حيّ المينا... واجهة بحرية أخرى في الدوحة

21 يناير 2023
في الحيّ 150 شقة فندقية (معتصم الناصر)
+ الخط -

تحول حيّ المينا في قلب الدوحة، في أسابيع قليلة بعد افتتاحه، إلى مقصد سياحي وترفيهي، يشهد إقبال المواطنين والمقيمين، والسياح الذين يقدمون على متن السفن والبواخر العملاقة التي تتوقف في المرسى البحري لميناء الدوحة القديم. هذا الأخير، جرى تطويره ليتحول إلى وجهة سياحية جديدة ومرسى للبواخر السياحية، بعد تحويل عمليات الشحن إلى ميناء حمد، حيث كان تطوير المرسى البحري، ومن ثم حيّ المينا، أحد أهم المشاريع التي كُشف عنها قبل انطلاق بطولة كأس العالم قطر 2022.

بلغت تكاليف تطوير حيّ المينا، إلى جانب المرسى البحري، وفق أرقام رسمية، ملياري ريال قطري.

تحول هذا الحيّ إلى مرفأ دائم لاستقبال البواخر السياحيَّة، وأصبح بمقدوره استقبال باخرتين عملاقتين في آنٍ واحد. ومن المتوقع وصول أكثر من 50 باخرة سياحية، وما يقارب 200 ألف زائر خلال موسم الرحلات البحرية 2022/‏‏‏2023. بلغ إجمالي عدد الزوار القادمين على متن الرحلات البحرية 100,500 زائر خلال موسم 2022/2021، فيما تقدّر "قطر للسياحة" أن تجذب دولة قطر 500 ألف زائر، على متن البواخر السياحية، بحلول عام 2026.

وبموقعه الاستراتيجي، وقربه من سوق واقف الأكثر شهرة في المدينة، والمتاحف ومناطق الجذب السياحي، أصبح المرسى البحري لحيّ المينا، مقصداً لخطوط الرحلات البحرية السياحية العملاقة واليخوت الفاخرة، وواحدة من أكثر المناطق المرغوبة للرحلات البحرية السياحية خلال موسم الرحلات البحرية الشتوية في الخليج العربي.  

أمسى حيّ المينا أيضاً من أحدث الوجهات السياحية في قطر، إذ يمكن للمقيمين والزوار، على حد سواء، الاستمتاع بمجموعة متنوعة من المطاعم والمتاجر الموجودة فيه، إضافة إلى التنزّه بجانب البحر. أما بالنسبة إلى المسافرين الدوليين، فإن الميناء يحتل مكاناً مثالياً على مسافة قريبة من المعالم الشهيرة، بما في ذلك متحف قطر الوطني، وسوق واقف، ومشيرب قلب الدوحة، والكورنيش، ما يمكّن الزوار من الاستمتاع بالموسم الشتوي في العاصمة القطرية، وبالإطلالات البحرية الخلابة التي تميز المدينة.

وحيّ المينا الذي شُيِّد على مساحة تبلغ 800 ألف متر مربع استوحي جزء منه من حاويات الشحن البحري، والجزء الآخر من العمارة القطرية التي ظهرت بألوانٍ زاهية ولافتة، فصممت واجهات المباني من الأقواس المميزة للعمارة العربية النموذجية.

يحتوي الحيّ على محطة رئيسية للمسافرين، ومنطقة متعددة الاستخدامات فيها أكثر من 50 مقهى ومطعماً، وأكثر من 100 محل تجاري، مهتمة بالأنشطة البحرية، وكل ما يلزم لمزاولة الرياضات المائية. ويحتوي أيضاً على سوق سمك اسمه "الجبرة"، وممشى خشبي طبيعي، فضلاً عن 150 شقة فندقية، وفندق رئيسي يضم 30 غرفة. ويتضمن هذا الحيّ مارينا لاستقبال اليخوت الخاصة بالأحجام الصغيرة، وحتى 30 متراً، إلى جانب 30 مركباً خشبياً، استُخدمت كفنادق عائمة خلال المونديال، حيث استُقبِل الزوار والسياح فيها، ومثلت لهم تجربة مميزة.

وأضاف حيّ المينا، بعد تطويره وربطه بكورنيش الدوحة، ما يقارب ثماني كيلومترات إلى الكورنيش، تضم ما مساحته خمسة كيلومترات كمسارات للجري، صُنعت من الترتان الصديق للبيئة والمريح للجري. وهناك، أيضاً، خمسة كيلومترات أخرى، هي عبارة عن مسارات خاصة للدراجات الهوائية، إلى جانب حدائق ومساحات خضراء تمتد على مساحة 200 ألف متر مربع.

وحسب موقع مجلة فوربس، يُعدُّ ميناء الدوحة خامس أجمل موانئ الرحلات البحرية في العالم، بعد أن تحوَّل إلى مرسى سياحي. وأشارت "فوربس" إلى ثمانية من أهم الموانئ التي لم تنتقص من طابع المدينة التقليدي الجذاب أو أهميتها المعمارية، بعد أعمال التطوير، لافتاً إلى أن ميناء غراند كروز قطر الذي طُوِّر إلى مرسى سياحي، احتلَّ المرتبة الأولى عربياً والخامسة عالمياً، كواحد من أجمل موانئ الرحلات البحرية.

يذكر أن "قطر للسياحة" قد التزمت استقطاب ستة ملايين زائر بحلول عام 2030، بالإضافة إلى تعزيز دور السياحة في تطوير الاقتصاد القطري الوطني، من خلال زيادة مساهمتها في الناتج المحلي، ليصل إلى 10%، وذلك ضمن المساعي الرامية إلى تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.

المساهمون