حفلات الصيف: حذر وكورونا

09 اغسطس 2021
شارك وائل كفوري بحفلين هذا الموسم في السعودية (فيسبوك)
+ الخط -

هل تصبح وجهة الحفلات أو الفعاليات الغنائية مقتصرة على دول الخليج العربي؟ سؤال يطرح نفسه بعد تعذر إقامة نشاطات فنية هذا الصيف، لأسباب كثيرة، منها الأوضاع الأمنية في عواصم عربية عدة، إلى جانب التدهور الاقتصادي في لبنان وسورية، وعودة تفشي فيروس كورونا في أكثر من بلد، خصوصاً في دول المغرب العربي.

وفي نظرة سريعة لأبرز النشاطات الفنية التي شهدها عام 2021 حتى الساعة، نجد أنّ السعودية لا تزال في طليعة الدول التي واصلت إحياء الحفلات، وذلك في إطار خطة طويلة الأمد بدأت تظهر نتائجها من خلال السيطرة على السوق الفنية العربية التي لا تقتصر على الغناء أو الشركات الفنية بل تتعداهما إلى عالم الإنتاج التلفزيوني والبرامج والدراما.

في وقت تحصر دبي نشاطها الفني بالمحلي، أو النشاطات المتباعدة لنجوم أو مغنين عالميين وعرب، يبدو أنها تستعد لأنشطة واسعة خلال فترة الخريف المقبل، فقد بدأت التحضيرات والإعلانات الخاصة للفعاليات التي تنطلق في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل وتمتد حتى مارس/ آذار 2022.

نعود للصيف الحالي، إذ أحيت قبل أيام المغنية اللبنانية نانسي عجرم ومواطنها وائل كفوري حفلاً ضخماً ضمن فعاليات ومهرجانات جدة في السعودية، وكان لافتاً الحضور الجماهيري الكبير الذي تمّ تنظيمه وفق قواعد خاصة للوقاية من فيروس كورونا، كما ألزم كلّ الحاضرين بإظهار شهادات تلقيهم اللقاح الخاص بالفيروس.

في بيروت لم تنجح حفلة عيد الأضحى التي نظمها علي الأتات، وشارك فيها شقيقه نادر الأتات، وعاصي الحلاني، وملحم زين، بل إن بيع البطاقات لم يغطّ حتى تكلفة الحفلة، خصوصاً أنّ الأسعار كانت بالدولار الأميركي المفقود من السوق اللبنانية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2019، في حين كان يعول المتعهد على حضور السياح العرب في لبنان، أو المغتربين العائدين لقضاء عطلة الصيف في بلدهم، لكن ذلك لم يحصل.

في تونس، أعلن منظمو مهرجان قرطاج السنوي إلغاء الفعاليات هذه السنة أيضاً بسبب تفشي فيروس كورونا بشكل كبير، في وقت عززت الأوضاع السياسية المستجدة على البلاد الجمود الفني الذي تعرفه مختلف المناطق التونسية منذ حوالي عامين.

هكذا يشهد السوق الفني تضارباً في النشاطات، التي لا تقتصر فقط على المهرجانات أو الحفلات. ففي نظرة سريعة لأهم الإصدارات الغنائية لهذا الصيف نجد أنّ أغلبها لم يعرف طريق النجاح، خصوصاً في لبنان، حيث يبدو أن الإنتاجات الفنية والواقع الشعبي على الأرض يسيران في عالمَين متوازيين لا يلتقيان. ففي حين تعيش البلاد كارثة يومية لناحية فقدان المواد الأساسية، لا سيما الغذائية والدوائية، وعودة تفشي كوفيد ــ 19، يبدو الفنانون كمن يعيش في عالم آخر.

وهو ما يضعنا أمام أسئلة كثيرة، منها مستقبل الإصدارات الغنائية، وتفاعل المتابع معها، سواء في لبنان أو في العالم العربي.

المساهمون