أصدر نجم الغناء المغربي عصام كمال أخيراً أول أعماله باللغة الفرنسيّة، تحت عنوان Casa- Paris، وهو عمل مشترك مع الفنانة الفرنسية، أليس كات ديزاينر Alice Cat Designer. يعتبر كمال هذا العمل خطوة مهمة من أجل الوصول إلى العالميّة، خصوصاً أنّ الأغنية تبث على إذاعات محلية فرنسية ودولية، وحققت أعداد استماع كبيرة على راديو RTS الفرنسي.
"العربي الجديد" التقت كمال الذي يقيم بين باريس والدار البيضاء، للحديث عن أعماله وطموحاته.
كيف بدأت رحلتك في عالم الغناء؟
بدأت رحلتي في عالم الموسيقى منذ الصغر، لأني كبرت في عائلة تهتم بالموسيقى وتمتلك أذناً منفتحة على جميع الألوان الموسيقيّة، سواء المغربية الشرقية أو الغربية الأوروبية. أخي الذي يكبرني سناً يجيد العزف على البيانو والغيتار، وهذا أثّر فيّ. أوّل آلة موسيقيّة لي كانت الدربكة، وبعدها بدأتُ أجرّب العزف على الغيتار الذي كان لأخي، وحينها اكتشفت موهبتي في العزف وميلي إلى الموسيقى. ساعدني أخي في التعلم، وكنت أتعلم بسرعة. الغناء جاء بعد احترافي في عالم الموسيقى، إذ كان عمري 15 سنة لما أسست مع بعض الأصدقاء مجموعة موسيقية أطلقنا عليها تسمية "مازاكان"، وهي الآن فرقة موسيقيّة تقدم عروضاً حيّة.
يمكن القول إن "مازاكان" كانت نقطة البداية لي كعازف غيتار ضمن مجموعة. عام 2004، كنا في مهرجان البوليفارد، وكان المغني الرئيسي في الفرقة غائباً، ما دفع بأعضاء المجموعة إلى اختيار مغن بديل في الحفل. تم اختياري، وتلك كانت أول لحظة لي على المنصة كمغن أمام الملايين، وهناك استطعت أن أكسر حاجز القلق والارتباط والخجل من الصعود إلى الخشبة ومواجهة الجمهور. كان أدائي ناجحاً، ولقي تجاوباً كبيراً من الجمهور.
ما المشاكل التي واجهتك في بداية احترافك؟
العراقيل كثيرة، منها مثلاً تلك النفسية. لم يكن سهلاً بالنسبة لي إحقاق توازن بين الموسيقى والغناء. ولأني بدأت مشواري كموسيقي، كان صعباً جداً علي، بل كان تحدياً، تقديم عمل يجمع ما بين الموسيقى والعزف والغناء، خصوصاً أني كنتُ أتعلم الغناء وحدي من غير مدرسة غنائيّة أو مدرس موسيقي خاص. ولكني استطعت تحقيق التوازن المطلوب. ثمّة عراقيل وصعوبات تقنية، كقلة الآلات وصعوبة شرائها وغياب الإمكانات الماديّة. ولكن وجدنا دعماً وتشجيعاً من الناس المحبين لهذا الفن.
ما طموحاتك بعد تحقيق هذا النجاح؟
لدي طموحات كثيرة، على رأسها تطوير الفن المغربي والموسيقى المغربية، وتقديمها في أحلى حلة كي تحقق شهرة عالمية أكثر. كما أنّ استقراري في فرنسا دفعني إلى الاشتغال على مشاريع فنية كبيرة مع فنانين فرنسيين، بهدف التعريف بالفن المغربي على أكبر نطاق.
كيف ترى انتشار الأغنية المغربية أخيراً؟
عرفت الموسيقى المغربية في السنوات الأخيرة تقدماً سريعاً وانتشاراً واسعًا حول العالم، لكن أخيرًا، وبسبب أزمة كورونا، تراجعت هذه الوتيرة. أتمنى أن ترجع الأغنية المغربية إلى الوتيرة التي كانت عليها قبل أزمة كورونا.
كيف تصف اللون الموسيقي الذي كان سبباً في شهرتك؟
النمط الموسيقي قمنا باختراعه في مجموعة "مازاكان" التي كانت نقطة بدايتي. أطلقنا على هذا النمط اسم "الشعبي غروف" وهو عبارة عن مزيج من التراث المغربي الشعبي. وحاولنا أن نقوم بمزجه مع مجموعة من الألوان الموسيقية الأخرى، كالفن الغرناطي مثلاً. اللون الغنائي الثاني هو ببساطة الأغنية المغربية العصرية الحديثة التي توزّع عالمياً، وتبث في جميع القنوات المحلية والدولية، وتسمعه فئات وجنسيات من كافة أنحاء العالم.
هل هنالك أعمال جديدة لك قريباً؟
الجديد هو العودة إلى مجموعة "مازاكان" التي كان نقطة بداياتي كما قلت سابقاً. سأصدر أغنية عنوانها "تالاين"، وهي مزيج بين الأغنية الشعبية وفن العيطة والحس العصري ولمسة من الروك. كما أنّي أجهز لألبوم كامل باللغة الفرنسية، يحتوي على لمحات من الثقافة المغربية والثقافة الأفريقية. منذ الصغر، أحلم بإصدار ألبوم باللغة الفرنسية، وأنا الآن في مراحله النهائية وستصدر كل أغانيه في هذا الصيف. سنقوم أيضاً بجولات فنية كثيرة مع مجموعة "مازاكان" وستكون في المغرب وخارج المغرب، وخصوصًا في فرنسا، وسنعلن عن تاريخها على منصات التواصل.
ما هي أقرب أغنية إلى قلبك؟
أغنية "نور عيني" التي صدرت في عيد الحب عام 2020، وكانت هذه أول أغنية حب عاطفية لي طوال مسيرتي الفنية المتواضعة. أشعر بهذه الأغنية كثيراً، وهي فعلاً أقرب أغنية إلى قلبي.