تعرّض أحد المهندسين العاملين في مصنع تابع لشركة تسلا بالقرب من أوستن الأميركية لهجوم روبوت في عام 2021، وفقاً لتقرير عن الحادث قدّمه أحد المنظمين، وحدّثت تفاصيله صحيفة دايلي مايل البريطانية أمس الأربعاء.
ويُرجّح أن الشهود لاحظوا أن الروبوت في المصنع يعلّق المهندس ومخلبه على ظهره وذراعه، ما أحدث "أثراً من الدم" على أرضية المصنع، وفقاً لتقرير الإصابة لعام 2021 المقدم إلى مقاطعة ترافيس والسلطات التنظيمية الفيدرالية.
وبحسب ما أوردته الصحيفة، أقدم الروبوت على شلّ حركة المهندس وترك الضحية مصاباً "بجرح مفتوح" في يده اليسرى.
وصُمّم الروبوت للتعامل مع قطع غيار السيارات المصنوعة من الألومنيوم المصبوب حديثاً.
وتمكن المهندس من تحرير نفسه من روبوت التجميع بعد أن ضغط أحد زملائه على زر التوقف في حالات الطوارئ.
وبعد إطلاق سراحه، سقط المهندس على بعد بضع أقدام في منحدر مخصص لجمع خردة الألومنيوم، ما أدى إلى ترك أثر من الدماء.
وبحسب التقارير، قالت "تسلا" إن إصابات المهندس لم تتطلب منه أخذ إجازة من العمل.
وواجهت "تسلا" انتقادات بسبب تعاملها مع السلامة في مكان العمل والإبلاغ عن الحوادث. وفي المصنع حيث وقع الحادث، أظهرت البيانات ارتفاع معدل الإصابات مقارنة بالمتوسط في الميدان.
وعندما تعلّق الأمر بحالات الإصابات الشديدة في أثناء العمل، كانت النسبة واحداً من كل 26 عاملاً في مصنع تسلا، مقارنةً بواحد من كل 38 عاملاً في مصانع السيارات الكبرى الأخرى في الولايات المتحدة.
روبوت القتل والوظائف
تعيد حادثة مصنع "تسلا" النقاش بشأن مخاطر روبوت الذكاء الاصطناعي في حياة البشر، سواء تعلّق الأمر بتعويض البشر في أماكن العمل أو تعريضهم لخطر السلامة، أو حتى الموت.
أبرز مثال على قدرة الروبوت على القتل هو العدوان الإسرائيلي الجاري في قطاع غزة، في أثناء كتابة هذه السطور، حيث كشفت التحقيقات عن استهداف روبوتات إسرائيلية قاتلة مدنيين غزيين جرت عمليات تصفيتهم في مناطق مختلفة من القطاع المحاصر.
وتتوسع دولة الاحتلال في استخدام منظومات الذكاء الاصطناعي، التي لا تميز بين من وماذا تقتل، وتستخدمها أيضاً لفرض الرقابة والتضييق على الفلسطينيين.
في المقابل، للروبوتات وظائف إيجابية تساعد في تحسين حياتنا وجعل العالم مكاناً أفضل. ومع ذلك، يُنظر إلى هذه المهام كسبب للقلق من سرقة الوظائف.
وروبوت "تسلا" مثال على كيف يأخذ الروبوت وظيفة الإنسان في المصانع وأماكن العمل. ويتوقّع الخبراء أن يغيّر الذكاء الاصطناعي كل شيء بالنسبة إلى كثير من الوظائف، خصوصاً تلك التي يمكن أداؤها من أمام الكمبيوتر.
وبالإضافة إلى استحواذ الذكاء الاصطناعي على الوظائف، ستأخذ الشركة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي الحصة السوقية من الشركة التي لا تستخدمه.
كل هذا النقاش يفضي إلى توصيات من خبراء ومؤسسات تنظيمية بضرورة التعجيل بإخضاع روبوت الذكاء الاصطناعي لقوانين أكثر صرامة، حتى لا يتكرر مثل الحادث المحتمل في مصنع "تسلا".