فيسبوك توقف العمل على تطبيق "إنستغرام كيدز" بعد فضائح ومخاوف

28 سبتمبر 2021
مخاوف من أثر إنستغرام على الصحة الذهنية للأطفال (Getty)
+ الخط -

أعلنت "فيسبوك"، الاثنين، تجميد العمل في مشروعها لإطلاق نسخة من تطبيقها إنستغرام مخصصة للأطفال دون سن الثالثة عشرة، بعد الانتقادات التي طاولته حتى قبل إطلاقه بسبب المخاوف من أثره على الصحة الذهنية للأطفال. 

وأوضح رئيس إنستغرام آدم موسيري في رسالة عبر المدونة التابعة للشبكة أن فيسبوك تعتزم أخذ وقت أطول "من أجل العمل مع الأهل والخبراء وصنّاع القرار السياسيين لإظهار القيمة والحاجة إلى هذه الخدمة".

وجرى الترويج لتطبيق "إنستغرام كيدز" على أنه سيتطلب موافقة الوالدين للانضمام إليه، وسيكون خالياً من الدعاية ومتضمناً لمحتوى مناسب لهذه الفئة العمرية. لكن مشرعين أميركيين وجماعات حقوقية يحثّون عملاق التواصل الاجتماعي على إلغاء خطط إطلاق التطبيق، مشيرين إلى مخاوف تتعلق بالسلامة، بحسب "رويترز". وقال جوش جولين المدير التنفيذي لجماعة فيربلاي المعنية بالأطفال "لن نكفّ عن الضغط على فيسبوك إلى أن يلغي هذا الأمر نهائياً".

يأتي الإعلان في أعقاب سلسلة من المقالات السلبية التي نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" والتي ذكرت أن شركة "فيسبوك" كانت على دراية بأن استخدام بعض الفتيات المراهقات تطبيق "إنستغرام" أصابهن بالقلق ومشكلات تتعلق بالصحة العقلية. غير أن تطوير تطبيق "إنستغرام كيدز" للجمهور الأصغر سناً قوبل برد فعل سلبي فوري تقريباً وعلى نطاق واسع، بحسب "أسوشييتد برس". وكانت شركة "فيسبوك" قد أعلنت عن تطوير نسخة من تطبيق "إنستغرام " للأطفال في مارس/ آذار الماضي، وقالت آنذاك إنها "تستكشف تجربة يتحكم فيها الوالدان".

وأكدت الشبكة أنها لا تزال مقتنعة بالفائدة من تطوير نسخة مخصصة للمستخدمين الصغار، قائلة إن "الأطفال باتوا يملكون هواتف في أعمار أصغر، ويكذبون بشأن عمرهم ويحمّلون تطبيقات موجهة للأشخاص في سن الثالثة عشرة وما فوق". لكنها قالت إنها تفضّل أخذ الوقت اللازم لشرح موقفها في مواجهة الانتقادات التي تدعو فيسبوك إلى التخلي عن المشروع.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

وكان المدعون العامون في 44 ولاية قد وجّهوا في أيار/ مايو رسالة إلى مؤسس المجموعة الأميركية العملاقة تحدثوا فيها عن عمليات بحث تظهر ارتباطاً بين استخدام الشبكات الاجتماعية و"ارتفاع الأسى النفسي والسلوكيات الانتحارية لدى الشباب".
وبحسب "فرانس برس"، تطرق هؤلاء في الرسالة خصوصاً إلى الأذى اللاحق بالمستخدمين الصغار جراء المقارنة المستمرة التي يجرونها بأقرانهم، بما يشمل الاضطرابات الغذائية (كفقدان الشهية أو الشره المرضي)، إضافة إلى أخطار المضايقات الإلكترونية من مراهقين آخرين أو من مجرمين بالغين. وأشارت المجموعة في رسالتها إلى تزايد التنمر عبر الإنترنت، والضعف المحتمل أمام المحتالين عبر الإنترنت، وما أطلقوا عليه "سجلاً غير مستقر" لفيسبوك، في حماية الأطفال على منصات التطبيق.

وأكدت فيسبوك أن تعليق تطوير تطبيق "إنستغرام كيدز" لا يعني أنها "تقر بأن المشروع فكرة سيئة". وتكمن الفكرة في إطلاق نسخة للأشخاص بين سن العاشرة والثانية عشرة تختلف عن النسخة الأصلية للمستخدمين الأكبر سناً، تكون خالية من الإعلانات وتتضمن مضامين ملائمة كما تتطلب الاستحصال على إذن الأهل.

وتابع موسيري "الواقع هو أن الأطفال يستخدمون الإنترنت بالفعل ونرى أن تطوير تجارب ملائمة لهذه الفئة العمرية تكون مصممة لهم خصيصاً أفضل بكثير للآباء مما نحن عليه اليوم".

وبانتظار استئناف نشاطات تطوير نسخة الأطفال، قالت الشبكة الاجتماعية إنها ترغب في الاستمرار باستحداث أدوات جديدة "تسمح للأهل بالإِشراف على حسابات أطفالهم" على إنستغرام.

وتعتزم المجموعة الإعلان عن سلسلة خصائص جديدة في الأشهر المقبلة. وهي كشفت أخيراً جملة تدابير لتعزيز حماية المستخدمين القصّر، بما يشمل جعل حساباتهم خاصة بصورة تلقائية.

واجهت "فيسبوك" انتقادات مماثلة في عام 2017 عندما أطلق تطبيق "ماسينجر كيدز"، الذي تم الترويج له كطريقة تمكن الأطفال من الدردشة مع أفراد الأسرة والأصدقاء الذين يوافق الآباء على قبول طلبات صداقتهم.

المساهمون