اختارت الشابة الفلسطينية نور الكتناني تعلم حرفة الخياطة، ملتحقة بدار "خليل وآية للأزياء"، وهي أول دار متخصصة في مجال تعليم تصميم الأزياء، وخياطة الملابس بمختلف أصنافها في غزة.
والكتناني من بين عشرات الخريجين في هذه الدار الذين اكتسبوا حرفة الخياطة خياراً مهنياً بديلاً من الخيار الجامعي التقليدي، في ضوء الواقع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه القطاع المحاصر منذ عام 2006.
وتوفر الدار التي افتتحها خليل خضير وآية عيد تعليم الخياطة على مرحلتين. في المرحلة الأولى التأسيسية التي تراوح مدتها ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، يتعرف الملتحق بالأساسيات الخاصة بتصميم الملابس، قبل أن ينتقل في المرحلة الثانية إلى الاحتراف، ومدتها أكثر من 5 أسابيع.
وتقول الكتناني لـ "العربي الجديد" إن هناك فارقاً كبيراً على صعيد المهارة التي اكتسبتها حينما انضمت والمستوى الذي وصلت إليه أخيراً، إذ لم تكن تعرف أية تفاصيل متعلقة بالخياطة، فيما وصلت إلى مرحلة تستطيع تنفيذ أزياء بشكل منفرد.
وتطمح الشابة الفلسطينية إلى أن تفتح داراً للأزياء متخصصة خلال الفترة المقبلة، تستطيع من خلالها الوصول إلى العالمية ونقل الذوق الفلسطيني في مجال الملابس والأزياء، بما يعزز الحضور الفلسطيني في شتى المجالات.
في الأثناء، يقول خليل خضير إن فكرة تدشين هذه الدار راودته منذ بداية عام 2000، حيث تعلم مهارة الخياطة في الأردن عام 1996 بدرجة الدبلوم، ودشن عدة مشاريع كان ختامها افتتاح هذه الدار المتخصصة في مجال خياطة الأزياء.
ويضيف لـ "العربي الجديد" أنه حرص على أن تكون هذه الدار متخصصة فقط في مجال الأزياء، من أجل إكساب الملتحقين بها المهارات اللازمة لصناعة الأزياء وتوفير التدريب العملي الكامل للمتدربين بما يحقق الفائدة.
ويقدّر عدد الملتحقين بالدار التي انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول 2021 بسبعين فرداً من مختلف المراحل العمرية، إذ تنوعوا بين الشبان والشابات وكبار السن والسيدات.
وتحمّل خضير مع شريكته في الدار آية عيد مبلغ 15 ألف دولار أميركي بهدف توفير كامل الأدوات والمعدات اللازمة للطلبة الملتحقين بهذه الدورات، من آلات الخياطة التي استورداها من الخارج، إضافة إلى المعدات واللوازم الأخرى.
ويأمل خضير أن يساعد العشرات على توفير مصدر دخل لهم من خلال حرفة الخياطة، في ظل تردي الأوضاع المعيشية، وبحث الكثير من الشبان عن الهجرة، بسبب ضغط الحالة السيئة في القطاع بفعل الظروف الصعبة.
أما شريكته في الدار آية، فتقول إنها قررت أن تنقل تجربتها في مجال الخياطة إلى الراغبين في تعلمها في القطاع، بعد أن حصلت على شهادة الدبلوم فيها قبل أعوام، وخاضت مهارة التعلم الإلكتروني في مصر ضمن مجال تصميم الأزياء.
وتوضح عيد لـ "العربي الجديد" أن الدار تركز على البعد المجتمعي الهادف إلى نشر هذه الحرفة، مع تقدير الظروف المعيشية والاقتصادية للملتحقين بالبرامج التدريبة، سواء عبر تسهيل دفع الرسوم أو تقديم خصومات كبيرة عليها.
وتشير إلى أنّ الهدف الذي تسعى الدار لتحقيقه على المدى القريب، أن تكون هناك منتجات في الأسواق من إنتاج الدار وطلبتها، إلى جانب الانفتاح على دور أزياء عالمية لتبادل الخبرات والعمل معهم ونقل التجربة الفلسطينية في هذا المجال.