دجاج كنتاكي وجبة عيد الميلاد في اليابان

25 ديسمبر 2022
تتضاعف مبيعات السلسلة في العيد (يوشي يامازاكي/Getty)
+ الخط -

يفضل شعب اليابان الاستمتاع بوجبة دجاج كنتاكي خلال مأدبة عشاء عيد الميلاد. وهي عادة سنوية درج عليها اليابانيون منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي. ووفقاً للأرقام الصادرة عن "كنتاكي اليابان"، حققت المطاعم أرباحاً بلغت 6.9 مليارات ين (نحو 63 مليون دولار أميركي) خلال الفترة الممتدة بين 20 و25 ديسمبر/ كانون الأول عام 2018.

وعادة ما يشهد "كي إف سي اليابان" أكثر فتراته ازدحاماً في 24 ديسمبر، حين يبيع ما يوازي 5 إلى 10 أضعاف ما يبيعه في الأيام العادية.

ويتدفّق السكان والسياح بأعداد هائلة على مطاعم كنتاكي، وتستقبلهم تماثيل بالحجم الطبيعي لمؤسس السلسلة، كولونيل ساندرز، بملابس بابا نويل.

بعد فترة من التقشّف التي عاشها اليابانيون في أعقاب الحرب العالمية الثانية خلال أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، بدأ الاقتصاد الياباني بالنمو. وفقاً لأستاذ الأنثروبولوجيا الاجتماعية في جامعة هارفارد، تيد بيستور، الذي درس الطعام والثقافة اليابانية خلال خمسين عاماً الماضية، فإن "قوة اليابان الاقتصادية بلغت أوجها حينها، وكان لدى الناس ما يكفي للانغماس في الثقافة الاستهلاكية للمرة الأولى".

وأضاف متحدثاً لشبكة سي أن أن: "نظراً لأنّ الولايات المتحدة شكّلت قوة ثقافية في ذلك الوقت، كان هناك اهتمام كبير بالأزياء الغربية، والأطعمة، والرحلات إلى الخارج".

وخلال هذه الفترة من العولمة السريعة، شهد قطاع الوجبات السريعة توسّعاً قفز 600 في المائة في اليابان بين عامي 1970 و1980. وشكّل مطعم دجاج كنتاكي جزءاً من هذا النمو، إذ افتتح أول متجر له في اليابان بمدينة ناغويا عام 1970.

وبحلول عام 1981، افتتحت سلسلة كنتاكي 324 متجراً، بأكثر من 30 متجراً سنوياً كمعدّل، وحققت ما يناهز 200 مليون دولار سنوياً. 

ولا يتجاوز المسيحيون في اليابان 1 في المائة، ويعتبر عيد الميلاد عطلة علمانية في البلاد، وفي السبعينيات، لم تكن هناك تقاليد خاصة بعيد الميلاد. 

وهكذا أطلقت الشركة حملتها التسويقية "كنتاكي لعيد الميلاد" عام 1974، وسرعان ما تبعها أول إصدار للوجبة العائلية "صندوق الاحتفال".

ويفيد موقع "كي إف سي" بأن الفكرة الأصلية للحملة جاءت عندما قال عميل أجنبي زار "كي إف سي اليابان" في طوكيو يوم عيد الميلاد: "لا يمكنني الحصول على الديك الرومي في اليابان، لذلك ليس لدي خيار سوى الاحتفال بعيد الميلاد بدجاج كنتاكي". وسمع أحد أعضاء فريق مبيعات اليابان للعلامة التجارية الملاحظة، واستخدمها مصدرَ إلهام لإطلاق حملة عيد الميلاد الأولى.

وبصرف النظر عن الروايات الأصلية المتضاربة، تمكنت "كي إف سي" من تحويلها إلى ظاهرة وطنية.

وبالطبع، لم تنجح حملة "كنتاكي لعيد الميلاد" من دون استثمار إعلاني كبير، لكن يمكن أن يُعزى كذلك أيضاً إلى توافق دجاج كنتاكي مع المعايير الثقافية الحالية. على سبيل المثال، قال بستور، لـ"سي أن أن"، إن وجبة كنتاكي تشبه طبقاً يابانياً تقليدياً شهيراً يسمى "كاراج"، يتكوّن من قطع صغيرة من اللحوم المقلية بالبقسماط مثل الدجاج أو السمك.

هذا وتقليد تقاسم "صندوق الاحتفال" الكبير من الدجاج المقلي وسلطة الملفوف يتناسب تماماً مع ثقافة الطعام اليابانية.

المساهمون