أفادت وسائل إعلام إيرانية، الأربعاء، بأن المخرج والمنتج والكاتب الإيراني الشهير إبراهيم غولستان رحل، الثلاثاء، عن 101 عام في العاصمة البريطانية لندن، حيث يقيم منذ عقود.
ولد إبراهيم غولستان أو إبراهيم تقوي شيرازي كما كان اسمه الأول عام 1922 في مدينة شيراز (جنوبي إيران)، المعروفة بكونها مسقط رأس شعراء بارزين، أمثال حافظ الشيرازي وسعدي الشيرازي.
كان والده محمد تقي غولستان صحافياً يدير صحيفة "غولستان" قبل نحو قرن وممثلاً في المجلس التأسيسي الإيراني الذي نقل الحكم من السلالة القاجارية إلى السلالة البهلوية في البلاد عام 1925.
حصل المخرج إبراهيم غولستان عام 1961 على الميدالية البرونزية في مهرجان البندقية للأفلام القصيرة لإخراجه فيلم "حريق"، ليكون أول مخرج إيراني يحصل على جائزة دولية. وفيلم "حريق" أُنتج ضمن مجموعة وثائقيات "الآفاق" بين عامَي 1957 و1961، ويروي قصة السيطرة على أحد أكبر الحرائق الذي طاول آبار النفط في مدينة الأهواز الإيرانية الغنية بالنفط في جنوب غربي البلاد.
وينظر النقاد والسينمائيون الإيرانيون إلى غولستان كواحد من رواد سينما التنوير، إذ أسس وقاد مع المخرجين فرخ غفاري وفريدون رهنما تياراً جديداً في السينما الإيرانية عرفت بـ"الموجة الجديدة".
من أبرز أعمال المخرج الراحل فيلما "طين ومرآة" (1964)، و"أسرار كنز وادي جني" (1971)، كما أنتج "خانه سياه" (البيت الأسود/ 1962)، مع المخرجة والشاعرة الإيرانية المعروفة فروغ فروخ زاد (32 عاما)، التي توفيت في حادث مرور عام 1966، وراجت حينها شائعات عن وجود علاقة غرامية بينهما. أما أول روائي طويل له فكان "طين ومرآة"، ويرى قسم كبير من النقاد أنه باكورة الأفلام التنويرية وغير التقليدية في السينما الإيرانية.
لم يكن غولستان مجرد مخرج أو سينمائي، بل كان أديباً أيضاً، وقد ألف روايات وقصصاً متعددة، ونشر أولى روايته بعنوان "المسروقات".
بعد منع عرض فيلمه "أسرار كنز وادي جني" الناقد لسياسات الشاه، قبل ثورة عام 1979، قرر غولستان مغادرة إيران إلى الأبد والإقامة في بريطانيا من دون العودة إلى بلده، كما أنه منذ مغادرته إيران لم يعد يعمل في المجال الفني، لكن اسمه وإرثه السينمائي ظلا حاضرين في إيران حتى اليوم.
يشار إلى أن المخرج الإيراني المعروف ماني حقيقي هو حفيد إبراهيم غولستان.