صحيح أن المرحلة الحالية فرضت تغييرات لافتة في عالم الموضة. لكن بحسب الخبير في تنسيق المظهر، إيلي مسلم، طوال السنوات الـ15 الأخيرة لم تكن هناك صيحات جديدة في الموضة بكل ما للكلمة من معنى، بل إن الصيحات الموجودة تتكرر، وهي مستوحاة من الستينيات والسبعينيات والثمانينات.
يضيف إيلي مسلم: "نلاحظ أخيراً وكأن كل شيء يبدو رائجاً، وما أدى إلى ذلك أن كلاً منا يرغب بالتغيير في إطلالات متجددة يومياً وبأساليب مختلفة. وبالتالي يستدعي ذلك حكماً من دور الأزياء التوسّع في صيحات أكثر شمولية تقدّمها، لإرضاء مختلف الأذواق والمتطلبات لأكبر عدد من الزبائن في الموضة العصرية".
وبالنسبة إلى المبيعات عبر شبكة الإنترنت التي اتجهت إليها العلامات التجارية الكبرى في ظل الجائحة، والتي تظهر تنوعاً كبيراً في الصيحات، فلا تشكل، مع تلك التي تباع اليوم في المتاجر، أكثر من نصف ما كان يباع في السنوات السابقة. فمن الطبيعي أن يؤثر ذلك أيضاً على الموضة وعلى صانعيها.
ويلاحظ مسلم أن دور الأزياء حرصت على تقديم ألوان فاتحة ربما للربيع والصيف، لكنها ليست صاخبة، بل هي أكثر هدوءاً مقارنةً بما كنا نشهده سابقاً، لأن المرحلة الحالية تتطلب ذلك مع قلة النشاطات والتجمعات الكبرى التي كانت تقام. ففي العمل ترتدي المرأة ألواناً أكثر هدوءاً وإن كانت فاتحة كالباستيل.
حتى إن الجائحة انعكست أيضاً على القصات الأكثر رواجاً. فثمة اتجاه ضمن صيحات الربيع والصيف إلى القصات المريحة والواسعة لاعتبارها عملية أكثر، وتشعر من ترتديها بمزيد من الارتياح. وبالتالي لا تبدو القصات الضيقة رائجة، وهذا يؤكد إلى أي مدى كان لانتشار الوباء تأثير على صيحات الموضة.
وتميل العلامات ودور الأزياء إلى تقديم صيحات متنوعة أكثر شمولية بألوان مختلفة بالفعل، لكن يبدو ضروريًا هذه الأيام أنّ الفرد، سواء كان رجلاً أو امرأة، هو من يقوم باختيار الصيحة الخاصة به التي تناسبه من حيث اللون أو الأسلوب أو القصة، بما يعكس شخصيته. يؤكد مسلّم أنه بهذه الطريقة تبدو الإطلالة أكثر تميزاً فتكون متناغمة مع طبيعة الشخص، في أي مناسبة كانت وبما يليق بها أيضاً.
يقول: "لم تعد العلامات هي التي تطلق الصيحات، بل إن كل فرد يبتكر الصيحة الخاصة به التي تكمّل شخصيته وأسلوبه، فيكون أكثر تميزاً في إطلالاته من النواحي كافة".
كما جرت العادة، من الصيحات التي تستمر أيضاً في هذا الموسم، ألوان الباستيل الهادئ التي تلائم مختلف السحنات، وتتوافر بتدرجات مختلفة ومنها لون الخزامى ولون الأخضر الهادئ. وهي عملية ويمكن اختيارها لأي مناسبة في هذه المرحلة التي تبدو الحياة فيها أكثر هدوءاً أيضاً.
وفي فصل الشتاء الماضي، برزت موضة الحقائب الصفراء بشكل واضح، فكانت من أبرز الصيحات التي شهدناها. وها هو يستمر في موسم الربيع مع الحقائب التي تضفي على الإطلالة المزيد من الحيوية، علماً أنه تتوافر منها العديد من التدرجات التي تلائم مختلف الأذواق.
كما أنَّ اختيار الإكسسوارات الزرقاء في الطلة هو بذاته اتجاه إلى لفت الأنظار لأسلوب متميز. قد تعتمدين إطلالة بلون موحّد، وهو أفضل ما يمكن أن تختاريه، فتضيفين إليها هذه الإكسسوارات الزرقاء التي تحدث كل الفرق. والأهم أن تتعدد الاختيارات يجب أن يكون لتنويع لامتناهي.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
