شركات طيران تنظم رحلات "إلى لا مكان" في زمن كورونا

06 ديسمبر 2020
السفر يقلل مستويات التوتر (Getty)
+ الخط -

أقفلت جائحة فيروس كورونا الحدود بين الدول وأغلقت الأجواء أمام الرحلات الجوية، ما تسبب في وقف حال شركات الطيران، مهدداً إياها بالإفلاس، وهو ما حدا ببعضها إلى ابتكار شكل جديد من الخدمات.  

أبرز هذه الخدمات رحلات إلى "لا مكان" تتلخص فكرتها في عدم النزول في أي مطار، بل الاكتفاء بالتحليق في الأجواء والعودة بالمسافرين من حيث انطلقوا في الغالب. 

تنظم الخطوط التايلاندية رحلة لمشاهدة المعالم الدينية من أعلى. تستغرق الرحلة نحو ثلاث ساعات، وتحلق فوق حوالي 99 موقعاً بوذياً في جميع أنحاء البلاد. وتقلع الطائرة من بانكوك لتمر فوق أيوثايا، سوكوتاي، تشونبوري، وغيرها. ويسافر الركاب عبر 31 مقاطعة من أصل 77 مقاطعة في تايلاند، قبل العودة إلى العاصمة.

وتقلع رحلة كانتاس QF787 من سيدني وتحلق فوق العاصمة الأسترالية، كما تمر بخليج بايرون وغولد كوست والحاجز المرجاني العظيم وأولورو. ثم تكمل الرحلة بالوصول إلى نفس المكان الذي انطلقت منه بالضبط.

وفي سبتمبر/أيلول، أعلنت الخطوط الجوية السنغافورية منح العملاء فرصة للقيام بجولة في الطائرات، وتناول طعام شركات الطيران، ومقابلة الطيارين. حتى أن الأطفال لديهم خيار ارتداء الملابس ولعب دور المضيفين.

وتنقل شركة طيران تايوانية حوالي 120 راكباً على متن "رحلة إلى لا مكان" لمشاهدة جزيرة جيجو الكورية الجنوبية، قبل العودة مباشرة إلى الوطن.

وتقلع رحلة شركة "تايغرير تايوان" منخفضة التكلفة من مطار تايوان الدولي في تايبي وتتوجه إلى جيجو، وتحلق على ارتفاع منخفض لمنح الركاب فرصة لرؤية الجزيرة ثم العودة إلى تايوان.

وينقل موقع "إنسايدر" عن الأستاذ في جامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية الذي يدرس تقاطع علم النفس والسياحة، سيباستيان فيليب، أن "الرغبة الفطرية في الهروب" تساعد في دفع تجربة السفر، ومن المحتمل أن تؤدي عمليات الإغلاق في عصر الوباء إلى تكثيف هذه الرغبة.

والوجهة بالنسبة للعديد من المسافرين ليست دائماً أهم شيء. يقول فيليب "من تذهب معه يهم أكثر من المكان الذي تذهب إليه". 

ويتابع أن هناك مجموعة متزايدة من الأدلة على أن "السفر يؤدي إلى صحة أفضل"، بما في ذلك تقليل مستويات التوتر وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.

ونظراً لأن ظاهرة "رحلة إلى لا مكان" جديدة جداً، فمن الصعب معرفة ما إذا كانت تقدم نفس مزايا السفر العادي. يقول فيليب: "إنها تجربة".

المساهمون