غالية شاكر تغني وتؤكد: الحجاب ليس عقبة

07 سبتمبر 2024
تحصد أغانيها ملايين المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي (جوزيبي كاساتشي/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **غالية شاكر: رائدة في الموسيقى البديلة للمحجبات**
بدأت غالية مسيرتها في الموسيقى البديلة في سن الحادية والعشرين، وتأمل أن تكون قد ألهمت الفتيات المحجبات لتحقيق أحلامهن، مستلهمة من المغنية الأردنية نداء شرارة.

- **نشأة موسيقية ودعم عائلي**
نشأت في الإمارات وتعلمت العزف على القيثارة والبيانو والدرامز والدربوكة بنفسها. أصدرت أول أغنية لها عام 2018، ولم يشكل الحجاب عقبة في مسيرتها الفنية.

- **طموحات عالمية وتفاعل جماهيري**
تتفاعل مع مئات الآلاف من المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي، وتغني باللغات العربية والإنجليزية والتركية والأرمنية والفارسية، مما يساعدها في تحقيق حلمها بالوصول إلى العالمية.

في أحد استوديوهات دبي، تضبط المغنية السورية غالية شاكر التي تحصد أغانيها ملايين المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي أوتار قيثارتها، وتأمل في أن تكون مهّدت الطريق أمام محجّبات أخريات لدخول المجال الفني.

اختارت الشابة المحجّبة فئة الموسيقى البديلة عندما كانت في الحادية والعشرين، لتخوض غمار تجربة فنية غير مألوفة على الساحة العربية، إذ نادرات هنّ الفنانات المحجّبات اللواتي سطع نجمهنّ.

في مقابلة مع وكالة فرانس برس، تقول غالية شاكر (26 عاماً): "أتمنى أن أكون قد مهّدت الطريق لأخريات. إنه لأمر جميل جداً أن تعرفي أنكِ غيرتِ فكرة أو أعطيتِ دفعاً إلى بنت لديها الكثير من الأحلام وغير قادرة على تحقيقها لأنها لم ترَ يوماً بنتاً أخرى فعلت الأمر نفسه".

وأثناء تدرّبها في الاستوديو، راحت شاكر التي ارتدت حجاباً رمادياً تعزف على البيانو وتؤدي أغاني من تأليفها وتلحينها. وروت كيف ألهمتْها المغنية الأردنية المحجّبة نداء شرارة التي فازت بلقب "أحلى صوت" في النسخة العربية من برنامج "ذا فويس" عام 2015. وأكدت أن ما أذهلها آنذاك هو "ثقتها بنفسها... وقلت في نفسي أنا أيضاً بإمكاني فعل ذلك".

وُلد حلم الغناء من رحم منزل جعلها تعشق الموسيقى. فقد نشأت غالية شاكر في منطقة العين في الإمارات العربية المتحدة، حيث كان والدها يستمع كثيراً إلى أم كلثوم وفيروز، فيما كانت والدتها تفضل الموسيقى الغربية على غرار إلفيس بريسلي. وأوضحت أن "هذا الخليط في البيت كان دائماً أمراً ثرياً... كأنني تشبعت بالموسيقى من الغرب ومن الشرق".

ونتيجة تمضية وقت طويل منذ صغرها لاكتشاف آلات موسيقية كان يجلبها لها والدها بدلاً من الألعاب، تعلّمت غالية شاكر بنفسها العزف على القيثارة والبيانو والدرامز والدربوكة. وأكدت أنها تستخدم الآلات الأربع اليوم، لكنّها أقرّت بأن الدربوكة هي "الأقرب إلى قلبي، لأنني كثيراً ما كنت أعزفها مع والدي الذي يحبها كثيراً وهي أساس الإيقاع الشرقي".

غالية شاكر: الحجاب ليس عقبة

عندما أنهت غالية شاكر دراساتها في الإعلام لم ترغب في البحث عن وظيفة كسائر زملائها، إنما أصدرت عام 2018 أول أغنية لها باللغة الإنكليزية، وكانت من تأليفها وتلحينها. وسرعان ما توالت طلبات بثّها من جانب إذاعات دبي. لكنها راهناً تغني غالباً باللغة العربية، في حين تشهد الساحة الفنية العربية بروز مواهب شابة تقدم أنغاماً مستجدة تشمل مزيجاً من أنماط آر أند بي والإلكترو-بوب والهيب هوب والجاز.

لم يشكل الحجاب يوماً عقبة في مسيرتها الفنية. وقالت الشابة ذات العينين الخضراوين: "ليست مسألة حجاب أو لا، هي مسألة عادات وتقاليد ومعتقدات... ليس الأمر متعلقاً بما أرتديه، فالموضوع داخلي، إما أفعله أو لا".

ولطالما كانت مسألة غناء النساء موضع جدل في المجتمعات الإسلامية المحافظة، غير أن التاريخ الإسلامي شهد ظهور مغنيات كثيرات.

ولفتت غالية شاكر إلى أن عائلتها الصغيرة دعمتها منذ بداية مسيرتها، لكن والدتها كانت "تخاف عليّ، لأنه كان لديها نظرة معينة للمجال الفني بأنه متعب ومؤذ". أما العائلة الكبيرة في سورية فكان لديها "استغراب كبير في البداية، لكنه نابع أيضاً من الخوف من المجال أو من ردة فعل" الناس على كونها محجّبة. وقالت: "ليس لدي أي شيء أرغب في أن أفعله ولم أفعله لأنني محجبة".

بعيداً عن التأليف والتلحين والغناء والتوزيع الموسيقي، فإن غالية شاكر راكبة دراجة نارية محترفة تذهب في نزهات جماعية في دبي برفقة نحو 75 امرأة أخرى، كثيرات منهن محجّبات، وفق قولها.

وأكدت أنها تتلقى "الكثير من التعليقات السلبية على مواقع التواصل ومن العائلة ومن الأصدقاء"، مشيرة إلى أنها "تزعجني بطبيعة الحال، لكن أحاول أن أتذكر التعليقات الإيجابية ومدى حبّ الناس لموسيقاي".

غالية شاكر تحلم بالعالمية

تتشارك غالية شاكر مع مئات آلاف المتابعين على شبكات التواصل بعضاً من يومياتها وتدريباتها وكواليس حفلاتها التي ازدادت وتيرتها أخيراً في الدول العربية. وحصدت واحدة من أولى أغانيها بعنوان "عبالي"، الصادرة عام 2019، 34 مليون مشاهدة على منصّة يوتيوب، في حين حصلت "إلك وبس"، الصادرة عام 2022، على 18 مليون مشاهدة.

في عرض لها في بيروت الشهر الماضي، سارت بين الجمهور وهي تؤدي إحدى أغانيها وتعانق بعضاً من الحاضرين الذين راحوا يلتقطون صوراً معها.

إضافة إلى التأليف والغناء باللغتين العربية والإنكليزية، تغني أحياناً بالتركية والأرمنية والفارسية، وقد يساعدها ذلك في تحقيق حلمها في الوصول إلى العالمية. وقالت: "يهمّني جداً أن تكون موسيقاي عالية في أوروبا، وفي أميركا، وفي أستراليا، وفي كل العالم، ربما أيضاً في أميركا اللاتينية"، مضيفة أنها تطمح إلى "التعاون مع الكثير من الفنانين من بلاد مختلفة". وأكدت أنه "حان الوقت لأن يعرف العالم الغربي مدى جمال موسيقانا".

(فرانس برس)

المساهمون