فنانو باكستان يهاجمون تبرير رئيس الوزراء للاغتصاب

29 يونيو 2021
طالب الكثير من الفنانين رئيس وزراء باكستان بالتوقف عن لوم الضحايا (عامر قريشي/فرانس برس)
+ الخط -

أثارت تصريحات رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، بشأن لباس المرأة، الذكورية والتبريريّة للاغتصاب، والتي مفادها بأن "اللباس غير المحتشم للنساء يثير الرجال ويؤدي إلى وقوع قضايا الاعتداء الجنسية والتحرش"، الكثير من ردود الفعل الغاضبة. وأعربت الشرائح المختلفة في البلاد عن خيبة أملها إزاء تصريحات خان، على رأسها الفنانون والنجوم ومشاهير البلاد. 

وعلى الرغم من ردود أفعال غاضبة، إلا أن الحكومة الباكستانية تلتزم صمتاً مطبقاً حتى اللحظة حيال القضية، ما أثار غضب الشارع الباكستاني أكثر، إذ كان الجميع يتوقعون أن يقدم مكتب رئيس الوزراء أو أي مسؤول في الحكومة توضيحات لما قاله خان بهذا الشأن.

وكانت الزوجة السابقة لرئيس الوزراء خان، جائمة غولد سمته (بريطانية الجنسية)، في طليعة من انتقد تصريحات خان ونشرت جائمة تغريدة سابقة لها بهذه المناسبة على حسابها بـ"تويتر"، وقالت إن المشكلة الأساسية ليست في لباس المرأة، مؤكدة أنها كانت قبل عام في السعودية، وهناك تعرضت امرأة محجبة منقبة لعملية التحرش من قبل شاب، ما يعني أن المشكلة ليست في لباس المرأة، لأنّ تلك المرأة كانت محجبة، لكنها تعرضت لعملية التحرش.

بينما أكدت الممثلة في المسرحيات الباكستانية ماريه واسطي أن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أساء إلى نصف المجتمع الباكستاني الذي تشكله المرأة الباكستانية بتصريحاته الأخيرة. وقالت واسطي، وهي ضيفة في برنامج "جشن كركت" في قناة "جيو" المحلية الباكستانية في الـ 23 من الشهر الجاري، إن رئيس الوزراء الباكستاني قال جملة واحدة، ولكنه أساء فيها إلى نصف المجتمع الباكستاني، مؤكداً أن اللوم على المرأة عندما تتعرض لعمليات التحرش لأنها لبست لباس كذا وكذا.

وقالت واسطي إن الشخص إذا قال شيئاً معيناً للمرة الأولى يمكن أن يُعذَر على ذلك، غير أنه عندما يتكرر تلك التصريحات مرة تلو الأخرى، كما يفعل رئيس الوزراء خان بخصوص شخصية المرأة، فإن هذا يشير إلى أنه جزء من سياساته وهو أمر مؤسف للغاية، مؤكدة أن مسألة تعرض المرأة للتحرش معضلة عالمية، ومن غير الصواب أن يقتصر الأمر على لباس المرأة، والقول إنها تتعرض للتحرش لأن لباسها غير محتشم.

النساء والأطفال يتعرضون بشكل يومي في باكستان للتحرش

وطلبت الممثلة الباكستانية الشهيرة صنم سعيد، في تغريدة لها على "تويتر"، من مستشارة رئيس الوزراء الباكستاني السابقة الدكتورة شيرين مزاري، وهي القيادية في الحزب الحاكم، أن تساعد رئيس الوزراء في هذا المجال، وتعطيه مشورات لازمة، لأن النساء والأطفال يتعرضون بشكل يومي في باكستان لعملية الاعتداء الجنسي والتحرش، فهل يحصل كل تلك بسبب اللباس غير المناسب؟! مؤكدة أن على مزاري أن تعطي مشورات لرئيس الوزراء كي لا يدلي بمثل هذه التصريحات.

وتقول المغنية الباكستانية الشهيرة سارا رضا خان، لـ"العربي الجديد"، إن المشكلة الأساسية ليست في لباس المرأة، ولكن في تفكير بعض الناس. وفي كثير من الأحيان، في المناطق النائية الباكستانية، تتعرض النساء للاعتداء الجنسي وعمليات التحرش. ومعروف أن النساء يلبسن الحجاب في تلك المناطق، بل حتّى الأطفال يتعرضون لعمليات الاغتصاب والاعتداء، ما يشير إلى أن المسألة الأساسية هي مسألة تفكير وليست مشكلة ملابس.

وتضيف رضا خان أن على جميع شرائح المجتمع أن تلعب دورها بهذا الخصوص، وتحديداً السياسيين وعلماء الدين والزعامات القبلية، لأن الجهود الحثيثة والمنسقة هي التي ستقضي على عمليات الاغتصاب والتحرش، وليس التغير في الملابس. وليس النساء وحدهنّ، بل حتى الرجال أعربوا عن خيبة أملهم وأسفهم الشديد حيال ما قاله عمران خان.

ويقول المحامي والناشط الاجتماعي، جبران ناصر، في تغريدة له، إن على رئيس الوزراء الباكستاني أن يتوقف عن إعطاء البراءة للضالعين في قضايا التحرش وعمليات الاغتصاب، كما إن عليه أن يتوقف عن توجيه الاعتراضات والتهم إلى الضحايا، ويشير الناشط إلى ما قاله رئيس الوزراء عمران خان.

وفي ذات السياق، يقول الممثل الباكستاني عثمان مختار إن عملية الاغتصاب والتحرش هي جريمة بغض النظر عن الأسباب وراءها، مؤكداً أن الإنسان يقوم بارتكاب تلك الجناية لأنه مجرم، لا لأن المرأة لبست لباساً خاصاً، وموضحاً أن ما قاله رئيس الوزراء كأن نقول إن شخصاً قام بارتكاب جريمة قتل شخص لأن البندقية كانت في متناوله أو قريبة منه. إنه ارتكب الجناية لأنه مجرم، لا لأن البندقية كان في متناوله. كذلك يقول مختار إن على رئيس الوزراء الباكستاني أن يتوقف عن إلقاء اللوم على الضحايا وتقديم المبررات للجناة.

وكان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان قد أكد في تصريحات له الأسبوع الماضي أن ثقافة المجتمع تفرض على المرأة لباساً معيناً، وإنها إن لم تلتزم بذلك اللباس قد يؤدي ذلك إلى وقوع اعتداءات جنسية، مطالباً المرأة بأن تلتزم بملابس معينة لأن الرجال ليسوا روبوتات، واللباس غير المحتشم للنساء يؤدي إلى إثارتهم.

المساهمون