آمال... دمية عملاقة لاجئة في رحلة من سورية إلى المملكة المتحدة

08 أكتوبر 2020
تحمل الدمية اسم آمال وتدعم جهات عدة المشروع الطموح (الفريق الثقافي لعمدة لندن/تويتر)
+ الخط -

ستسافر دمية عملاقة لفتاة لاجئة تبلغ من العمر تسع سنوات مسافة 4.971 ميلاً (8 آلاف كيلومتر) من الحدود التركية السورية عبر أوروبا إلى المملكة المتحدة، في ما يوصف بأنه أحد أكثر الأعمال الفنية العامة طموحاً على الإطلاق.

وتنطلق هذه الدمية التي يبلغ طولها 3.5 أمتار، وتمثل طفلة أطلق عليها اسم آمال، في مسيرة تقارب الخمسة آلاف ميل، من الحدود التركية السورية إلى المملكة المتحدة، مروراً باليونان وإيطاليا وسويسرا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا، بحثاً عن والدتها.

وتعرف رحلتها التي ستبدأ من إبريل/نيسان وتستمر إلى يوليو/تموز بمشروع "ذا ووك" The Walk الذي يتعاون في إنجازه فريق "غود تشانس Good Chance الذي أعاد سرد قصص اللاجئين في مخيم كاليه على خشبة المسرح في مشروع "ذا دجنغل" The Jungle، مع فريق دمى "وور هورس" War Horse.

ويقول المخرج ستيفن دالدري، الذي شارك في إخراج The Jungle، إن هذا المشروع سيكون "مهرجاناً متنقلاً للفن والأمل" والحدث الفني العام الأكثر طموحاً على الإطلاق. ويضيف أن "قصة آمال الصغيرة تتجاوز الحدود واللغة لتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الأطفال اللاجئون. وهي أيضاً شخصية تحمل الكثير من الأمل"، وذلك بحسب ما أوردته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

ويوضح المدير الفني للمشروع، أمير نزار الزعبي، أن الأحداث ستكون في الغالب في الهواء الطلق، وبالتالي فهي آمنة من جهة الاحتياط من مرض "كوفيد-19" الذي يسببه فيروس كورونا الجديد، وستكون هناك خطط مختلفة في المحطات التي ستمر بها الدمية.

ويرى الزعبي أن الغرض من المسيرة هو تسليط الضوء على إمكانات اللاجئين، وليس فقط على محنتهم الأليمة. ويلفت إلى أن اهتمام العالم اليوم يصب في مكان آخر، مما يجعل إعادة إشعال النقاش حول أزمة اللاجئين وتغيير السرد المحيط بها أكثر أهمية من أي وقت مضى، مؤكّداً أنّ اللاجئين يحتاجون إلى الطعام والبطانيات، لكنهم يحتاجون أيضاً إلى الكرامة وسماع صوتهم.

ومن المتوقّع أن ترحب بالصغيرة آمال أكثر من سبعين بلدة وقرية، من خلال أحداث فنية تتراوح بين إقامة حفلات في الشوارع الرئيسية وعروض في المدن. كذلك تصل الدمية، في يوليو/تموز، إلى مهرجان مانشستر الدولي، حيث ستكون المحور الأهم لهذا الحدث الواسع النطاق.

أمّا الأحداث فستكون مختلفة في كل مرحلة من مراحل الرحلة. في روما، على سبيل المثال، ستمشي آمال بين اللوحات المعروضة على المباني المحلية للمنازل التي تعرضت للقصف، وتعود للفنان السوري تمام عزام. وفي باريس، سيؤسَّس مخيم خارجي للاجئين.

وستدخل الدمية المملكة المتحدة عبر فولكستون (مدينة ساحلية على القناة الإنكليزية، جنوب شرقي إنكلترا)، وتحتفل بعيد ميلادها العاشر في لندن، قبل أن تشق طريقها إلى اختتام رحلتها في مانشستر.

وتدعم هذا المشروع العشرات من المنظمات البريطانية، بما في ذلك "المسرح الوطني" و"دار الأوبرا الملكية" و"مسرح سادلرز ويلز" وكاتدرائية كانتربري و"مهرجان شباك".

ويشارك أيضاً في إنشاء وبناء الصغيرة آمال، باسيل جونز وأدريان كوهلر، مؤسسا شركة Handspring Puppet، ومقرها كيب تاون. وفي هذا الشأن، يقول كوهلر، إنه طُلب منهم إنشاء دمية ذات تقنية منخفضة، لذا فقد توصلوا إلى فتاة تتحرك بشكل بسيط، ويديرها ثلاثة أشخاص، أحدهم من الداخل واثنان يحركان ذراعيها، فضلاً عن كمبيوتر صغير يشغل عينيها.

وقد تم إنشاء ثلاثة إصدارات من الصغيرة آمال، بجسمها المصنوع من قصب مصبوب، بينما صنع رأسها وذراعاها وساقاها من ألياف الكربون. وسيتناوب على تشغيلها فريق من نحو عشرة من مشغلي الدمى على مدار الرحلة.

المساهمون