عائلة موسيقية من إحدى حارات كربلاء تعزف للسلام

18 أكتوبر 2021
كاظم الشويلي وأبناؤه في استوديو خاص أنشأه بمنزله (العربي الجديد)
+ الخط -

تضم مدينة كربلاء العراقية، المعروفة بتنوعها الثقافي وإرثها التاريخي، مواهب فنية يقول مختصون إن ضعف الاهتمام الحكومي يحول دون بروزها، لذا تبقى حبيسة المحيط الضيق داخل المدينة ذاتها، أو حتى الحي الصغير.

في إحدى حارات كربلاء العتيقة، استطاع معلم الموسيقى كاظم الشويلي (48 عاماً) تأسيس فرقته الموسيقية الخاصة داخل منزله من أولاده فقط، بتعليم كل واحد منهم العزف على آلة معينة.

ونجح الأبناء في العزف قبل أن يتحول الأب إلى مرحلة تأسيس استوديو في إحدى غرف منزله، مجهز بمعدات موسيقية مختلفة من ماله الخاص.

وقال الشويلي إن ما دفعه لذلك حبه للموسيقى، ساعياً إلى نشر ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتقديم أمسيات موسيقية عديدة في مناطق عديدة من العراق، كما أقام أنشطة داخل المدارس للطلاب ضمن مبادراته في هذا الإطار.

آداب وفنون
التحديثات الحية

وأضاف لـ"العربي الجديد": "أحاول عبر الموسيقى إشاعة الجمال والسلام، وهي اللغة الوحيدة التي لا تحتاج إلى مترجم".

حول الشويلي بيته إلى مكان لصناعة الموسيقى عبر أولاده، الذين تخصصوا في الكمان والعود والبيانو والغيتار.

وتمنى رب العائلة لو كان له أولاد آخرون لتعليمهم العزف على آلات أخرى، حتى يصبحوا فرقة موسيقية كبيرة تساهم في تقليل التعصب في العراق، على حد قوله.

عائلة موسيقية من إحدى حارات كربلاء- العربي الجديد

وفي مدن تحظى بأهمية دينية كبيرة مثل كربلاء، عادة لا تصادف فرقة موسيقية أو غنائية مثل تلك الموجودة في مدن أخرى بالعراق، بسبب المكانة الدينية للمدينة التي تستقبل سنوياً ملايين الزائرين من مختلف دول العالم، فضلاً عن مدن العراق المختلفة، وهو ما يجعل تجربة الشويلي مميزة.

وبين الشويلي أنه يواصل تحقيق حلمه الذي يعيشه منذ الطفولة، وكان يريد أن يكون مطرباً لامتلاكه الخامة الصوتية الجيدة بالإضافة إلى موهبة التلحين والعزف على العود، التي صقلها على أيدي كبار الملحنين العراقيين.

وكان دخوله قسم التربية الفنية في معهد المعلمين العالي الخطوة الأهم في حياته، فتعلم الموسيقى بشكل علمي، بما فيها المقامات، فكان تحدياً للشويلي أن يكون معلماً وموسيقياً، وأن يبقى في كربلاء أيضاً، المدينة ذات الطابع الديني.

ووفقاً له، فإن الكثير من الموسيقيين والمطربين في كربلاء غادروها إلى العاصمة بغداد، كونها توفر مجالاً أكثر للشهرة ولممارسة العمل بحرية وجمع الأموال، إلا أنه أصر على البقاء في مدينته التي يحب.

عائلة موسيقية من إحدى حارات كربلاء- العربي الجديد

وتحدث عن معاناته وتحديات ممارسة هوايته واصفاً إياها بأنها "صراع مع الزمن"، مبيناً أنه كان يجمع المال من راتبه الشهري في سلك التعليم، من أجل شراء الأجهزة والآلات الموسيقية لتشكيل فرقته.

وتابع "اليوم تحقق حلمي وكونت فرقة موسيقية تتكون من ولدي الكبير كاميران، الذي يعزف على آلة الغيتار وأحمد ويوسف على آلة الكمان، ومهند، أصغر إخوته، يعزف على آلة البيانو.

رغم صعوبة الحياة لا زلنا نتمسك بالامل المنشود ونقدم كل ما يسعدكم احبتي النهر الخالد رائعة محمد عبد الوهاب المقطع الموسيقي الاول والاخير مع ولدي حبيبي على الكمان يوسف والذي اظهر مستوى جميل وكل الفضل يعود لاستاذه رحيم رباط واخي الحبيب استاذ غازي على الرق جلسة طربية عفوية

Posted by ‎كاظم الشويلي‎ on Sunday, 4 July 2021

وأعرب الشويلي عن السعادة لتمكنه من تلحين أربع أغان للمتظاهرين العراقيين خلال الاحتجاجات، التي تفجرت في الربع الأخير من عام 2019 واستمرت لأكثر من 14 شهراً، مطالبة بالإصلاح وإنهاء الفساد والمحاصصة الطائفية، ومنها الأغنية التي لاقت شهرة واسعة في العراق وهي "لا تراجع لا استسلام"، كما سجل أغاني معروفة من التراث العربي والعراقي.

وتزين الاستوديو الخاص في منزله صور لأبرز الناشطين الذين انخرطوا في احتجاجات جوبهت بحملة قمع كبيرة، وأسفرت عن مقتل نحو 800 متظاهر وجرح أكثر من 27 ألفاً آخرين.

المساهمون