استمرّ الوجود الأميركي في أفغانستان 20 عاماً، قبل أن تعود حركة "طالبان" للحكم مع نهايته. وانسحب آخر جندي أميركي من كابول، ليل أمس الإثنين، بعد إتمام عمليات إجلاء الأميركيين والأفغان المعرضين للخطر، بالرغم من عدم التمكن من إجلاء عدد كافٍ.
وفي الأيام الماضية، ساد التوتر في كابول بعد سيطرة حركة طالبان عليها، ضمن سيطرتها على البلاد. وكانت الدول الأجنبية تقوم بعمليات إجلاء لرعاياها والأفغان المتعاونين معهم، أو المعرضين للخطر، لكنّ إجراءاتها أثارت جدلاً واسعاً، كونها اعتُبرت تخلياً عن الأفغان وتسليماً لهم لطالبان. هذا عدا عما حصل في المطار نفسه، من اكتظاظٍ للأفغان الذين حاولوا الهرب، في مشاهد قاسية وصلت من هناك أظهرت تمسّك كثيرين بالطائرات أملاً بالهروب، إلا أنّهم سقطوا منها عندما أقلعت.
ونشرت القيادة المركزية الأميركية صورةً للواء في الجيش الأميركي كريس دوناهيو، وهو قائد الفرقة المجوقلة الـ 82، والذي يعتبر آخر عنصر من القوات الأميركية يغادر أفغانستان. وقالت إنّه "بمغادرته تم استكمال المهمة الأميركية لإجلاء المواطنين الأميركيين، والأفغان من حاملي تأشيرة الهجرة الخاصة، بالإضافة الى الأفغان المعرضين للخطر".
صورة لـ اللواء في الجيش الأميركي "كريس دوناهيو"، قائد الفرقة المجوقلة الـ 82، والذي يعتبر اخر عنصر من القوات الأميركية يغادر أفغانستان. وبمغادرته تم استكمال المهمة الأميركية (لإجلاء المواطنين الأميركيين، والأفغان من حاملي تأشيرة الهجرة الخاصة، بالإضافة الى الأفغان المعرضين للخطر) pic.twitter.com/6xIddGuoiw
— U.S. Central Command (@CENTCOMArabic) August 30, 2021
وبدأ الغزو الأميركي لأفغانستان بذريعة القضاء على الجماعات الإرهابية التي نفذت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، أي قبل عشرين عاماً.
وسيطرت طالبان على أفغانستان في 14 أغسطس/ آب الجاري بعد أن سقطت العاصمة كابل في أيدي الحركة دون قتال.
مصيرٌ مجهول وتوتر ومخاوف تسود حول مستقبل أفغانستان وشعبها، لكنّ هذه الصورة تبقى تاريخيّة، إذ إنها تُعلن نهاية 20 عاماً من الوجود العسكري الأميركي والغربي في البلاد، منهيةً أيضاً أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة.