عودة مروان بابلو... كيف كانت الغابة؟

11 مارس 2021
بابلو في رسم لعبدُه كريم (تويتر)
+ الخط -

عاد مروان بابلو. الخبر وحده يستحق الاحتفال، رغم أن متابعي مشهد الراب المصري كانوا على يقين أنه سيتراجع عن اعتزاله الذين أعلنه فجأة في مارس/آذار عام 2020.

رغم جملته الشهيرة قبل عام، حين قال إنه حالياً يتوب لربه وسيترك الغناء، كان واضحاً أن المغني الشاب بات عاجزاً عن تحمّل الضغوط الكبيرة التي كان يتعرض لها من أهله وأصدقائه وزملائه والجمهور.  ضغط نفسي بدا كبيراً على شاب في مقتبل عمره (1996). لكن سنة واحدة كانت الفترة التي صمد فيها مروان بابلو في اعتكافه، مخلياً خلالها الساحة لمنافسيه، أي ويجز وأبيوسف ومروان موسى.

وتماماً كاعتزاله، رافق عودته تشويق كبير: البداية كانت بعرض جزء صغير من فيديو كليب أغنيته "الغابة"، ثمّ سرّب العمل قبل يوم من صدوره الرسمي. كل ذلك زاد من الانتظار والترقب.

خبر عودة مروان بابلو كان كافياً وحده لنجاح "غابة". ومع صدور الفيديو كليب، تأكد هذا النجاح بالأرقام؛ إذ حصد في أقل من أسبوعين تسعة ملايين مشاهدة عبر منصة "يوتيوب". نجاح آخر حققته الأغنية، وهو إسكات المشهد المفتعل للـ"خناقة" بين مغني الراب التي اندلعت قبل صدورها بأسبوع، حين بدأ تبادل الهجوم بين ويجز ومروان موسى، ليدخل على الخط بعدها أبيوسف وعفروتو.

الفيديو كليب بسيط، وصُوّر في مبنى قيد الإنشاء وعربية نقل وصحراء شاسعة. وأعاد فيه المخرج سليم الصادق تمثيل مشهد من فيلم "أرض الخوف" (1999، من بطولة أحمد زكي وإخراج داود عبد السيد). ورأى كثيرون أن محاكاة مشهد القتل هذا دلالة على قطع العلاقة مع صديق بابلو، المنتج الموسيقي لأعماله السابقة مولوتوف، فيما اعتبره آخرون دلالة على وفاة شخصية بابلو القديمة وولادة شخصيته الجديدة.

ظهر مروان بابلو في اللقطة الأخيرة للكليب واقفاً على عربة متهالكة ومتحركاً مع الموسيقى الراقصة التي أصبحت مختلفة وأقوى وأسرع عن كل ما سبق في الأغنية، وخلفه تراقصت الألعاب النارية والصواريخ المضيئة، لتكتمل حالة الكليب في إعلان ملكيّ لعودة المغني الشاب إلى الساحة، قائلاً "وفي قلب الوحل... لازم تلاقي الميزة... بقينا عايشين كأننا جوة غابة".

إيقاعات الأغنية لطيفة وقريبة من المستمع، لكنها لم تحتمل الطاقة التي ترافق عادة غناء مروان بابلو، ما جعل كثيرين يتساءلون عما كان سيكون حالها لو كان مولوتوف هو المنتج الموسيقي، كما جرت العادة في أغاني مروان بابلو قبل الاعتزال.

أما كلمات الأغنية فأكدت كل ما سبق، أي أن العمل الجديد جاء ليضع حداً لصراعات ساحة الراب، معلناً عودة "الملك" كما يلقبه جمهوره: "‏السلام عليكم اظهر يا مختفي... كلامكو كله مثير للشفقة... أول ما جيت حلت البركة". وفي المقطع الثالث، يؤكد مروان بابلو أنه من أهم مغني الراب في مصر "كبرنا فهمنا... خسرنا وكسبنا... دايماً حاضرين... مهما غيبنا".

تلك بداية المقطع الثالث والأخير، ومروان بابلو يظهر في الكليب واقفاً على مقطورة تتحرك على جسر، وحوله أحبال كثيرة، وكأنه في قبضة عنكبوت ويحاول الفرار والخلاص. وفي نهاية الأغنية، يصل مروان بابلو للخلاصة، لنشعر أنها كتبت لتلخص فترة الاعتزال: "صاحبي الدنيا دي... مبتنصرش البريء... عشان البشر جم... وسنوا القوانين".

المساهمون