مجدداً، نحن أمام سباق محموم على مجموعة من الأعمال الدرامية العربية، بعضها يُجهَّز للمنافسة في موسم رمضان 2023، وبعضها الآخر يتجه إلى الإنتاج الموازي، ويعتمد على عدد الحلقات التي سيتجاوز بعضها 90 حلقة. في تركيا، العمل جار على مجموعة من الإنتاجات العربية التي اتخذ قرار بشأنها من قبل مجموعة إم بي سي، وشركات إنتاجية تابعة لها.
خصصت لهذه الأعمال ملايين الدولارات كميزانية إنتاجية. ليست آخرها إعادة تصوير مسلسل "حب للإيجار" التركي الذي يستنسخ حاليا إلى العربية مع مجموعة لا بأس بها من الممثلين ومنهم شكران مرتجى وطلال الجردي، على أن يبدأ التصوير في نهاية سبتمبر/ أيلول المقبل.
تحاول شركات الإنتاج الدفع نحو استقطاب مجموعة من الأسماء التي ترى فيها قبولاً عند الجمهور، وذلك بهدف استثمارها بطريقة يغلب فيها موافقة أو حضور الممثل أو الممثلة للدور. الإغراء الوحيد الذي يدفع الممثل إلى المشاركة في مثل هذا النوع من الأعمال هو البدل المالي، وكلفة الإقامة والسفر التي يقضيها الممثلون في تركيا. إذ إنَّ بعضها يمتد لنحو ستة أشهر متواصلة مع مخصصات أو بدل لتذاكر السفر لبعض الممثلين في حال استجد ما يقتضي سفرهم وعودتهم لمتابعة التصوير.
يبلغ معدل أجرة الممثلين نحو 75 ألف دولار أميركي، خلال مدة الإقامة والعمل في إسطنبول، وبعض العقود تصل إلى 150 ألف دولار لممثلي الصف الأول. في الجهة المقابلة، تعمل شركات الإنتاج اللبنانية على استثمار آخر مع مجموعة من الممثلين، أبرزهم من سورية. قبل عقد، وقعت شركة صادق الصبّاح اتفاقيّة مع الممثّل السوري تيم حسن. في الشكل العقد الموقَع يحْصر إنتاج أعمال تيم حسن بشركة واحدة، أو يتفق ودياً مع شركة الصباح في حال اختار حسن العمل مع شركة إنتاج أخرى بالتراضي.
حقق حضور تيم حسن في العمل الدرامي المشترك "الهيبة" أعلى نسبة مشاهدة في العالم العربي. قُدِّم المسلسل في خمسة أجزاء، فيما تستعد الشركة لإطلاق فيلم سينمائي يحمل اسم وفكرة المسلسل نفسه قريباُ، وهو أيضاً من بطولة تيم حسن وفريق عمل مسلسل "الهيبة".
كل ذلك يضع الإنتاج العربي على قاعدة واحدة تضمن استمراره، وتقوم على تعريف واحد هو استقطاب الوجوه الجماهيرية الأكثر طلباً أو تفاعلاً من قبل المشاهد. في الجعبة عشرات الإنتاجات الذي تقرر تنفيذها وبعضها دخل مرحلة التصوير الفعلي، إذ تقوم على استقطاب الوجوه الأكثر حضوراً في الدراما العربية. لنجد قصي خولي حاضراً في أربعة أعمال درامية في أقل من سنتين، وكذلك زميله عابد فهد في ثلاثة أعمال خلال عام واحد. كما يحضر باسل خياط في مسلسلين في أقل من عام. وكذلك سلافة معمار التي منحت نفسها إجازة من الدراما السورية ولجأت إلى بيروت للعمل في الدراما المشتركة. وعلى الرغم من حضور معمار وجمهورها الكبير، أخفقت سلاف في أول بطولة لها في مسلسل "عالحدّ" من إخراج ليال راجحة. واستتبعت فشلها في مسلسل "بيروت 303" من إخراج إيلي السمعان الذي أظهر الهوة بين إقناع الممثل بلعب دور من دون إدراك لكيفية حياكة القصة ورسم السيناريو وتنفيذ الإخراج، ما يحمل الجميع مسؤولية سقوط أو فشل المسلسل.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
