جو شليطا... العودة إلى لبنان بالأزياء

07 أكتوبر 2022
من أعمال شليطا (من المصمم)
+ الخط -

عاش المصمم اللبناني، جو شليطا، لسنوات طوال في أستراليا بعد مغادرته بلاده، لكن ذلك لم يُبعده عن مسقط رأسه، ليكرّس بعض مشاريعه في تصميم الأزياء مستلهماً ملامح بلده.

ترعرع المصمم جو شليطا في أجواء ساهمت في تنمية حب الموضة لديه، وتركت أثراً فيه، بوجود والدته التي تميّزت بأناقة لافتة وبجمالها واهتمامها بتفاصيل إطلالاتها التي كانت تعمل على إبرازها بيديها. كانت تختار الأقمشة بعناية، وتضفي عليها تغييرات تجعلها أكثر تميزاً. كان تصميم الأزياء شغفاً لها، وقد ترجمته في إطلالاتها ونقلته إلى ابنها. كيف له ألّا يتأثر بها وينمّي هذا الحس بالموضة والأزياء؟ من عمر ثماني سنوات، كان قد حسم شليطا قراره بأن يصبح مصمم أزياء عندما يكبر. لكن، شاءت ظروفه أن يدرس المحاماة أولاً، ثم سرعان ما عاد إلى شغفه الأساسي بمجرد نيله الشهادة حتى يرضي أهله.

تخصص، حينها، في مجال تصميم الأزياء لمدة ثلاث سنوات، إلى أن شارك بعدها في أحد برامج المواهب في لبنان في تصميم الأزياء، وحقق نجاحاً كبيراً. كانت هذه البداية الفعلية له في هذا المجال. فقد برزت موهبته المميزة وقدرته الإبداعية فيه، وإن كان يعتبر أن موهبته كانت ستظهر بأي طريقة، بغضّ النظر عن مشاركته هذه، بما أن أعماله تعكس براعته.

حقق شليطا نجاحاته كلّها من دون دعم، فيما حرص دوماً على إنجاز كل تفاصيل عمله بنفسه من الألف إلى الياء، بدءاً بالرسم، وصولاً إلى التنفيذ، متمسكاً بالهوت كوتور بمفهومه التقليدي، بعيداً عن المنحى التجاري الذي يتخذه البعض. فقد اعتبر دوماً أنّ على المصمم أن ينجز عمله كاملاً وبكل تفاصيله بنفسه، بدلاً من الاستعانة بفريق عمل، بما في ذلك الخياطة والتطريز، ما جعله موجوداً كمصمم متميز لا يشبه آخر، له أسلوبه الخاص والخط الذي رسمه لنفسه وحافظ عليه طوال مسيرته في عالم الموضة والأزياء.

منذ بداياته، استطاع شليطا أن يترك بصمة في عالم الموضة، فكان سبّاقاً في التصاميم التي يقدمها في عالم الهوت كوتور، لتصبح لاحقاً صيحات تحقق انتشاراً واسعاً. وكان من الممكن لكل من يرى التصاميم التي حملت توقيعه، أن يتعرّف مباشرةً إلى أسلوبه المميز. ومما لا شك فيه، أن تعلّقه بثقافته، لعب دوراً أيضاً في جعل عمله يشكّل علامة فارقة في عالم الموضة. فعندما قرر العودة إلى مجال تصميم الأزياء، اتخذ قراراً في الوقت نفسه بنقل أجمل صورة عن بلده. لذلك، عندما سنحت فرصة العودة إلى لبنان، استطاع أن يحقق الحلم.

عندما دعاه المصمم إيلي صعب للعمل معه، بدأت مسيرته في مجال الموضة في لبنان. ومع عودته ومكوثه في بلده طوال 12 عاماً ازداد تعلقاً، إلا أنه غادر بلاده مرة جديدة مرغماً، بسبب الأزمة التي عصفت بالبلاد. "لكوني عشت في الغربة تعلّقت أكثر بلبنان وساعدني ذلك على التركيز على إيجابياته. تحوّل إلى مصدر إلهام لي بثقافته الغنية ومجتمعه المتميز بأناقة نسائه وعشقهنّ للموضة. كل ما في لبنان كان يروي عطشي كمصمم، خصوصاً بما يميزه من أجواء توحي بفرح العيش وحفلاته والمتعة التي نجدها فيه. لذلك وجدت نفسي فيه كمصمم"، يقول شليطا لـ"العربي الجديد".

المساهمون