تزدحم الأعمال التي تطلّ من خلالها الممثلة والإعلامية اللبنانية ريتا حرب حالياً على الشاشة، سواء على صعيد تقديم برامج المنوعات التلفزيونية عبر "شرّفتونا"، أو على صعيد الأعمال الدرامية، بعدما شاركت في مجموعة من المسلسلات اللبنانية والعربية التي تنوّعت ما بين الكوميديا الخفيفة والدراما، وآخرها مسلسلات "من الآخر" و"جمهورية نون" و"عروس بيروت".
وتؤكد ريتا حرب، في حوار خاص لـ"العربي الجديد"، أن "مسيرتَي الإعلام والتمثيل تسيران بشكل متوازٍ وغير متعارضٍ بالنسبة إلي". وإذ ترى أن "لكل مجال منهما خصوصيته وأصوله المهنية"، إلا أنها تعترف بأن التمثيل "يسمح لي بعيش شخصيات مختلفة ومتنوعة قد لا تشبهني إطلاقاً، ما يخرجني من روتين الحياة اليومية ويضفي إليها نوعاً من شعور المغامرة، لا سيما إذا أحببت الدور. وأنا أساساً لا أخوض في أي عمل تمثيلي جديد إذا لم يستفزّني الدور ويشدني إليه".
أما على صعيد تقديم البرامج، فتؤكّد حرب، التي تتنوّع محطات مسيرتها الإعلامية وتتخطّى الـ18 عاماً في تقديم برنامج "عيون بيروت" وحده، أن "التقديم هو أنا. أطل فيه بشخصيتي ومعرفتي وأدواتي الخاصة. وهو يتطلّب جهداً كبيراً لمواكبة كل جديد وتحديث المادة الإعلامية التي نقدّمها للمشاهد".
وتشير إلى أن برنامج "شرّفتونا" الذي تقدمه حالياً، تتولى أيضاً إعداده، وهو ما يتطلب جهداً ووقتاً. في المقابل، "هو عمل يعطي الكثير من الرضا والاكتفاء الذاتي، لا سيّما حين تضم الحلقة محتوى جديراً بالمشاهدة، ويكون الضيف مرتاحاً".
برنامج "شرّفتونا" يعرض على شاشة "قناة اليوم"، وهو حواري ترفيهي عن كل ما يخص المرأة والأسرة العربية.
التمثيل يسمح لي بعيش شخصيات مختلفة ومتنوعة قد لا تشبهني إطلاقاً
وحرب، التي أطلّت أخيراً بدور الإعلامية المتسلّطة "مايا"، في مسلسل "من الآخر" (كتابة إياد أبو الشامات وإخراج شارل شلالا)، تعترف بأن الشخصية جذبتها منذ القراءة الأولى للسيناريو، لأنها "حقيقية جداً". وتصف مشاهدها ومواجهتها لبطلة العمل ريتا حايك بالقول إن الأخيرة "غالباً ما حلّت ضيفةً على برامجي واستمتعت بمحاورتها، لكنها المرة الأولى التي نجتمع فيها كممثلتين في مسلسل واحد، وقد فرحت بهذا التعاون الأول، ووجدت الأمر لافتاً أن كلتينا تحملان اسم ريتا".
وتعرب عن سعادتها بالثناء الذي حصدته عن أدائها في "من الآخر"، رغم أن السياق الدرامي له يجعلها مكروهة، بما أنها تعاكس البطلة وتنصب لها المكائد. وتؤكّد أن "كواليس التصوير كانت عكس ما رأيتموه على الشاشة تماماً، فعلى الرغم من العداوة بين الشخصيات التي أؤديها أنا وريتا حايك وبديع أبو شقرا، إلا أننا على الصعيد الشخصي أصدقاء، وكان جو العمل ودياً ومتناغماً".
وعن وجود نماذج مثل شخصية "مايا" في مجال الإعلام الذي يعتبر من أكثر المجالات تنافسية، تقول إن "(مايا) ليست موجودة فقط في الإعلام، فالمنافسة غير الشريفة موجودة أينما كان، ولكنها في الإعلام تستحوذ على اهتمام أكبر، لأن الشخصيات المعنية تكون تحت الضوء. وهي تحاكي الطبيعة البشرية التي تميل إلى الدفاع عن نفسها متى شعرت أن شخصاً يهدد مكتسباتها ويريد أن يأخذ مكانها. لكن البعض يضع حدوداً لردود فعله، والبعض الآخر لا مشكلة لديه في الأذية ولا يحكّم عقله أو ضميره".
وتفصح حرب التي تلعب حالياً دور البطولة في مسلسل "جمهورية نون" الرومانسي الكوميدي (كتابة كريستين بطرس وإخراج جيسيكا طحطوح) أن "الكوميديا قريبة من شخصيتي، وأنا بطبعي أحب المزاح، ولي أسلوبي الطريف أحياناً في التعليق على الأمور، وأعتقد أن الآن هو الوقت المثالي لعرض أعمال كوميدية، فالناس بحاجة ماسة للترفيه عن أنفسهم في ظلّ كل الظروف الضاغطة في حياتهم اليومية".
لا أحبّ استجداء الضحك، والنص المتقن أساس الكوميديا الناجحة
وتردف: "لكن النص المتقن هو الشرط الأساسي بنظري لنجاح أي عمل كوميدي، فلا يكون هناك استجداء للضحكة بل تكون الكوميديا بالدرجة الأولى هي كوميديا الموقف، وهذا ما ميّز نص الكاتبة كريستين بطرس في هذا المسلسل".
ولا تغيب المسحة الكوميدية الخفيفة كذلك عن دورها في مسلسل "عروس بيروت" (معالجة درامية طارق سويد، بطولة ظافر العابدين وكارمن بصيبص)، حيث تطلّ حالياً في الموسم الثاني من المسلسل لتجسد شخصية "سيرين"، العائدة من الولايات المتحدة الأميركية إلى بيروت، حاملةً معها شخصية امرأة متحرّرة ومستفزّة، ما يضعها في مواجهة الممثلة تقلا شمعون بشخصية "ليلى الضاهر" المتشبّثة بالتقاليد والحريصة عليها.
لا يمكن أن أرفض دوراً جيّداً فقط بسبب مساحته
ويعتبر هذا المسلسل التعاون الثالث الذي يجمع حرب بشمعون، بعدما اجتمعتا في مسلسلي "مراهقون" (إخراج سيف الدين سبيعي)، و"عشرة عبيد زغار" (إخراج إيلي حبيب). وتقول إن "هناك متعة كبيرة في العمل إلى جانب أي ممثل محترف ومخضرم، لأنه يعرف نصه جيداً ويلعب دوره بعمق وإتقان، ما يرفع من مستوى التناغم والأداء".
وحرب التي لعبت أدوار البطولة الأولى في أعمال عدّة آخرها مسلسلي "جمهورية نون" و"ضرب الرمل" الخليجيين تعترف بأن "البطولة بالطبع مهمة، لكنها ليست الوحيدة في حساباتي"، وتضيف "أرغب حالياً في لعب بطولات أكثر والمشاركة في أعمال عربية مشتركة، لكن لا يمكن أن أرفض دوراً جيّداً فقط بسبب مساحته، فالمهم أن يكون جديداً ومؤثّراً في سياق العمل، وهو ما حصل في مسلسلي (عروس بيروت) و(من الآخر)، اللذين شاركت فيهما كضيفة شرف، واستمتعت بتحدّي نفسي بشخصيات مختلفة لم أؤدِّ مثلها سابقاً".