شارلوت لو بون: بالإخراج السينمائي أصنع ما أرغب في مشاهدته

03 يناير 2023
شارلوت لو بون: الأهمّ أنْ يشعر المُشاهد بجديدٍ على الشاشة (لو بونوا/فرانس برس)
+ الخط -

فنانة تشكيلية وممثلة، شاركت في "إيف سان لوران" (2014) لجليل لسْبِر و"يوم الباستيل" (2016) لجيمس واتكنس، وآخر فيلمٍ لها كممثلة، أنجزته ميمي كايف عام 2022، بعنوان Fresh؛ وأيضاً عارضة أزياء، اكتشفها الجمهوران الفرنسي والبلجيكي بكونها "ملكة جمال الطقس" في "كانال بلوس" عام 2010، أصبحت شارلوت لو بون (مواليد مونتريال، 1986) مخرجة سينمائية، قدّمت أول روائي طويل لها بعنوان "بحيرة الصقر" (2022)، بعد 4 أعوام على تحقيقها روائياً قصيراً، Judith Hotel (كتبت السيناريو له أيضاً).
صيف أحد الأيام، يُدعى باستيان (جوزف انغل)، ابن الأعوام الـ13، مع عائلته، لتمضية الإجازة على ضفاف بحيرة في كيبيك، عند لويز (كارين غونتييه ـ ايندمان)، صديقة والدته فيوليت (مونيا شُكري). يلتقي كلوي (ساره مونبوتي)، 16 عاماً، ويتقاسم معها غرفتها. على حافة البحيرة، شبابٌ يستحضرون أسطورةَ طفلٍ مات غرقاً، وشبحه يُطارد البحيرة. باستيان سيكون الوحيد الذي يرفض السباحة فيها، لأنه يخاف المياه، وكاد يغرق صغيراً. لكنّ "غرامَه" بكلوي سيدفعه إلى اختبار السباحة، والاستحمام في تلك البحيرة.
إطلاق العروض التجارية لـ"بحيرة الصقر" في صالات بلجيكية متفرّقة، قبل أيام، دافعٌ إلى احتفاء صحافي/إعلامي بشارلوت لو بون، الموصوفة بأنّها "فنانة متعدّدة الاهتمامات، تتطوّر من عالمٍ إلى آخر بأسرع من ظلّها"، كما أنّ "لديها طريقة مُبهجة في التحدّث، والإلقاء الدقيق والسريع". اختيارها الإخراج السينمائي نابعٌ من مزيج أسبابٍ عدّة، بدءاً من رغبتها القديمة في "سرد حكايات عبر الصُور"، وهذا تحريضٌ لها على دراسة الفنون البصرية، التي تستمرّ في الاشتغال فيها (الفنون البصرية) إلى الآن. بالنسبة إليها، يُشكِّل الرسم والتشكيل وكتابة السيناريو والإخراج معاً جزءاً من العالم نفسه: "إذاً، هذا ساكنٌ فيّ بطريقة لاواعية".
غير أنّ أبرز سببٍ يتمثّل بتوقها إلى الخروج من شرنقةٍ، يضعها فيها مخرجون/مخرجات عديدون. تقول إنّها ممثلةٌ في أفلامٍ كثيرة، في الأعوام الـ10 الأخيرة، ما يجعلها تواجه، في حالات عدّة، أنماطاً مختلفة في الإخراج: "في مناسبات عدّة، أشعرُ بخيبة أمل وإحباط بكوني ممثلة، خاصة مع وضعهم إياي في إطار واحد، وإزاء واقع أنّهم غير قادرين على مُشاهدتي في أدوارٍ تُثير إعجابي". لهذا، تُقرّر لو بون أنْ تكتب أدواراً لنساء ترغب في تأديتها، وأنْ تصنع سينما تريد أنْ تشاهدها.
يرى نقّاد وصحافيون سينمائيون أنّ "بحيرة الصقر" ينتمي إلى نوعٍ سينمائي يُعرف بـ"الانتقال من الطفولة أو المراهقة إلى مرحلة النُضج". هذا النوع (Coming-Of-Age) "يروي لحظة أو لحظات أساسية من النموّ الذاتي/الحياتي لشخصيةٍ أو أكثر، في الانتقال من الطفولة/المراهقة إلى مرحلة البلوغ"، كما في مقالةٍ للكندية أودري بي. أم. منشورة في Urbania (موقع إلكتروني تابع لمجموعة إعلامية بالاسم نفسه، مقرّها مونتريال). تُضيف بي. أم. أنّ القصّة المنوي سردها تكون مُضحكة أحياناً، ومأساوية أحياناً أخرى، عندما يبدأ الناس، بوحشية في أوقاتٍ عدّة، ترك البراءة التي تحمي الصِبا/المراهقة، للدخول في عالمٍ مجهول، ومجرَّد من المعالم/الإشارات" (7 أغسطس/آب 2020).

"بحيرة الصقر" يندرج في الإطار نفسه، لكنْ "بشكل غير تقليدي"، كما تسأل البلجيكية غايل موري (MAD، ملحق أسبوعي يصدر كل أربعاء عن الصحيفة اليومية البلجيكية "لو سوار"): "في الواقع، أنا غير هاويةٍ هذا النوع من الأفلام"، تُجيب لو بون (28 ديسمبر/كانون الأول 2022). تُضيف أنّ هذا النوع غير مُثير لاهتمامها: "فور عثوري على لون النصّ/الفيلم، مهمّ جداً بالنسبة إليّ إنشاء نبرة الفيلم منذ البداية". تقول أيضاً إنّ هذا كلّه يعني "مشاهدة تلك البطاقة البريدية الجميلة، مع شيءٍ من جمال خارقٍ ومُلطِّف، ثم شيءٍ ما مرتبط بالهوس والقرف بقوّة". والأهمّ لها أنْ يقول المُشاهد لنفسه إنّه لن يُشاهد بالضرورة ما ينتظر أنْ يُشاهده".

المساهمون