ينتشر في وسائل الإعلام والمواقع الروسية فيلم دعائي يصور الألمان وكأنهم متجهون نحو العيش في نظام ديكتاتوري. ونُسِب الشريط إلى حزب البديل لأجل ألمانيا اليميني المتطرف الذي تبرأ منه سريعاً، رغم أنه ينتقد دعم البلاد لأوكرانيا.
ولا يتجاوز طول الفيديو الدقيقة الواحدة والثانيتين، وبُثَّ مترجَماً إلى الروسية، وجرى تداوله على نطاق واسع في روسيا، ويُظهر جنوداً ألماناً يقتحمون منزل أسرة ألمانية تشاهد على التلفاز خطاباً للمستشار أولاف شولتز.
ويزعم الشريط إجبار العائلة على عبادة الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، كما كان يسري في الفترة النازية وفي ظل الأنظمة المستبدة. يحاصر المقتحمون، من مرتدي الزي العسكري الألماني، الأسرة في غرفة المعيشة، ويصادرون كل ما تملك من أغراض ثمينة ومدخرات. ويحمل جندي منهم على ملابسه عبارة "مساعدة من أجل سيلينسكي" (كما كتبها معدو الشريط عمداً). يعلّقون على الحائط، بعد إفراغ البيت من مقتنياته، صورة الرئيس الأوكراني، ويجبرون الأسرة على ترداد شعار "هايل زيلينسكي"، في استعادة للتحية النازية.
في نهاية الفيديو القصير، تقف العائلة في غرفة المعيشة الفارغة، وتظهر الجملتان التاليتان: "هل منزلك في (جغرافية) ناتو؟ اقبل إذاً حلف شمال الأطلسي في منزلك"، ثم تظهر أحرف ملطخة بالدماء، لتعلن أن ألمانيا قد تبرعت بأكثر من 22 مليار يورو لأوكرانيا منذ بداية عام 2022.
وسائل إعلام ألمانية مختلفة سألت حزب البديل لأجل ألمانيا المتشدد عمّا إذا كان مصدر الفيديو، كما زعمت المواقع الروسية، فأنكر ذلك تماماً.
وكانت شبكة راديو ليبرتي قد أثارت الشكوك سابقاً حول الفيديو، وذهبت إلى تحديد وجوه الممثلين والأطفال الظاهرين فيه، لتكشف أنهم مواطنون في روسيا.
ووفقاً لموقع ميدوزا الإخباري، أنتجت المقطع سابقاً قناة آر تي الحكومية.
وكانت دويتشه فيله الألمانية قد أثارت الانتباه إلى الشريط الخميس، وتمكّنت عبر خبراء من الجزم بأنّ من غير المحتمل أبداً أن يكون حزب البديل لأجل ألمانيا قد أنتجه.
وأشارت الخبيرة في التضليل الإعلامي ليا فروهورث، لـ"دويتشه فيله"، إلى أن "الفيديو ينقل رسالتين شائعتين في الدعاية الروسية: الأولى أن أوكرانيا يحكمها النازيون، والثانية أن ألمانيا تلحق الضرر بسكانها من خلال دعمها لأوكرانيا".
وفي روسيا تُعَد مقاطع الفيديو الساخرة من حلف شمال الأطلسي ودعمه لأوكرانيا أمراً شائعاً. وكان شريط دعائي قد انتشر منذ مدة يسخر من البرد في أوروبا، تضمّن العنصر النسائي من بوابة التسليع، وعرضهن كباحثات عن ملذات ودفء ليس إلا. وقال الراوي في الفيلم إن "الوقت قد حان للانتقال إلى روسيا، لأن الشتاء مقبل".