- إدارة الصحيفة تسعى لتلافي الأزمة بالبحث عن مستثمرين جدد، وقد أبلغت العاملين بتوقف دفع الأجور وعرضت عليهم العمل التطوعي، في محاولة لإنقاذ الصحيفة من الإغلاق الكلي.
- "نداء الوطن"، التي أعيد إطلاقها بدافع سياسي وتبنت خطاً مؤيداً لحزب القوات اللبنانية، تواجه ضغوطاً اقتصادية في ظل تدهور الأوضاع المالية للمؤسسات الإعلامية في لبنان وندرة فرص العمل في الصحافة المكتوبة.
بعد قرابة خمسة أعوام على إطلاق عددها الأوّل تواجه صحيفة نداء الوطن اللبنانية احتمالية التوقف عن الصدور، نتيجة أزمة مالية تسعى إدارة المؤسسة لتلافيها، عبر العثور على مستثمرين ومموّلين جدد.
وذكرت تقارير إخبارية محلية خلال الأسبوع الماضي أن الصحيفة التي أعاد رجل الأعمال الراحل ميشال مكتف إصدارها عام 2019، تعاني من مشاكل مالية، بعد أن أبلغ ورثة مكتف إدارتها بعدم قدرتهم على الاستمرار في تمويلها.
وفي حين لم يصدر أي تصريح رسمي عن إدارة "نداء الوطن" أو المسؤولين عنها، قال مصدر من داخل الصحيفة لـ"العربي الجديد" إنّ الإدارة أبلغت العاملين بأنّها ستتوقف عن دفع الأجور بنهاية شهر مارس/ آذار الحالي، بالتزامن مع توقيف الإصدار الورقي للصحيفة.
وأضاف المصدر أنّ الإدارة عرضت على الراغبين من صحافييها ومحرريها الاستمرار بالعمل بشكل تطوعي في الموقع خلال إبريل/ نيسان المقبل، في ظل محاولاتها إيجاد مستثمرين جدد، من الممكن أن ينقذوا الصحيفة من خطر الإغلاق الكلي في بداية مايو/ أيّار المقبل.
وكان رجل الأعمال الراحل ميشال مكتّف قد أعاد إصدار "نداء الوطن" في يوليو/ تموز 2019، بعد قرابة عقدين على توقفها عن الصدور في عام 2000، وتولى رئاسة تحريرها الصحافي بشارة شربل، وضمّ فريقها صحافيين عملوا في مؤسسات إعلامية محلية سبق أن توقفت عن الصدور، ومنها صحيفتا السفير والمستقبل.
وأثار إطلاق الصحيفة، آنذاك، تساؤلات عن الأسباب التي دفعت مكتّف إلى الاستثمار في الصحافة الورقية التي تعاني في لبنان، خصوصاً مع توقف معظم الصحف المحلية المطبوعة عن الصدور في الفترة نفسها. لكن الدافع في الغالب كان سياسياً لا استثمارياً، خصوصاً أن الصحيفة تبنّت خطاً مؤيداً لحزب القوات اللبنانية، برئاسة سمير جعجع، ومراعياً للإمارات والسعودية، في وجه صحيفة الأخبار، التابعة لخط حزب الله السياسي.
وفيما تتناقل تقارير محلية معلومات وشائعات عن جهود تبذلها "القوات اللبنانية" لدعم استمرارية الجريدة وإيجاد ممولين يحافظون على استمراريتها، يعيش العاملون فيها ضغوطاً اقتصادية صعبة، خصوصاً مع ندرة فرصة العمل في الصحافة المكتوبة، وتدهور الأوضاع المالية للمؤسسات الصحافية والإعلامية اللبنانية خلال السنوات الأخيرة.