قال ناشطون سوريون أن صوراً منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي لكنيستين بنتهما روسيا أخيراً في ريف حماة تظهر استخدام قطع أثرية من مدينة تدمر السورية الأثرية في هذين البنائين، كما أشار الناشطون إلى وجود أكثر من 60 قطعة أثرية منهوبة من تدمر في متحف روسي.
وقال الناشط الحقوقي المحامي عبد الناصر حوشان، وهو عضو في "هيئة القانونيين السوريين"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنهم رصدوا "وجود بعض التيجان والأعمدة والحجارة الأثرية التدمرية في بناء هاتين الكنيستين من خلال بعض الصور التي حصلنا عليها"، لافتاً إلى أن "متحف الإرميتاج في روسيا يملك أكثر من 60 قطعة أثرية مهمة من آثار مدينة تدمر السورية".
وأضاف الناشط الحقوقي أن روسيا "لم تتوقف عند نهب ثرواتنا الوطنية في سورية من غاز وفوسفات، ولم تكتفِ بالاستيلاء على المطارات والموانئ، بل امتدت اليد الروسية الغازية إلى العبث بتاريخ سورية وإرثها الحضاري"، وأشار حوشان إلى أن"النظام السوري وقع عدة اتفاقيات مع متحف الإرميتاج الروسي منذ العام 2019، تتضمن إعادة تصميم متحف تدمر وإعادة بناء قوس النصر، وهذه الاتفاقيات تكرّس الغزو الروسي، كون روسيا وعبر ممثليها في سورية هم من يتحكمون بالقرار السياسي والعسكري والأمني، ويستحوذون على الاقتصاد والثقافة والآثار".
لافتاً إلى أن ذلك "سيعود عليهم بمصادر دخل سواء من عمليات إعادة البناء والترميم التي تشارك فيها اليونسكو عبر تقديم الدعم المالي لهذه المشاريع، أو من خلال حق الاستثمار طويل الأجل لهذه المناطق الأثرية، والتي تعتبر من أهم المناطق السياحية في العالم".
وتابع حوشان "أضف إلى ذلك أن البعد القيصري الروسي والديني الأرثوذكسي الذي يتجلى في دعم المليشيات المسيحية الأرثوذكسية، وخاصة في ريف حماه الشمالي، في كل من السقيلبية ومحردة"، مؤكداً أنه "تم إنشاء كنيستين أرثوذكسيتين، الأولى كنيسة آيا صوفيا في مدينة السقيلبية، و كنيسة الأربعين شهيد في مدينة محردة، شمال محافظة حماة". وأوضح الناشط الحقوقي أن "نابل العبد الله، قائد مليشيا الدفاع الوطني في مدينة السقيلبية، وسيمون الوكيل، قائد مليشيا الدفاع الوطني في مدينة محردة، مدعومان من روسيا بشكلٍ مباشر، وكُلفا بعدة مهام خاصة في مدينة تدمر شرق حمص".
وكان قائد مليشيا "الدفاع الوطني" في مدينة السقيلبية نابل العبد الله قد وضع حجر الأساس لما سموه كنيسة "آيا صوفيا" في يوليو/ تموز العام الفائت، إلى جانب وفد عسكري روسي من قاعدة "حميميم" الجوية، وذلك بعد إعلان تركيا عن إعادة متحف "آيا صوفيا" في مدينة إسطنبول إلى مسجد كما كانت عليه قبل 84 عاما، في حين أعلن سيمون الوكيل عن البدء ببناء كنيسة "الشهداء الأربعين" في منتصف يناير/ كانون الثاني من العام الجاري.
من جهته، قال السفير الروسي لدى سورية ألكسندر يفيموف إنه "سيتم ترميم قوس النصر في تدمر، شرق محافظة حمص، وسط سورية، الذي دمره مسلحو تنظيم داعش، وذلك على أساس نموذج روسي رقمي ثلاثي الأبعاد".
وأكد يفيموف في مقابلة لوكالة "تاس" الروسية، أنه "تم بالفعل اتخاذ الخطوات الجادة الأولى، على سبيل المثال في أغسطس/ آب من العام الماضي، تم تسليم الجانب السوري نموذجاً ثلاثي الأبعاد لمدينة تدمر القديمة، أعده متخصصون روس، وعلى أساسه يخطط لتنفيذ الترميم"، مُشيراً إلى أن "هذا العمل سيتم تنفيذه بالتنسيق الوثيق مع اليونسكو وإدارة الآثار والمتاحف في سورية".
وأضاف السفير الروسي "لن نقول إنه توجد صعوبات جدية لا يمكن التغلب عليها خلال ذلك، لكن هذه العملية نفسها شاقة وتتطلب إعداداً دقيقاً وتنفيذاً عالي الجودة في جميع المراحل، لذلك، من الناحية الموضوعية، سيستغرق الأمر الكثير من الوقت".