لرسم صور لغزة أظهرت امتناع البرنامج عن تقديم رسومات حول الحرب أو السلام في القطاع، بينما قدم معلومات عند السؤال عن حرب غزة.
- الجدل حول "كوبايلوت" ومخاوف من إنتاج صور ضارة أدى إلى اختفاء الصور المتعلقة بقطاع غزة، مما يعكس التحديات الأخلاقية والتقنية في تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه.

حتى برنامج الذكاء الاصطناعي "مايكروسوفت كوبايلوت" (Microsoft Copilot)، لم ينجح في تخيُّل قطاع غزة من دون حرب خلال شهر رمضان، وذلك بعدما فشلت تجارب "العربي الجديد" في إقناعه بذلك.
عندما طلبت "العربي الجديد" من روبوت الدردشة "كوبايلوت" التالي: "ارسُم غزة خلال رمضان من دون حرب"، كان جوابه الأول "سأحاول إنشاء ذلك"، ثم بعد تفكير عاد وأجاب: "أنا آسف، يبدو أن هناك بعض الكلمات التي قد تكون محظورة في الوقت الحالي، ولهذا السبب لا أستطيع مساعدتك. يمكنك دائماً تجربة طلب آخر". 
"مايكروسوفت كوبايلوت" عبارة عن روبوت دردشة، طوّرته شركة "مايكروسوفت" وأطلقته في 7 فبراير/شباط 2023، وقد حلّ مكان مساعدها الذكي "كورتانا".
يعتمد روبوت "مايكروسوفت" على مولّد الصور DALLE-3 من شركة "أوبن إيه آي"، التي تملك روبوت الدردشة ChatGPT.
وحاولت "العربي الجديد" مرة أخرى الطلب من "كوبايلوت" التالي: "ارسم حرب غزة"، لكنه لم يُجب لا بالرسم أو برسالة اعتذار، ولم يعرض أي رسالة بالرغم من محاولة "العربي الجديد" طلب هذا الإجراء مرتين.
يبدو أن هذا الامتناع يشمل فقط الرسومات وليس المعلومات حول العدوان على قطاع غزة؛ إذ عند سؤال روبوت الدردشة "ماذا تعرف عن حرب غزة؟"، يقدم سلسلة من المعلومات حول القضية الفلسطينية، والحرب الجارية في غزة وما قبلها، وآخر التحديثات، مثل وساطة قطر، وردود البيت الأبيض، وسيناريوهات الهدنة، بالإضافة إلى روابط تقارير للمزيد من التوسع في الموضوع.

قصة "كوبايلوت" مع غزة

في بداية شهر مارس/آذار الحالي، نشرت شبكة CNBC أن أحد مهندسي شركة مايكروسوفت تحدّث عن مخاوف تتعلق بسلامة "كوبايلوت" مع لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية.
وكتب شين جونز، الذي عمل لدى "مايكروسوفت" لست سنوات، رسالة إلى اللجنة ذكر فيها أن "مايكروسوفت" قد "رفضت" وقف "كوبايلوت ديزاينر"، على الرغم من التحذيرات المتكررة من أن الأداة قادرة على إنشاء صور ضارة.
وعند اختبار "كوبايلوت ديزاينر" بحثاً عن مشكلات السلامة والعيوب، وجد جونز أن الأداة أنتجت "شياطين ووحوشاً إلى جانب المصطلحات المتعلقة بحقوق الإجهاض، ومراهقين يحملون بنادق هجومية، وصوراً جنسية للنساء في لوحات عنيفة، وشرب الكحول، وتعاطي المخدرات دون السن القانونية"، وفقاً لتقرير الشبكة.
كما أوردت أن "كوبايلوت ديزاينر" أنشأ صوراً لشخصيات "ديزني" في مشاهد في قطاع غزة "أمام المباني المدمرة، بالإضافة إلى شخصية "ديزني" ترتدي زي جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وردّت "مايكروسوفت" على الجدل بالقول إن الشركة "ملتزمة بمعالجة جميع المخاوف التي لدى الموظفين".
ويبدو أن اختفاء الصور حول قطاع غزة هو أثر لهذا الجدل داخل "مايكروسوفت"، ويبدو أنه أثّر كذلك على صور سعيدة محتملة كانت لتتخيّل "رمضان غزة من دون حرب". 
وبينما يفشل "كوبايلوت" في إعطاء أي تصوّر عن قطاع غزة، سلبياً كان أم إيجابياً، تُكّرس برامج الذكاء الاصطناعي من أجل جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة جرائمه في القطاع؛ إذ يستعين بها لتمنحه بيانات عن كل متر مربّع هناك.

المساهمون