حائزة نوبل للسلام ماريا ريسّا: الصحافيون عند حافة الهاوية

04 مايو 2022
ريسّا: مواقع التواصل الاجتماعي تعرّض الصحافيين للتهديدات (فابريس كوفريني/فرانس برس)
+ الخط -

وصفت الصحافية الفيليبينية ماريا ريسّا، الحائزة جائزة نوبل للسلام، وضع مهنة الصحافة بـ"القاتم"، في عالم تهيمن عليه مواقع التواصل الاجتماعي التي تطلق حملات دعائية وحقائق بديلة وإعادة كتابة للتاريخ.

وأشارت الصحافية الفيليبينية، وهي من مؤسسي موقع "رابلر" الإخباري التي تقاسمت جائزة نوبل مع زميلها الروسي دميتري موراتوف، إلى أن الوضع في بلدها خير دليل على ذلك، في مقابلة مع وكالة فرانس برس.

ويرجح فوز فرديناند ماركوس الابن ــ نجل الديكتاتور الذي حكم البلاد على مدى عقدين في أجواء من الترهيب والفساد ــ في الانتخابات الرئاسية الأسبوع المقبل، بعد 36 عاماً من سقوط حكم والده.

وقالت ماريا ريسّا، على هامش تظاهرة مؤيدة لحرية الصحافة في جنيف: "يبدو أنه سيفوز في الانتخابات، وهذا ممكن فقط لأن التاريخ تغير أمام أعيننا".

يستفيد ماركوس الابن من نشر معلومات مضللة على مواقع التواصل الاجتماعي، تستهدف الأجيال الشابة التي لا تتذكر الانتهاكات التي ارتكبها والده.

وأشارت ريسّا أيضاً إلى أن المرشح يرفض المشاركة في أي مناظرات ويتجنب الرد على أسئلة الصحافيين، وبالتالي يبدو وكأنه يتبع نهج سياسيين آخرين مثل الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو المثير للجدل.

وأضافت: "هذه هي مشكلة مواقع التواصل الاجتماعي: لقد ساهمت في ازدهار الحملات الدعائية، وسمحت حرفياً لشخصيات عامة، مثل ماركوس أو بولسونارو، بخلق واقعها البديل، عبر التحايل على آليات القوة المضادة" لوسائل الإعلام، مشددة على أن هذا الأمر "ليس بالجيد".

في مواجهة هذه التحديات "أصبحت مهمة الصحافة اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى"، وفق ما قالته.

ورأت أنه اعتباراً من عام 2014، أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي نشر روايتين متباينتين في العالم حول ضم الجيش الروسي لشبه جزيرة القرم، وتفاقمت هذه الظاهرة مع غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي. في مثل هذه الأجواء، يعد الوصول إلى معلومات موثوق بها أمراً حيوياً.

وقالت: "أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة حيث كل ما يمكننا (نحن الصحافيون) القيام به مهم، لأننا أصبحنا عند حافة الهاوية".

بالنسبة لحائزة جائزة نوبل للسلام، لا توجد ضوابط ومواقع التواصل الاجتماعي تعرّض أكثر الصحافيين للتهديدات والاعتداءات. وقالت: "الآن في كل مرة تكتبون مقالاً يحاول تحميل السلطة مسؤولياتها عليكم أن تكونوا مستعدين للتعرض لهجمات شخصية"، وهي قد تتعرض لعقوبة السجن لمدة مائة عام، لفضح تجاوزات الرئيس رودريغو دوتيرتي.

وإذا كان نيل جائزة نوبل أثار "ارتياحاً"، لأنه أظهر أن اللجنة أدركت فعلاً مدى صعوبة مهمة الصحافيين وأن "المخاطر عليهم قد زادت"، لكن ذلك لم يحل دون تعرض ريسّا لملاحقات قضائية. وأوضحت أنه على العكس "سُرعت".

ورأت أنه من غير العادل "الطلب من الصحافيين القيام بكل هذه التضحيات"، وحثت الحكومات والمجتمع الدولي على تولي زمام الأمور وتنظيم هذه التقنيات التي قلبت مجتمع المعلومات رأساً على عقب. وأكدت قائلة: "نحن بحاجة إلى ضوابط حتى نتمكن من القيام بعملنا".

في الأثناء: "ليس أمام الصحافيين من خيار" وعليهم الاستمرار في الدفاع عن الديمقراطية بأفضل طريقة ممكنة"، وفقاً لريسّا التي ختمت بالقول: "نحاول وقف هذا التوجه بوسائلنا المحدودة، على أمل أن يدعمنا المجتمع في هذه المهمة".

(فرانس برس)

المساهمون